بغداد: وصف طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقي نتائج السنوات الخمس الماضية في ظل وجود القوات الأجنبية بانها quot; مؤلمة ومؤسفة.quot; وقال بيان صادر عن مكتب الهاشمي يوم السبت تسلمت رويترز نسخة منه ان الهاشمي وصف حصاد السنوات الخمس الماضية بانه quot;كان مؤلما ومؤسفا.quot; واضاف الهاشمي في بيانه quot;التحسن أو التقدم الطفيف الذي طرأ في جزئية معينة لا يجوز أن يحجب المشهد المحزن والكارثة التي حلت بالعراق.quot; وقال البيان ان هذه التصريحات جاءت خلال حفل زفاف جماعي اقيم يوم الجمعة في بغداد ورعاه الهاشمي بصفته الأمين العام للحزب الاسلامي العراقي.

وتاتي تصريحات الهاشمي بعد يومين من الذكرى الخامسة للحرب التي قادتها الولايات المتحدة عام 2003 والتي أدت الى اسقاط النظام السابق وتاسيس عملية سياسية في العراق رعتها الولايات المتحدة وشملت اجراء انتخابات برلمانية نهاية عام 2005 ادت الى تشكيل حكومة عراقية في ربيع عام 2006. وتصريحات الهاشمي اقسى تصريحات يصف فيها مسؤول رسمي رفيع الوضع العراقي خلال هذه الفترة. وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد وصف حرب العراق في كلمته التي القاها قبل يومين في واشنطن امام مجموعة من كبار ضباط الجيش والمسؤولين في وزارة الدفاع بانها حققت نجاحات وان هذه quot;النجاحات لا يمكن انكارها.quot;

وعبر الهاشمي عن فشل السلطات العراقية التي تعاقبت على حكم العراق منذ عام 2003 في تقديم النموذج الذي وعدت به الشعب وقال quot;المواطن العادي بعد كل هذه السنوات يشعر بالاحباط لاننا ببساطة فشلنا حتى الآن في تقديم النموذج الذي وعدنا الناس به بعد سقوط النظام.quot; وأضاف الهاشمي ان هذا quot;الأمر يستوجب اصلاحا جذريا وعدم الاكتفاء باصلاحات تجميلية لاتسمن ولا تغني من جوع.quot;

وأدت الحرب في العراق خلال السنوات الماضية الى تداعيات امنية كبيرة دفعت البلاد الى شفا حرب اهلية ونتج عنها صراعات طائفية شديدة أدت الى مقتل عشرات الاف من العراقيين كما أدت الى تقسيم البلاد الى قوى ومكونات طائفية وعرقية وهي حالة لم يألفها العراقيون من قبل. كما ادت الحرب الى نزوح ملايين العراقيين داخل وخارج العراق كما تمخضت عن تدمير البنى التحتية للبلاد وعن تدهور خطير وكبير في مستوى الخدمات المقدمة الى المواطنين. ورغم وجود عملية سياسية وتشكيل حكومة منتخبة الا ان الأوضاع في العراق مازالت تثير مخاوف لدى الكثير من العراقيين تتمثل في عدم وضوح الرؤية لديهم فيما يتعلق بامكانية بناء مستقبل افضل.

ومازالت العملية السياسية في العراق تعاني من انقسامات شديدة ادت بالكيانات السياسية التي تشكلت على اساس طائفي او عرقي الى تبادل الاتهامات وتحميل كل طرف للطرف الاخر المسؤولية عن فشل العملية السياسية وفشل مشروع المصالحة الوطنية وهو النهج الذي وضعته الحكومة الحالية التي يراسها نوري المالكي منذ تشكيلها في عام 2006. وانسحبت عدة كتل سياسية من الحكومة العام الماضي احتجاجا على quot;سياسة التفردquot; التي تمارسها الحكومة وفي مقدمتها جبهة التوافق والتي يعتبر الهاشمي احد قياديها ورفضت هذه الكتل العودة للحكومة حتى الآن.

وأعرب الهاشمي عن استعداد جبهته quot;للقاء وللتفاوض وللحوار .. في أي زمان ومكان.quot; وقال ان المشكلة ليست في اجراء مفاوضات quot;انما في نجاح هذه المفاوضات ووصولها الى غايتها ومراميها .. والقبول بالرأي الاخر ومزيد من المرونة والثقة بالاخرين.quot; واضاف quot;أن الاصلاح لا يتم الا بتضافر الجهود وتوحيد الكلمة وتقريب وجهات النظر ولن يتحقق ذلك الا بالحوار المباشر البناء والصريح والشفاف والجلوس على طاولة المفاوضات.quot; وجدد الهاشمي مرة اخرى رفضه مبدأ الانسحاب من العملية السياسية وقال ان quot;احباطنا لا ينبغي أن يقرأ أن قناعاتنا في أصل المشاركة السياسية باتت محل نظر اذ ان سنة التدافع والتغيير والحاجة للاصلاح والتصويب والتعديل ..تستدعي هذه المشاركة.quot;