الشيخ خليفة اعلن الغاء الديون ودعا العراقيين لنبذ الطائفية
المالكي : شطب الامارات ديونها يدعم امن واسقرار العراق

أسامة مهدي من لندن :
قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان قرار الإمارات اليوم شطب الديون العراقية البالغة 4 مليارات مليارمع فوائدها سيسهم في تحسين الوضع الائتماني للاقتصاد العراقي ودعم عملية استعادة الأمن والاستقرار فيه من خلال فتح الأفق أمامه للتخلص من الأعباء التي تثقل اقتصاده ومؤسساته .. في حين دعا الشيخ خليفة جميع فئات الشعب العراقي وتياراته السياسية المختلفة إلى نبذ كل أشكال العنف الطائفي والمذهبي والانخراط في العملية السياسية وصولا إلى استعادة العراق لعافيته واستقراره الأمني ودوره السياسي .
واضاف المالكي خلال اجتماعه في ابو ظبي التي وصلها اليوم مع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ان قرار شطب الديون الإماراتية سيساهم في تحسين الوضع الائتماني للاقتصاد العراقي ودعم عملية استعادة الأمن والاستقرار في العراق من خلال فتح الأفق أمام العراق للتخلص من الأعباء التي تثقل اقتصاده ومؤسساته .
ومن جانبه اعلن خليفة ان دولة الإمارات العربية المتحدة قررت إلغاء جميع الديون المستحقة على العراق والبالغة أربعة مليارات دولار تم تقديمها في أوقات مختلفة بالإضافة إلى الفوائد المترتبة عليها . وقال إن قرار دولة الإمارات إلغاء ديونها المترتبة على العراق هو تعبير عن أواصر الأخوة والتضامن بين البلدين ومساعدة للحكومة العراقية لتنفيذ خطط ومشروعات إعادة الإعمار وتأهيل المؤسسات والمرافق المختلفة في العراق . واعرب عن امله في أن يسهم القرار في التخفيف من الأعباء الاقتصادية التي يواجهها الشعب العراقي الشقيق . واكد ان الإمارات لن تتأخر في تقديم كل أشكال العون المادي والمعنوي للعراق الشقيق كما نقلت عنه وكالة انباء الامارات .
وبحث المالكي مع رئيس دولة الامارات الأوضاع على الساحة العراقية والجهود التي تبذلها السلطات العراقية في استعادة الأمن والاستقرار لجميع المناطق في إطار سيادة الدولة والتصدي لكل المحاولات التي تهدف للمساس بوحدة العراق. واعتبر الشيخ خليفة أن استعادة الأمن في العراق يمثل حجر الزاوية في جهود العراق لإعادة تأهيل مؤسساته واستعادة دوره الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية . واشار الى ان دولة الإمارات وانطلاقا من شعورها بأهمية تواصل العراق بمحيطه العربي بادرت للإعلان عن قرار إعادة فتح سفارة الدولة في بغداد . واضاف ان التحسن النسبي في المناخ الأمني في العراق يعد عاملا مشجعا يساعد في نجاح العملية السياسية في العراق . ودعا جميع فئات الشعب العراقي وتياراته السياسية المختلفة إلى الالتفاف حول الحكومة الشرعية ونبذ كل أشكال العنف الطائفي والمذهبي والانخراط في العملية السياسية وصولا إلى استعادة العراق لعافيته واستقراره الأمني ودوره السياسي .
وحضر الاجتماع الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية والشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية والشيخ أحمد بن زايد آل نهيان وعدد كبير من المسؤولين الإماراتيين، وأعضاء الوفد المرافق لدولة رئيس وزراء العراق . ويضم الوفد المرافق للمالكي وزراء الداخلية جواد البولاني والصناعة والمعادن فوزي حريري والتجارة عبد الفلاح السوداني والمتحدث الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ والمستشار السياسي لرئيس الوزراء صادق الركابي والمستشار الإعلامي ياسين مجيد ومستشار الأمن القومي موفق الربيعي ورئيس هيئة الاستثمار احمد رضا .
وبالترافق مع الزيارة اعلن مصدر اماراتي رسمي ان مجلس الوزراء الاماراتي اقر اليوم الاحد تعيين عبدالله ابراهيم الشحي سفيرا للدولة في العراق . وقال ان مجلس الوزراء اقر خلال اجتماعه اليوم الاحد تعيين سفير الدولة الحالي في الهند عبدالله ابراهيم الشحي سفيرا في بغداد . واضاف ان الحكومة العراقية وافقت على الفور من جهتها على هذا التعيين .
وتاتي هذه الخطوة بعد شهر من زيارة وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان الى بغداد والتي اصبح بموجبها اول مسؤول خليجي على هذا المستوى يزور العراق بعد سقةط النظام العراقي السابق عام 2003.
وكان وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان قال أثناء زيارته إلى العراق في الخامس من الشهر الماضي انه سيتم تسمية سفير بلاده وإعادة افتتاح السفارة الإماراتية في العراق قريبا. وسحبت الامارات اكبر دبلوماسييها في بغداد وهو القائم بالاعمال في ايار (مايو) عام 2006 في اعقاب اختطاف دبلوماسي اماراتي في بغداد من قبل مجموعة اسلامية مسلحة افرج عنه بعد اسبوعين. وقبل الافراج عنه طالبت المجموعة الامارات بسحب ممثلها من بغداد واغلاق احدى المحطات الفضائية العراقية التي تبث من دبي.
وضمن التوجه العراقي نحو العرب من المقرر ان يزور العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني العراق اواخر الاسبوع الحالي في اول زيارة لقائد دولة عربية الى العراق منذ سقوط النظام السابق عام 2003. واعلنت وزارة الخارجية الاردنية الاثنين الماضي تعيين نايف الزيدان القنصل العام الاردني السابق في الامارات سفيرا جديدا للمملكة لدى العراق.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية على الدباغ قال ان الزيارة تشير الى التعامل العربى مع العراق من خلال الفهم الجديد للاوضاع فى البلاد . واشار الى انه من المتوقع ان يصل الملك عبد الله مع السفير الاردنى الجديد فى بغداد نايف زيدان . وكان وزير الخارجية العراقى هوشيار زيبارى قال الاسبوع الماضي ان العاهل الاردنى سيزور بغداد قريبا
بعد الاتفاق الذى وقعه المالكى مع الاردن الشهر الماضي على تمديد الاتفاق النفطى الذى وقع بين البلدين لمدة ثلاث سنوات والبدء بالتنفيذ فورا لتزويد الاردن بالنفط الخام باسعار مخفضة. وكان العراق يزود الاردن بكميات من النفط باسعار تفضيلية واخرى مجانية فى عهد الرئيس السابق صدام حسين . وتعرضت السفارة الاردنية فى بغداد فى اب (اغسطس) عام 2003 الى تفجير تبناه تنظيم القاعدة ادى الى مقتل 14 شخصا .
واكد الدباغ ان دولا عربية عدة تستعد لتسمية سفرائها في العراق ومنها الامارات والاردن والكويت والبحرين فيما ستسمي مصر اركان سفارتها ايضا الامر الذي سيشجع دولا اخرى على ارسال سفراء الى بغداد. ومارست واشنطن ضغوطا على حلفائها العرب لتطبيع العلاقات مع العراق بهدف تعزيز حكومته واحلال توازن ازاء نفوذ ايران التي تتهمها واشنطن بالتدخل في العراق.