إيران: أميركا الخاسر الاكبر في الانتخابات

طهران: اكد المحافظون الايرانيون هيمنتهم على مجلس الشورى الايراني بحصولهم على غالبية الثلثين بحسب نتائج جزئية اظهرت قوتهم حتى في العاصمة طهران التي تعتبر الواجهة السياسية للبلاد. فالتقدير الذي اعلنه وزير الداخلية مصطفى بور محمدي السبت بحصول المحافظين على 71 % من المقاعد ال290 لم يتغير اليوم الاحد.

وكتبت صحيفة كيهان المحافظة المتشددة على صفحتها الاولى quot;الشعب وضع مرة جديدة البرلمان في عهدة المدافعين عن مبادىءquot; الثورة. وهذا الفوز الكبير كان متوقعا في الحقيقة نظرا الى عدم قبول ترشيح عدد كبير من الاصلاحيين قبل الانتخابات. وكانت هذه الالية نفسها اسهمت الى حد كبير في فوز المحافظين في الانتخابات التشريعية التي جرت في العام 2004.

واعربت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الاوروبي عن quot;اسفها الشديد وخيبتهاquot; حيال هذه العملية الانتخابية ورات ان الانتخابات لم تكن quot;لا حرة ولا عادلةquot;.
وذكرت شبكة التلفزيون العامة الايرانية quot;برس تي فيquot; نقلا عن وزارة الداخلية ان المحافظين فازوا ب163 مقعدا وان 54 مقعدا اخر لمرشحيهم بحاجة لاعادة انتخاب. غير ان الاصلاحيين لم يخرجوا صفر اليدين تماما حيث يأملون في الحصول حتى على 20% من المقاعد النيابية. وقال عبدالله ناصري المتحدث باسم ائتلاف الاصلاحيين السبت quot;على الرغم من كل القيود نجحنا في التشويش على لعبة خصومناquot;.

لكن في العاصمة التي يخصص لها ثلاثون مقعدا في البرلمان كان المحافظون هم الذين اجتازوا الدورة الاولى بدون صعوبات. فمع فرز نحو ثلثي البطاقات، تبين ان المرشحين ال14 الذين انتخبوا من الدورة الاولى هم جميعا من المحافظين. وسيخوض 38 مرشحا (مقابل 32 في وقت سابق) لم تحسم نتيجتهم، الدورة الثانية التي ستجرى في 18 او 25 نيسان/ابريل، مما يترك فرصة اخرى امام الاصلاحيين لتحقيق اختراق.

واكد ناصري السبت ان تشكيله الاصلاحي quot;في وضع جيدquot; في العاصمة لخوض الدورة الثانية. والاقتراع في طهران يعتبر ايضا بمثابة اختبار لتشكيلين محافظين متنافسين، الجبهة الموحدة للمدافعين عن المبادىء، وهي الرئيسية، والائتلاف الموسع للمدافعين عن المبادىء. وتضم الجبهة الموحدة حركة quot;اريج الخدمة العذبquot; التي يتزعمها الرئيس المحافظ المتشدد محمود احمدي نجاد، فيما يتولى قيادة التحالف الموسع محافظون منتقدون للرئيس بينهم المفاوض السابق بشأن الملف النووي علي لاريجاني ورئيس بلدية طهران محمد باقر قليباف.

ويتقاسم الائتلاف الموسع معظم مرشحيه في البلاد مع الجبهة الموحدة لكنه قرر منافسة الجبهة في العاصمة. وتسجل النتائج الاولية خسارة الائتلاف في طهران. فقد اقصي خمسة من المرشحين الرئيسيين من الدورة الاولى فيما انتقل مرشح واحد هو محمد خوششره بصعوبة الى الدورة الثانية.

في المقابل، تم انتخاب اربعة مرشحين ينتمون الى quot;اريج الخدمة العذبquot; ومسجلين على قائمة الجبهة الموحدة من الدورة الاولى فيما حقق ثلاثة اخرون موقعا جيدا للانتقال الى الدورة الثانية. وخلافا للمحافظات حيث المواضيع المحلية تشكل اولوية، فان التصويت في العاصمة يعتبر سياسيا قبل اي شيء اخر.

كما انه يسجل فشلا نسبيا لتشكيل رئيس مجلس الشورى السابق مهدي كروبي وحزبه الاصلاحي quot;الثقة الوطنيةquot;. فمع تقاسمه عدد كبير من المرشحين مع ائتلاف الاصلاحيين المدعوم من الرئيس السابق محمد خاتمي، فقد خاض منافسة معه في طهران. وحزب الثقة الوطنية لن يحظى باي مقعد له في طهران. لكنه حظي بمعاملة افضل من ائتلاف الاصلاحيين من قبل مجلس صيانة الدستور المكلف انتقاء المرشحين.