أسامة العيسة من القدس

قال الدكتور رياض المالكي وزير الإعلام في الحكومة الفلسطينية ان هذه الحكومة قدمت اعتذارا للصحافي يسري الجمل، الذي تم الاعتداء عليه، من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية خلال تغطيته للأحداث التي شهدتها جامعة الخليل يوم الأحد الماضي 9 أيلول (سبتمبر).

وافاد المالكي، بأنه تلقى بصفته وزيرا للإعلام رسالة احتجاج من وكالة رويترز، التي يعمل فيها الجمل، على الاعتداء الذي تم عليه، وانه نقل الرسالة إلى مجلس الوزراء الفلسطيني، الذي ناقشها باستفاضة.

وقال المالكي، الذي كان يرد على اسئلة عدد من الصحافيين على هامش محاضرة القاها حول الوضع الفلسطيني الراهن، بان جميع الوزراء في الحكومة الفلسطينية، أدلوا بمداخلات حول هذا الموضوع، وان موضوع الاعتداء على الجمل، استحوذ على اهتمامهم، وعبروا عن استنكارهم له.

واضاف المالكي، بانه تم الاتصال بالجمل، وتقديم الاعتذار له، وتشكيل لجنة تحقيق، مؤكدا بان حادث الاعتداء الذي تعرض له الصحافي، هو حادثا فرديا، وليس سياسة لدى حكومة الدكتور سلام فياض.

ووفقا لمنظمات حقوق الإنسان فان الجمل، تعرض للصفع على وجهه من قبل قائد منطقة الخليل، العميد ركن سميح الصيفي، عندما، توجه إليه شاكيا من تصرفات رجال الأمن ضد الصحافيين، خلال عملية قمع اعتصام نفذته الكتلة الإسلامية في جامعة الخليل.

وأدى الاعتداء على الصحافيين إلى إصابة ستة صحافيين بكدمات ورضوض وخدوش، نقلوا على إثرها إلى المستشفى الأهلي في مدينة الخليل لتلقي العلاج، وهم: يسري محمود موسى الجمل، ومأمون إسماعيل وزوز، من وكالة رويترز للأنباء، وناصر حسين الشيوخي، مصور الوكالة الأميركية AP، وحازم بدر، مصور وكالة الأنباء الفرنسية، وعماد عمايرة، مصور تلفزيون الأمل في الخليل، وعامر عابدين، مراسل ومصور وكالة بال ميديا.

وبعد تلقي العلاج غادر الصحافيون المعتدى عليهم، المستشفى باستثناء الصحافي يسري الجمل، الذي تقرر إخضاعه للعلاج لمدة أربع وعشرين ساعة على الأقل بسبب سوء إصابته في الأطراف والرأس.

وابدى المالكي، تفهمه لما واجهه رجال الأمن، الذين تصدوا لما قال انه محاولة من حركة حماس، لأحداث الفوضى في الضفة الغربية. ووفقا لمراقبين، فان ما حدث في جامعة الخليل، يشير إلى أن أجهزة الأمن الفلسطينية، التي تعاملت حتى الان بشكل صارم مع نشطاء حركة حماس في الضفة الغربية، لا تتلقى تعليماتها من الحكومة الفلسطينية، وانما تتصرف بشكل مستقل، وهو ما يمكن ملاحظته أيضا في قطاع غزة، حيث تتصرف القوة التنفيذية التابعة لحماس، بشكل مستقل عن الحكومة التي يرأسها إسماعيل هنية، الذي توصفه بعض الأوساط بالضعيف.

وكان هنيه استنكر في وقت سابق اعتداء القوة التنفيذية يوم الجمعة الفائت، على عدد من الصحافيين في قطاع غزة واعلن تشكيل لجنة تحقيق. من جانب آخر لم يستبعد المالكي، اتخاذ إجراءات بحق محطات فضائية،و قال إنها لا تنقل الحقيقة عما يجري في الأراضي الفلسطينية.

وقال المالكي quot;اننا نسمح بحرية العمل للصحافيين، ونخوض حوارا مع عدد من مراسلي الفضائيات ونبدي ملاحظات على تقاريرهم، ولكن في حالة استمرار التشويه لما يحدث، فسنتخذ إجراءات وفقا للقانونquot;.

ولم يسم المالكي، المحطات الفضائية التي لا يعجب عملها حكومته، ولكن المرجح انه يقصد قناة الجزيرة الفضائية تحديدا، التي تتعرض لهجوم مكثف من مسؤولين ووزراء في حكومة الدكتور فياض وبشكل يومي.

واتهم اشرف العجرمي، وزير شؤون الأسرى، الجزيرة، بأنها تحولت إلى بوق لحركة حماس، وأنها غير موضوعية.

وهاجم محمد الحوراني، القائد في حركة فتح، قناة الجزيرة أيضا، التي تتعرض للهجوم من خلال البرامج التي يبثها التلفزيون الفلسطيني الرسمي، واتهمها متحدثون في هذه البرامج، بانها تخضع لتوجيهات التنظيم الدولي للاخوان المسلمين.