لندن: في باب تناولها للاخبار الخارجية تحدثت صحيفة الصنداي تايمز البريطانية عن الملف العراقي وما اسمته الدور الايراني في الازمة العراقية عندما تناولت مصير خمسة بريطانيين تم خطفهم من قلب بغداد العام الماضي ولا يزال مصيرهم مجهولا والدور الايراني في المواجهات الاخيرة بين قوات الامن العراقية ومسلحي جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

المخطوفون البريطانيون
قالت الصحيفة ان هناك تقارير الان تفيد ان المخطوفين البريطانيين الخمسة وهم خبير كومبيوتر واربعة من حراسه الامنيين موجودون الان في ايران حسب اخر التقارير الاستخبارية التي تلقتها وزارة الخارجية البريطانية مما يعني استبعاد قيام القوات الخاصة البريطانية بأي عملية كوماندوس لتحرير هؤلاء المخطوفين.

وكانت الانباء قد اشارت لدى اختطاف البريطانيين الخمسة ان الخاطفين توجهوا بهم الى مدينة الصدر معقل جيش المهدي في قافة ضمت اكثر من 19 سيارة ذات دفع رباعي.

وتنقل الصحيفة عن مسؤول رفيع في مدينة البصرة جنوب العراق ان البريطانيين المخطوفين موجودون في ايران وان من قاموا بالخطف مرتبطون بإيران وان ايران ترعاهم وبالتالي تستفيد من نشاطاتهم.

وتضيف الصحيفة ان مصورا بريطانيا تم خطفه في مدينة البصرة الشهر الماضي موجود ايضا في ايران حسب اقوال هذا المسؤول.

دور ايران في مواجهات البصرة
وفي باب تناول الشأن العراقي ايضا تقول الصحيفة ان قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال بتريوس سيشير الى الدور الايراني في معارك مدينة البصرة خلال تقديمه شهادته امام الكونجرس الاميركي هذا الاسبوع.

وتنقل الصحيفة عن مصادر عسكرية واستخبارية اعتقادها ان الايرانيين قاموا بدور عسكري كبير في الاشراف وتوجيه وادارة المعارك الى جانب مسلحي جيش المهدي ضد القوات العراقية.

ويتوقع ان يعرض الجنرال بتريوس الادلة التي بحوزته عن الدور الايراني في العراق لمعارضة أي تخفيض في عدد القوات الاميركية في العراق اكثر من التخفيض المقرر في شهر يوليو/تموز المقبل.

وتنقل الصحيفة عن مسؤول عراقي رفيع غضب الجنرال بتريوس بسبب عدم استشارة رئيس الوزراء العراق له قبل القيام بالعملية الاخيرة في مدينة البصرة والتي اطلق عليها quot;صولة الفرسانquot; بينما استنجد بالقوات الاميركية للخروج من المأزق الذي واجهه في البصرة.

مسؤول عراقي عسكري كبير يعمل مع قوات الصحوة صرح للصحيفة ان التحسن الاخير في الوضع الامني في العراق يرجع في جزء كبير منه الى تجميد جيش المهدي نشاطه وانه quot;اذا قرر جيش المهدي العودة الى النشاط لا القوات الاميركية ولا الحكومة العراقية قادرة على التصدي لهquot;.

العودة الى البصرة
صحيفة الاندبندنت كتبت ان الجنود البريطانيين عادوا الى اطراف مدينة البصرة الى جانب القوات العراقية بعد ان فر المئات من الجنود العراقيين من وحداتهم العسكرية اثر المواجهات الاخيرة في مدينة البصرة .

وتقول الصحيفة ان بعض الجنود العراقيين لم يكتفوا بذلك بل انتقلوا الى الجبهة الاخرى وقاتلوا الى جانب مسلحي جيش المهدي ضد الواحدات التي كانوا في صفوفها.

وتأتي الخطوة البريطانية بعد ضغوط اميركية على القيادة العسكرية البريطانية في العراق للعب دور اكثر فعالية في العمليات العسكرية الجارية في جنوب العراق.

وحسب المصادر العراقية فان اكثر من 1500 جندي وضابط عراقي فروا او رفضوا القتال، من بينهم عدد من قادة الوحدات العراقية مما حدا بالحكومة العراقية الى فصل قائد لواء ونائبه من الجيش العراقي.

ازمة الغذاء العالمي
صحيفة الاوبزرفر اشارت الى ان اكثر من 33 دولة تواجه احتمال مواجهة اضطرابات اجتماعية بسبب ارتفاع اسعار المواد الغذائية والطاقة.

وتنقل الصحيفة عن البنك الدولي ان اسعار مادة الارز ارتفعت بشكل غير مسبوق.

ففي الشهر الماضي وصلت اسعار الارز الى مستوى قياسي خلال 19 عاما وكذلك الامر بالنسبة لاسعار القمح التي ارتفعت الى مستوى قياسي خلال اكثر من 28 عاما.
وتقول الصحيفة ان الارتفاع الجنوني في اسعار القمح والارز ناجم عن مجموعة عوامل من بينها تراجع انتاج الارز هذا العام بحدود 3.5 بالمائة على المستوى العالمي وتراجع المخزون العالمي منه الى ادنى مستوى منذ 30 عاما بينما تشير التوقعات الى ارتفاع اسعاره باكثر من 40 بالمائة خلال الاشهر المقبلة.

وقد بدأت أثار هذا الارتفاع بالظهور في عدد من الدول الفقيرة مثل بنجلاديش حيث يعتبر الارز عماد النظام الغذائي وتشاهد طوابير طويلة من الناس امام المتاجر الحكومية التي تبيع الارز باسعار مخفضة.

ويعزو الخبراء هذه التطورات الدرامية على اسعار الغذاء الى ارتفاع اسعار الطاقة والاسمدة والتغييرات المناخية وموجة الجفاف.

ويعود كذلك الى التحول عن زراعة المواد الغذائية في مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية في العالم الى زراعة المواد التي تدخل في انتاج الوقود العضوي أي الوقود النظيف.

كما ان تغيير العادات الغذائية وارتفاع مستوى معيشة عدد كبير من الناس ساهم في زيادة الطلب على المواد الغذائية.

ففي الصين مثلا اكثر من 100 مليون صيني تركوا الريف وانتقلوا الى المدينة وتخلوا عن عادة تناول منتجات القمح الى تناول الارز بعد ان تحسن وضعهم المادي.