أحداث البصرة أكدت حيادية الحكومة وعدم طائفيتها
المالكي : أنهينا دور الميليشيات بتنفيذ أجندة استخبارات خارجية

أسامة مهدي من لندن : أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن احداث البصرة الأخيرة التي واجهت القوات الحكومية خلالها الميليشيات والخارجين على القانون اثبتت عدالة الحكومة وحياديتها وعدم طائفيتها وقال ان الدولة نجحت في القضاء على المتعاونين مع الاستخبارات الاجنبية الساعين إلى تنفيذ اجندتها الخارجية واشار الى ان عددا من افراد القوات الامنية الذين رفضوا القتال قد تم طردهم من الخدمة واحالتهم على المحاكم العسكرية .. فيما اكد النائب بهاء الاعرجي عن كتلة التيار الصدري في مجلس النواب ان القرار الاخير للمجلس السياسي للامن الوطني بحل الميليشيات ومن بينها جيش المهدي يجب ان يكون سارياً على جميع الميليشيات الاخرى في العراق .

واضاف المالكي في كلمة له خلال اجتماعه بالسفراء المعتمدين في بغداد اليوم ان عمليات البصرة شكلت خطوة كبيرة على طريق تشكيل دولة القانون والمؤسسات واعطت رسالة لكل الخارجين على القانون الذين ينفذون اجندات استخبارات خارجية ويريدون عودة ملامح الدولة الشمولية الدكتاتورية بعدم القبول بوجود جيش الى جانب جيش الدولة. وكانت تقارير غربية قد اشارت الى ضلوع ايران في المعارك التي شهدتها البصرة مؤخرا من خلال دعم مسلحي جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مواجهته للقوات الحكومية .

وشدد المالكي الذي ينتمي الى حزب الدعوة الشيعي ان مواجهة المسلحين (الشيعة من عناصر جيش المهدي) قد اكد حيادية وعدالة الحكومة العراقية وعدم طائفيتها .وقال إن مسلحي هذه الميليشيات لم يعتادوا العمل في ظلال الحرية والديمقراطية وانما في ظلام الدكتاتورية ويسعون إلى البقاء فوق القانون . واوضح ان هذه العملية كشفت ايضا عن خلل تعاني منها الاجهزة الامنية في الجيش والشرطة من الذين تخاذلوا عن القتال او كانوا يتعاونون مع الميليشيات فتم فصلهم واحالتهم على المحاكم وفقا لقانون المحاكمات العسكرية الاصولية وبذلك تم تطهير هذه الاجهزة من المتخاذلين والمترهلين والمنهزمين . يذكر ان مسؤولين عراقيين قد اشاروا الى تمرد اكثر من عسكري ورفضهم القتال ضد جيش المهدي الامر الذي استدعى طردهم من الخدمة .

وشدد المالكي على ان معارك البصرة قد اثبتت مهنية وقدرة القوات المسلحة وحياديتها وانضباطها وحفاظها على حقوق الانسان رغم العنف الذي استخدمته الميليشيات . وقال quot;اننا ذهبنا الى البصرة تلبية لصرخة سكانها بعد استفحال نشاط العصابات الخارجة على القانون والتدخلات الخارجية بحيث وجدنا ان في الحافظة حكومة محلية شكلية والحكومة الحقيقية فيها هي الميليشيات ولكن الان عادت الحكومة الى ممارسة دورها الطبيعي بمساعدة الحكومة الاتحاديةquot;.

واشار الى ان ماجرى في البصرة شكل فرصة للحكومة لإنهاء المحاكم غير الشرعية والقضاء الخارج على القانون وإنهاء دور الميليشيات وتنظيمات القاعدة التي تحاول ان تكون بديلة للدولة . واضاف ان عمليات البصرة تعتبر انطلاقة للعراق والمنطقة في ملاحقة الارهاب وضربه وإنهاء امتداداته الخارجية وبشكل اكد قوة الحكومة وقواتها المسلحة وقوة السياسيين الذين شكلوا هذه الحكومة .واعرب المالكي في كلمته الى السفراء بان تكون عمليات البصرة رسالة لدولهم تؤكد عزم الحكومة على فرض الامن والاستقرار ليكون حافزا لهذه الدول للتعامل مع الواقع العراقي الجديد وتطوير التعاون الثنائي مع العراق على اسس من المصالح المشتركة .

وفي وقت سابق اليوم قال المالكي إن قرارا قد تم اتخاذه بحجب حق التيار الصدري في المشاركة بالعملية السياسية او المشاركة في الانتخابات المقبلة ما لم ينهوا وجود جيش المهدي . وفي سؤال عن دور ايران في إنهاء الصراع في البصرة عزا المالكي وقف اطلاق النار لجهد القوات الامنية. وقال quot;لا علم لدي بمسعى كهذا.quot; وأضاف في تصريح لمحطة (سي ان ان) الاميركية quot;ان ما حدث على ارض الواقع وانهيار في بنية هذه الميليشيا جعلت مقتدى الصدر يصدر بيانه بسحب المسلحين من الشوارع. ان ما حدث هو شيء لإنقاذ مقتدى وليس لمساعدتنا.quot;

ومن جانبه اكد النائب بهاء الاعرجي عن كتلة التيار الصدري في مجلس النواب العراقي ان القرار الاخير للمجلس السياسي للامن الوطني بحل الميليشيات ومن بينها جيش المهدي يجب ان يكون سارياً على جميع الميليشيات الاخرى في العراق.واضاف الاعرجي في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم انه يوجد في العراق 28 ميليشيا بحسب قول مستشار الامن القومي الدكتور موفق الربيعي وان هذه الميليشيات دمجت بعضها في مؤسسات الدولة الامنية مثل الدفاع والداخلية والامن الوطني ولكن تتلقى تعليماتها من جهاتها الفئوية والحزبية وليس من قبل الحكومة المركزية.

واشار الاعرجي الى ان الطريق الوحيد لحل المشكلة هو لغة الحوار والتفاهم بين جميع القوى السياسية واذا تم حل جيش المهدي فيجب حل الميليشيات الاخرى لافتاً الى ان جيش المهدي ليس ميليشيا وانما جيش عقائدي كما قال .ودعا الاعرجي الحكومة العراقية الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة ومجلس النواب والامم المتحدة بالتدخل السريع لإنهاء الحصار عن مدينة الصدر quot;التي يسقط فيها العشرات من الاطفال والنساء والشيوخquot; مشيراً الى أن الصدريين قد التزموا بمبادرة الصدر بانهاء المظاهر المسلحة من أجل خلق أجواء هادئة في البلاد .

وتأسس جيش المهدي، وهو الجناح العسكري للتيار الصدري الذي يتزعمه في تموز (يوليو عام 2003) وتعتمد بنيته الاساسية على مقلدي واتباع السيد محمد محمد صادق الصدر الذي اغتالته الاستخبارات العراقية عام 1999 في مدينة النجف.ودخل جيش المهدي في معركتين كبيرتين مع الجيش الاميركي والقوات الحكومية في شهر نيسان (ابريل) عام 2004 واب (اغسطس) عام 2004 قبل ان يصدر زعيمه مقتدى الصدر امرا بتجميد نشاطاته في شهر اب (اغسطس) الماضي لمدة ستة اشهر وقرارا اخر في شباط (يناير) الماضي بتمديد التجميد لستة اشهر اخرى .