نصر الله يتوعد إسرائيل بالحرب المفتوحة ردا على الإغتيال
واشنطن، وكالات: فيما وضعت القوات الإسرائيلية في حالة تأهب على طول الحدود الشمالية مع جنوب لبنان الخميس، تزامناً مع تهديد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بـ quot;حرب مفتوحةquot; مع إسرائيل، معتبراً أن الدولة العبرية quot;تجاوزت الخط الأحمرquot;، باغتيال عماد مغنية، القيادي العسكري بالحزب، طلبت الولايات المتحدة الأميركية من أجهزة الأمن والاستخبارات فيها الاستعداد لمواجهة تهديدات محتملة لمعابد وأهداف يهودية في البلاد.

وذكرت مصادر على صلة بأجهزة تنفيذ القانون في الولايات المتحدة لـCNN إن مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI طلب من السلطات الأميركية الخميس التأهب لمواجهة احتمال شن هجمات ضد معابد وأهداف يهودية في الولايات المتحدة، وذلك في أعقاب اغتيال مغنية. وقال أحد المسؤولين إن الأوامر صدرت لفرق مهام مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة بالبقاء على اتصال مع قياداتها في مسعى للكشف عن أي زيادة في أنشطة حزب الله في البلاد. وأكد المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته لعدم التصريح له بذلك، إنه لم يتم الكشف عن أي تهديد بنهاية مساء الخميس.

من جهته، قال المتحدث باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي، ريتشارد كولكو: quot;رغم أنه لم تردنا مؤخراً أي معلومات محددة بشأن تهديدات، فإننا نذكر الجميع بضرورة التيقظ وإبلاغ الجهات المعنية بأي أنشطة مثيرة للشبهات.quot;

اسرائيل

وفي اسرائيل وضع الجيش الإسرائيلي قواته في حالة quot;تأهبquot; على طول الحدود الشمالية مع جنوب لبنان الخميس، تزامناً مع تهديد حسن نصر الله وقد أصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غابي أشكينازي، أوامره إلى جنوده بـquot;اتخاذ جميع الخطوات الضروريةquot; لحماية الحدود الإسرائيلية مع لبنان، في أعقاب اتهام حزب الله لإسرائيل بالتورط في اغتيال مغنية، الذي قُتل في انفجار سيارة مفخخة بالعاصمة السورية دمشق مساء الثلاثاء.

وجاء في بيان صدر عن قيادة الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان أمر قواته بأن تكون جاهزة في الجو والبحر وعلى الأرض، لتأمين الحدود الشمالية، ولحماية كافة المصالح الإسرائيلية الأخرى، فيما كانت الحكومة الإسرائيلية قد نفت في وقت سابق، أن يكون لها دور بمقتل مغنية.

وعلى الجانب الآخر، وتحديداً في العاصمة الجنوبية لبيروت، التي يعتبرها حزب الله quot;عريناًquot; له، حشد الحزب الشيعي الآلاف لتشييع مغنية، فيما يعكس حرص الحزب على تأكيد قدرته على الحشد في هذه المناسبة، ولتأكيد سيطرته على شارعه الذي صعقته عملية الاغتيال، ولاستعراض وجهة نظره حيال التطورات الراهنة، بحسب مراقبين. وألقى نصر الله، خطاباً خلال حفل تشييع القيادي بالحزب، خصص الجانب الأكبر منه للتأكيد على أنّ quot;المعلومات التي بحوزتنا تشير إلى أنّ إسرائيل هي من اغتالت مغنيةquot;، قائلاً إنّه كان من القياديين في حرب يوليو/ تموز 2006، بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

ومن أبرز ما ورد في خطاب نصر الله تأكيده على أنّ حزب الله في quot;أتم الجهوزية لمقاومة أي عدوان على لبنانquot;، مضيفاً قوله: quot;ليعرف العدو أنه ارتكب حماقة كبيرة جداً.. فلا وهن ولا ضعف ولا خلل في صف المقاومة.. سنواصل مشروع عماد مغنية، ودمه كما دم عباس الموسوي سيزيل إسرائيل.quot; وقال إنّ quot;عماد أنجز كل عمله وهو إذ يرحل شهيداً لم يبق إلا القليل مما يجب القيام به، منذ نهاية حرب تموز بدأنا نعدّ ليوم آخر لأننا كنا نعرف أنّ إسرائيل ستشن حروباً أخرىquot;، مستطرداً: quot;اليوم ليسمعوني.. لن ينتظركم عدة آلاف من الرجال.. لقد ترك خلفه عشرات الآلاف من المقاتلين الحاضرين للشهادة.quot;

وشدّد نصر الله على أنّه quot;إذا أرادت إسرائيل حرباً مفتوحة فلتكن كذلكquot;، وقال: quot;أقول للعدو، لأننا لا نغدر وللصديق طلباً للعذر، لقد قتل الصهاينة مغنية في دمشق، وكل معطياتنا تؤكد هذا الأمر، وتعاطي الإسرائيليون بتلميح أقوى من التصريح في تحملهم لمسؤولية.quot; وأضاف موجهاً حديثه للإسرائيليين: quot;لقد قتلتم عماد خارج الأرض الطبيعية للمعركة، كنتم تقتلوننا على أرضنا اللبنانية، لقد اجتزتم الحدود، لن أتكلم كثيراً ولكن أستعيد من حرب تموز قولي: أيها الصهاينة إن أردتموها حرباً مفتوحة فلتكن.quot;

