لندن: استأثر الشأن الإيراني والباكستاني والبريطاني باهتمام الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأحد، إضافة إلى طائفة متفرقة من التغطيات الإخبارية والتحليلات والتعليقات.

ففي الشأن الإيراني، نطالع لمراسل الصنداي تايمز في تل أبيب، أوزي ماهنايمي، مقالا بعنوان quot; إسرائيل ستخبر بوش بشأن الخيارات المتاحة لضرب إيرانquot;.

يقول ماهنايمي إن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين سيمدون الرئيس الأميركي، جورج بوش، عند زيارته المقررة لإسرائيل في الأسبوع المقبل بآخر المعلومات الاستخباراتية بشأن البرنامج النووي الإيراني وكيفية تدميره.

وأضاف المراسل أن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، سيسعى لإقناع بوش بأن توجيه إسرائيل ضربة عسكرية ضد منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران أمر قابل للتحقيق في حال فشلت الجهود الدبلوماسية في إيقاف البرنامج النووي الإيراني.

ويتابع المراسل أن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين لا يرغبون في الكشف عن طبيعة المعلومات الاستخباراتية التي بحوزتهم خشية أن يفتقد أي هجوم مستقبلي عنصر المفاجأة.

ويُتوقع أن يزود المسؤولون الأمنيون بوش بتفاصيل حديثة عن تخصيب اليورانيوم في إيران والذي يمكن استخدامه لأهداف مدنية وعسكرية وعن تطوير الصواريخ التي يمكن أن تحمل رؤوسا نووية.

ويرى المسؤولون أن أفضل طريقة لمنع إيران من تخصيب اليورانيوم إلى درجة الاستخدام العسكري هو تدمير منشآت التخصيب الإيرانية.

وفي السياق ذاته، تنشر صحيفة الصنداي تلجراف مقالا بعنوان quot; إسرائيل تحذر أوروبا من خطر الصواريخ الإيرانيةquot; لمراسلتها في القدس، كارولين ويلر.

تقول المراسلة إن المسؤولين الإسرائيليين سيخبرون الرئيس بوش عند زيارته لإسرائيل أن إيران بصدد تطوير صواريخ نووية قادرة على الوصول إلى أوروبا وليس فقط إلى منطقة الشرق الأوسط.

وتضيف ويلر أن وزير الأمن العام في الحكومة الإسرائيلية، أفي ديتشر، أخبر الصحيفة في مقابلة حصرية أن الحكومة الإسرائيلية مقتنعة أن إيران مصممة على أن تصبح أول قوة عظمى إسلامية بفضل امتلاكها أسحلة قادرة على ضرب ليس فقط إسرائيل وإنما مصر وليبيا والسعودية أيضا، إضافة إلى اليونان وأجزاء أخرى من جنوب شرقي أوروبا.

وحذر المسؤول الإسرائيلي من أن إيران بصدد تطوير صواريخ يزيد مداها عن 2000 كلم.

وتصر الأوساط الاستخباراتية الإسرائيلية أن لا توجد دلائل على أن إيران تخلت عن برنامجها للأسلحة النووية بشكل نهائي.

مسلمات يتصدين للفكر المتطرف
تنشر صحيفة الصنداي تايمز على صدر صفحتها الأولى خبرا بعنوان quot; مسلمات يتصدين للإرهابquot; لمحررتها لشؤون الحكومة البريطانية، ماري وولف.

يقول الخبر إن وزيرة شؤون المجتمعات المحلية، هازل بليرز ترى أن الطريقة المثلى للتصدي للأفكار المتطرفة ومنعها من اختراق المجتمعات المحلية المسلمة في بريطانيا تتمثل في منح quot;الأغلبية الصامتةquot; صوتا أقوى.

