توسع الشغب وأنباء عن سقوط قتيلين
قطع طرق وإطلاق رصاص وقتيلين في ضاحية بيروت

إيلي الحاج من بيروت، وكالات: بالتزامن مع بدء إجتماع مجلس وزراء الخارجية العربفي القاهرة للنظر في الوضع اللبناني وتطورات غزة ، تدهور الوضع فجأة في منطقة الشياح ضاحية بيروت وصولا إلى عمق بعض أحياء العاصمة اللبنانية، وقطعت مجموعات من أنصار quot;حزب اللهquot; وحركة quot;أملquot; طريق المطار نحو نصف ساعة قبل أن يتمكن الجيش اللبناني من إعادة فتحها. وبدا الخط الفاصل بين الشياح ndash; عين الرمانة منطقة شديدة الإلتهاب مع ظهور مسلحين قيل أنهم من أنصار حزب quot;القوات اللبنانيةquot; إثر إقدام مجموعات من الشبان على إحراق أكثر من سيارة وتدمير ممتلكات في عين الرمانة ذات الغالبية المسيحية . ولكن هذه الظاهرة سرعان ما اختفت مع تكثيف الجيش وحداته في عين الرمانه وضبطه الطرق بينها وبين الشياح.

وكانت وحدة من الجيش اللبناني مع مجموعة من المسلحين عند تقاطع مارمخايل ndash; الشياح ، قرابة الرابعة إلا الربع بعد الظهر بالتوقيت المحلي، بعدما حاول عدد من الشبان الذين يسكنون الضاحية الجنوبية لبيروت قطع تلك الطريق الحيوية بالإطارات المشتعلة بذريعة انقطاع التيار الكهربائي.

وكان جنود الجيش يرفعون الإطارات عندما انهالت عليهم وعلى آلياتهم فجأة زخات من الرصاص، مما أوقع بينهم إصابات وفق معلومات أولية. ورد الجنود على مطلقي النار بالمثل. وأفيد أن قوة أكبر من الجيش طوّقت المنطقة على الأثر لحصر المسلحين وضبط الموقف.
وقتل خلال إطلاق النار مسؤول محلي في حركة quot;أملquot; اسمه علي حسن حمزة ، ونقلت جثته إلى quot;مستشفى الساحلquot;. وشوهدت تجمعات مسلحة كبيرة في الشياح على الأثر . بينما تحدث مصادر أخرى عن سقط قتيل ثان لم تعرف هويته بعد
وذكرت مصادر في حركة quot;أملquot; تأكيدها أنّ الضحية علي حسن حمزة كان يعمل في لجان التنسيق مع الجيش ويحاول مؤازرته الجيش لتهدئة الوضع، وقد أصيب في خاصرته من جهة ما برصاص قنصوما لبث أن فارق الحياة لدى وصوله المستشفى. وأضافت أنّ الاحتجاجات المستمرة الآن هي سلمية احتجاجاً على مقتل حمزة..
وتوسعت عمليات قطع الطرق والمواجهات مساء من الطيونة إلى تقاطع مار مخايل الشياح. ودعت حركة quot;أملquot; مناصريها إلى الهدوء والإنسحاب من الشارع. وكانت ضواحي بيروت شهدت في الأيام الماضية بعض أعمال قطع الطرق والتظاهرات الصغيرة المتفرقة وأعمال الشغب، بخلفية معلنة هي الإحتجاج على مسائل معيشية، لكن دوافعها السياسية لا تخفى ، خصوصاً أن قوى المعارضة ما فتئت تلوح بتحريك الشارع لإسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي تدعمها قوى الغالبية.
وتعتبر منطقة الشياح من ضمن منطقة الضاحية التي يسيطر عليها quot;حزب اللهquot; ولحليفته حركة quot;أملquot; التي يترأسها رئيس مجلسي النواب نبيه بري نفوذ فيها. وفي كنيسة مار مخايل التي وقع الحادث قربها أعلن الأمين العام لquot;حزب الله quot; السيد حسن نصرالله والنائب الجنرال ميشال عون زعيم quot;التيار الوطني الحرquot; وثيقة التفاهم التي تحولت تحالفاً بينهما لاحقاً.
وفي وقت لاحق عادت الحركة طبيعية على طريق المطار بعدما فرض الجيش سيطرته على الوضع. وناشد المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل المحتجين الانسحاب من الشوارع فوراً مؤكداً أنّ quot;مثل هذه الأعمال لا يمكن أن تؤدي إلى تحقيق المطالب الاجتماعية الملحة والمحقةquot;.

وقال وفي حديث إلى تلفزيون quot;الجديدquot;، نطالب بـquot;إجراء تحقيق باستشهاد الشاب علي حسن حمزة وضبط المتسببين بالحادثquot; جازماً أنّ quot;لا علاقة لحركة quot;أملquot; بالأحداثquot; ومشيراً إلى أنّ الحركة quot;تعمل على التهدئة مع الجيشquot; وداعياً المناصرين للانسحاب من الشوارع إفساحاً في المجال للقوى الأمنية لضبط الوضعquot;.

دعت حركة quot;أملquot; منصريها للهدوء. وأكدت، في بيان، ان القتيل علي حسن حمزة كان ضمن لجنة التنسيق مع الجيش وقد سقط برصاص قنص من جهة مجهولة. وطالبت قيادة الجيش بفتح تحقيق في الموضوع. هذا وأكد عضو كتلة quot;التنمية والتحريرquot; النائب أيوب حميد أن quot;لا علاقة لحركة quot;أملquot; إطلاقاً بما جرىquot; مشيراً إلى أنّ quot;شباب الحركة تدخلوا لوقف بعض الأعمال من قطع طرق ومؤازرة الجيشquot;.

النائب حميد، وفي حديث إلى تلفزيون quot;العربيةquot;، أكدّ أنّ الشاب علي حمزة quot;الذي استشهد برصاص طائش ينتمي إلى الحركة ويبلغ من العمر 19 سنةquot; نافياً بالمطلق أن يكون أي عنصر من الحركة أطلق النار على الجيش. وذكر تلفزيون الـquot;OTVquot; أن عناصرا من quot;حزب اللهquot; يقيمون طوقا بشريا حول المتظاهرين قرب جامع quot;الرسول الأعظمquot; لمنع انتشار المتظاهرين وتطويق الوضع. وقد منع الجيش متظاهرين يحملون اعلام القوات من التقدّم نحو مستشفى الحياة.
من جانبه سن فضل الله ناشد باسم quot;أملquot; وquot;حزب اللهquot; المواطنين الإنسحاب من الشارع. مشيرا، في اتصال مع الـquot;NEW TVquot;، إلى ان التظاهرة هي عفوية وليس مظاهرة للمعارضة فالمواطنين خرجوا للشارع تحت عنوانين حياتية ومطلبية وجراء فقدان مقومات الحياة.
وكشف فضل الله عن أن لجان مشتركة من quot;أملquot; وquot;حزب اللهquot; تعمل على مع القوى الأمنية على ضبط الأوضاع وإخراج المواطنين من الشارع.
وحمل فضل الله الحكومة مسؤولية الإحتجاج بسبب تجاهل مطالب المواطنين، متمنيا لو أن سكان السراي والقصور يعيشون لبضعة أيام دون كهرباء ليشعروا مع المواطنين.
وأفاد تلفزيون المستقبل قطع طريق الدوير النبطية وطريق صيدا - صور في جنوب لبنان. ويحاول مسؤولون في قوى سياسية احتواء الإحتجاج في هذه المناطق.