ليقني

من جانبهااعتبرت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني بعد التصريحات التي ادلى بها الخميس الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ان اسرائيل تعرف quot;كيف تتعاملquot; مع التهديد الذي يمثله هذا الحزب اللبناني.وقالت ليفني في بيان اصدرته وزارتها ان quot;حزب الله منظمة ارهابية وقد شن هجمات ارهابية في السابق ويحاول باستمرار شن هجمات اخرى. واسرائيل مهددة منذ انشائها. ونحن نعرف كيف نتعامل مع هذا النوع من التهديدات وسنعرف كيف نواجههاquot;.واضافت ليفني الموجودة الان في الولايات المتحدة ان quot;اسرائيل دولة قوية والشعب اليهودي قوي وردنا على الارهاب واضح. ولن تغير شيئا تصريحات يدلي بها هذا الارهابي او ذلك ولا نصاب بالذعرquot;.

سوريا

الى ذلك اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم الخميس ان بلاده ستثبت قريبا quot;بالدليل القاطعquot; الجهة التي تقف وراء اغتيال المسؤول في حزب الله عماد مغنية، واصفا هذا الاغتيال ب quot;الجرم الجبانquot;.وقال المعلم خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الايراني منوشهر متكي ان quot;اجهزة الامن السورية تواصل التحقيق في الجريمة الارهابية والسهر على امن الوطن والمواطن ونامل قريبا ان تسمعوا نتائج الجرم الجبانquot;.واضاف quot;سوف نثبت بالدليل القاطع الجهة التي تورطت بالجريمة ومن يقف خلفهاquot; مؤكدا ان quot;من اغتال عماد مغنية اغتال اي جهد للسلامquot;. وكان وزير الخارجية الايراني قد شارك الخميس في تشييع عماد مغنية في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقد توعد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في هذه المناسبة باعلان quot;حرب مفتوحةquot; على الدولة العبرية.

الديلي تلجراف

وفي صحيفة الديلي تلجراف نجد مقالا بعنوان quot;الشكل المناسب لموت ارهابيquot; كتبه كون كوجلين، الذي عمل في بيروت في بداية الثمانينات من القرن الماضي. ويصف الكاتب مغنية بأنه واحد من ثلاثة رجال بثوا الرعب في العالم الى جانب الفنزويلي كارلوس والفلسطيني أبو نضال. ويستعرض كوجلين العمليات التي يتهم مغنية بالوقوف وراءها من تفجير السفارة الأميركية في بيروت الذي أودى بحياة 20 من ضباط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي اي ايه) وتفجير مركز المارينز في العاصمة الللبنانية الذي أودى بحياة المئات مما دفع الولايات المتحدة الى سحب المارينز من هناك بشكل مذل كما يقول الكاتب، الى تفجير السفارة الاسرائيلية والمركز اليهودي في العاصمة الأرجنتينية بوينوس ايريس.

ويقول كاتب المقال ان مغنية كان أول من استخدم العمليات الانتحارية وعمليات الخطف. ويتساءل الكاتب عن سبب ظهور مغنية في هذا الوقت بالذات، وهو الذي لم تستطع أي جهة أمنية من الجهات الكثيرة التي تطلب رأسه اقتفاء أثره. ويعتقد الكاتب أن مغنية كان مختفيا في ايران وان خروجه في هذه الفترة بالذات كان بهدف تخطيط عمليات هدفها توجيه الأنظار بعيدا عن البرنامج النووي الايراني. ويعتقد كوجلين أن المخابرات الاسرائيلية تقف وراء اغتيال مغنية.

الفاينانشال تايمز

وتحت عنوان quot;السيارات المفخخة باتت وسيلة الاتصالquot; تقول الفايننشال تايمز في افتتاحيتها quot;بيروت قالت كلمتها يوم امس quot;:quot; جنازة القيادي الاسطورة في حزب الله اخرجت شيعة لبنان الى الشوارع التي دمرها سلاح الجو الاسرائيلي في حرب 2006.quot;

تقول الفايننشال تايمز :quot;اهلا بكم في بلاد الشام حيث لا تزال السياره المفخخه الوسيلة الاساسية للاتصالات السياسية لدرجة نشر ثمانية الاف من الجيش اللبناني الهش لدرء أي نزاع محتدم بين اعداء سوريا من جهة واصدقائها من جهة اخرىquot;. وتتابع الصحيفة: quot;من المهم جدا ، لسيادة القانون في المنطقة التي ابتليت بالطغاة و متقمصي دور المسيح المخلص او المحررين أن تمضي المحكمه الدولية قدما . وأيا كان قاتل عماد مغنية فيجب ان يبقى الضوء مسلطا على محاولات سوريا لاستعادة هيمنتها في لبنان من خلال سلسلة الاغتيالات التي بدأت مع اغتيال رفيق الحريري.quot;