ويضيف الخبر أن الوزيرة ستطالب السلطات المحلية في بريطانيا بتخصيص جزء من مبلغ 140 مليون دولار أميركي الذي رصدته الحكومة البريطانية لمكافحة التطرف لتمويل دورات تدريبية تُخصص لنساء مسلمات بهدف ترسيخ قيم القيادة والثقة بالنفس لديهن ومساعدتهن على مكافحة الأفكار المتطرفة والتصدي لخطاب المتشددين.

ويمضي الخبر قائلا إن المسلمات البريطانيات سيُنتدبن للعمل مع قادة قطاع الأعمال وكبار الشخصيات الرياضية لاكتساب مهارات الثقة بالنفس والقيادة وذلك في إطار السعي لمنع الشباب البريطاني المسلم من الانجرار وراء خطاب تنظيم القاعدة وإغراءاته.

وتقول وولف إن من المرجح أن يوجه النقد لخطة الوزيرة من قبل بعض المسلمين الذين سينظرون إليها على أنها تشكل تهديدا للتقاليد الثقافية بشأن دور المرأة في المجتمع.

ويتابع الخبر أن مجلس مسلمي بريطانيا اتهم الحكومة البريطانية بالسعي إلى تجنيد المسلمات وتحويلهن إلى جاسوسات يعملن لصالحها.

وتنقل محررة الخبر عن مساعد الأمين العام للمجلس، عنايات بنجلاولا، قوله quot; في البداية، أرادت الحكومة من أئمتنا أن يشتغلوا جواسيس على الشباب المسلم البريطاني، والآن يبدو أنهم (الحكومة) يريدون من المسلمات أن يقمن بالعمل ذاتهquot;.

غير أن المديرة التنفيذية لشبكة النساء المسلمات، شايستا كوهير، تقول إن خطة الحكومة الحكومة لا تتعلق بتحويل النساء المسلمات إلى محققات ولكنها تركز على منحهن دورا أكبر في الحياة العامة للجاليات المسلمة.

تحديات وأهداف
وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، ينشر مقالا بعنوان quot; تأهب من أجل تكثيف النشاط الدبلوماسيquot; في الركن المخصص لمقالات الرأي.

يقول ميليباند إن السياسة الخارجية البريطانية تواجه ثلاثة تحديات في العالم:

التحدي الأول يتمثل في الاضطلاع بالمسؤولية تجاه عدد من الدول المتعثرة التي يتصف أداؤها بالضعف حيث غياب الحكم الرشيد مثلما هو الشأن بالنسبة إلى أفغانستان والعراق والصومال أو الدول التي تنتهك حقوق شعوبها مثل زيمبابوي وبورما.

والتحدي الثاني يتجلى في إيجاد حل للنزاعات التي لم تحل بعد مثلما هو الشأن بالنسبة إلى كوسوفو حيث يواجه الاتحاد الأوروبي اختبارا حقيقيا على مستوى قيادته بهدف استباق الأحداث ومنع تكرار العواقب الوخيمة للقوميات المتصارعة في منطقة البلقان.

ثم يعرج المسؤول البريطاني على النزاع في منطقة الشرق الأوسط الذي طال أمده. ويقول إن الحل القائم على إقامة دولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق العدالة للفلسطينيين والأمن للإسرائيليين.

ويمضي ميليباند قائلا إن حل الدولتين أصبح احتمالا بعيدا أكثر من ذي قبل ومن ثم فإن عام 2008 ينبغي أن يكون عام تبلور رؤية وبروز قيادات عند الأطراف المعنية بالنزاع في المنطقة والتي ينبغي أن تطبع علاقاتها مع إسرائيل وتوفر خريطة طريق اقتصادية بالنسبة إلى فلسطين.

والتحدي الثالث هو ضرورة الاعتراف بأن ميزان القوة أخذ يميل باتجاه الشرق حيث برزت الهند والصين بصفتهما قوتين اقتصاديتين عالميتين.

لكن ذلك لا يعني أن مركز الولايات المتحدة بصفتها أكبر قوة في العالم معرض للتهديد. بل الأمر يعني أن هاتين القوتين تضطلعان بدور رئيسي على الصعيد الإقليمي والعالمي.

وأضاف ميليباند أن رئيس الوزراء البريطاني، جوردن براون، سبق له أن أبرز الحاجة إلى إصلاح المؤسسات الدولية بدءا من الأمم المتحدة ومرورا بالبنك الدولي وانتهاء بصندوق النقد الدولي لأن من الأهمية طرح هذا الإصلاح على جدول أعمال المجتمع الدولي.

ويتابع المسؤول البريطاني قائلا إن وزارته ستسعى لتحقيق أربعة أهداف تحظى بالأولية لديها:

الهدف الأول هو تخصيص موارد إضافية لمكافحة الإرهاب والانتشار النووي من خلال تكثيف حجم العمل الدبلوماسي البريطاني في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وذلك بزيادة عدد موظفي وزارة الخارجية بنسبة 30%.

والهدف الثاني هو إعطاء الأولوية لمنع نشوب النزاعات في العالم من خلال العمل بشكل أفضل من قبل مع القوات المسلحة وهيئات التنمية الدولية في مناطق مثل العراق وأفغانستان.

والهدف الثالث هو توثيق الصلة بين العمل السياسي والوضع الاقتصادي.

والهدف الرابع هو الحاجة إلى بروز نظام دولي قوي.

تحقيق
صحيفة الأوبزرفر تخصص صفحتين كاملتين للشأن الباكستاني. وتحت عنوان quot; المسلح الذي قتل بوتو هو ذاته الذي فجر القنبلةquot; يقول مراسلو الصحيفة في مقالهم المشترك وهم جوليان بورجر وديكلان وولش وإيانت كوباين من إسلام أباد إن المسؤولين الأمنيين الذين يحققون في مقتل بينظير بوتو يعتقدون أن الشخص الذي أطلق ثلاث رصاصات عليها على الأقل هو ذاته الذي فجر قنبلة في موكبها.

وخلص المحققون إلى قناعتهم بناء على دليل رئيسي وهو جسد المشتبه به وقد انفصل عنه رأسه.

ويضيف التقرير أن المشتبه به الثاني الذي بدا بلحية كما التقطته أجهزة التصوير، فقد اتضح أنه أحد الحاضرين الأبرياء ولا علاقة له باغتيالها.

ويمضي التقرير قائلا إن السلطات الباكستانية لا تزال تتمسك بروايتها الأولية وهي أن بيت الله محسود هو المسؤول عن إصدار الأمر باغتيالها.

ويسوق التقرير شهادة مسؤول غربي يحظى بخبرة واسعة في الشؤون الأمنية إذ يقول إنه يعتقد quot;جازماquot; أن بوتو قتلت جراء الانفجار وليس بسبب إطلاق النار عليها لأن الرصاصات لم تصبها.

وأكد الخبير الأمني أن وزارة الداخلية الباكستانية سمحت له بالاطلاع على الصور الملتقطة والمواد الأخرى المتوافرة والتي بينت أن الرصاصات لا دخل لها بقتلها.

وتابع أن كل الأدلة المتوافرة تعضد رواية الحكومة الباكستانية بشأن مقتل بوتو.

وفي السياق ذاته، تقول صحيفة الصنداي تلجراف إن ابن بوتو، بيلاول زرداري، الذي عين خلفا لها على رأس حزب الشعب الباكستاني قد كشف أنه غير مستعد لخلافة والدته المغتالة.

وتضيف الصحيفة أن بيلاول أسر لأصدقاء عائلته أن الكثير يُتوقع منه في إطار مواصلة مشوار والدته السياسي وهو لا يزال في سن التاسعة عشر من العمر.

وجاءت أخبار تبرمه من المسؤوليات التي عهدت إليه بعد أن قال زملاء له في جامعة أوكسفورد البريطانية حيث يتابع دراسته إنه شاب يحظى بجاذبية شخصية وله حياة اجتماعية خاصة به واعتاد على أسلوب الحياة الغربي إلى درجة أنه يرتدي قمصان الموضة الرائجة.