كنت كتبت من قبل عن إشتراكى فى "المؤتمر الأول للأقباط" الذى عقد فى سويسرا فى نهاية الصيف الماضى، وكان السيد عدلى أبادير قد دعانى الى المؤتمر بعد قراءته لمقالاتى، وكنت ونبيل شرف الدين نمثل أنفسنا بصفتناالكتاب المسلمين الوحيدين فى المؤتمر. والسيد أبادير كان الداعى للمؤتمر وكان بصراحة (كبير القعدة) سنا ومقاما وتمويلا ويعتبر نفسه عمدة الأقباط فى المهجر . وهو يعيش فى سويسرا منذ زمن بعيد (من أيام الجنيه الجبس) وبالرغم أنه يبلغ 84 سنة (على حد زعمه) إلا أننى لا أعطيه أكثر من 29 سنة لنشاطه الوفير ومشاكسته ومعاكسته للسيدات الصغيرات !! وقد قابلته لأول مرة فى سويسرا فوجدت فيه إبن البلد الصعيدى الأصيل فيه طيبة وأصالة الصعيدى وفى نفس الوقت فيه شطارة ونصاحة أولاد بولاق ووكالة البلح ، يعنى وقت اللزوم يقدر يلعب بالبيضة والحجر ، وهو لا يتكلم مثل المثقفين (اللى شاربين نشا) ويقولون : فى الحقيقة وفى الواقع وأنا أزعم وأكاد أن أجزم ، وكل هذا الكلام الذى لا معنى له ، ولكنه رجل إبن بلد يتكلم دوغرى مثل أولاد البلد على سجيتهم فيصيب الحقيقة معظم الوقت و(يلبخ) أحيانا أيضا مثل أولاد البلد (وحتى وهو يلبخ يعرف أنه يلبخ!!). واثناء وبعد المؤتمر توطدت علاقاتنا (بالرغم من أننى لم أوافق على عنوان المؤتمر) إلا أنه لم يأخذ منى موقفا شخصيا لعدم إتفاقى معه على كل شئ وإحترم كل منا رأى الآخر . وهناك بيننا على الأقل إتصال أسبوعى تليفونى، ويرسل لى كل يوم مجموعة من المقالات بالفاكس مما إضطرنى الى عمل ميزانية خاصة لورق فاكسات عدلى بيه!!

ولقد إتصلت به هذا الأسبوع لكى أعرض عليه صفقة العمر وأكبر ضربة صحفية وربما مالية !!
فقلت له: أنا عندى ليك صفقة تأكلك الشهد
فقال: إيه خير
قلت له: أنا أعرض عليك الدخول فى الإسلام !!
(وسمعت خرفشة فى التليفون وأصوات عجيبة وكأن التليفون قد وقع منه من الصدمة)
وقال: كلام إللى بتقوله ده ياسامى بيه

فقلت : صبرك علىّ ، وكمان إخترت لك أسم : عدلى عبد القدير بدلا من عدلى أبادير ، وسنطلق عليك الداعية الإسلامى الشيخ عبد القدير ويجب عليك أن تربى ذقنك وسوف تكون ذقنا بيضاء آخر حلاوة.
فقال: منك لله ياسامى بيه
فقلت له: إستنى بس حلمك علىّ ، إنت مش دلوقت عامل لى.. حامى حمى أقباط مصر.
قال: أيوه
قلت: خلاص ‘ إنت بدخولك للإسلام حتقدر تساعدهم أكثر.
قال: إزاى؟

قلت: لما حنعمل منك الداعية الإسلامى الكبير فضيلة الشيخ عبد القدير (عدلى أبادير سابقا) ، سوف تتاح لك الفرصة وقتها أن تتحدث الى المسلمين وتخاطبهم وتذكرهم بسماحة الإسلام ، وبأن الإسلام دين يأمر بالدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وليس بالمطوة والقنبلة الموقوتة. وبأن حرق الكنائس وومضايقة وخطف بعض بنات الأقباط ليس من الدين فى شئ وليست من الشهامة فى شئ ، وإنما تدل على خسة وندالة ، لأن من يتشطر على الأقليات لا أمان له ولا رجولة ولا مروءة لديه . اللى عامل راجل صحيح يروح يتشطر على الجيش الإسرائيلى فى فلسطين أو على الجيش الأمريكى فى العراق .

قال: والله ياسامى بيه أنا إتربيت فى وسط عائلة مسلمة كانوا جيرانا ، وعمرنا ما عرفنا الكلام الفاضى ده إن ده مسلم وده مسيحى وتلك التفرقة المقرفة، وكان دائما ولادهم وبناتهم عندنا وإحنا كنا دائما عندهم ، لدرجة إنهم أطلقوا أسماء أمى وأبى على ولدهم وبنتهم عند الولادة ، وكذلك فعل أبى مع أولاده.
قت له: أهو ده الكلام اللى أنا عاوزك تقوله ، وبعدين أنا عاوزك آخدك السنة الجاية نطلع بيك الحجاز أنا وإنت ، وهناك ويوم وقفة عرفات تقف وتخطب فى مئات الآلاف من الحجاج على جبل العرفات ، وتفكرهم بالإسلام اللى إنتشر فى آسيا بواسطة التجار وبواسطة معاملتهم الحسنة.

قال: إنت كنت بتقول فى أول الكلام إن دى صفقة العمر.

قلت: أنا جاى لك فى الكلام المفيد ، إحنا بعد ما نعمل لك حملة إعلانية ضخمة ، ناخد لك شريط فيديو مع بعض المشايخ المشهورين وشريط فيديو على جبل عرفات وفى طواف الكعبة ، بعد كده نبدأ نعمل لك أحاديث صحفية وتليفزيونية ، وبعدين نبدأ نسجل لك سلسة شرائط فيديو وشرائط كاسيت تمولها البترودولار ، والعائد يكون لك ، وبعد كده نعمل مسلسل تليفزيونى خاص بك ونطلق عليه : "بين أبادير وعبد القدير" ، وممكن كمان نعمل فيلم دينى بكل اللغات يباع فى العالم كله .

فقال: أنا أوعدك ياسامى بيه لو وافقت على الفكرة يكون المكسب بالنص لأنك صاحب الفكرة.

فقلت: الفلوس مش مهم ياعدلى بيه إحنا بنشترى راجل !!

فقال: أنا لك علىّ أبدأ بالدعوة الى الإسلام الحقيقى فى أوروبا اللى فيها حوالى 18 مليون مسلم ، دول كفاية قوى ، ويمكن من هنا من أوروبا ممكن نشر روح التسامح والحب بدلا من الكراهية والغضب والتعصب.
فقلت: وأنا عاوزك برضه ياعدلى بيه تذكر الناس المسلمين والمسيحيين على السواء بتعليمات السيد المسيح عيسى عليه السلام حين قال فى خطبة الجبل :" البعض يقول العين بالعين والسن بالسن ، وأنا أقول أحبوا أعدائكم " ، وأيضا قال :" من كان منكم بلا خطيئة فليبدأ برميها بحجر".
فقال: وإنت عرفت الكلام ده منين باسامى بيه .
فقلت: إحنا كان عندنا إنجيل فى البيت فى مصر وكان مكتوب باللغة العامية المصرية ، وكنت أقرأه وبعدين بدأت أقرأ فى قراءة مقارنة الأديان ولقيت إن الأديان كلها بتدعو الى نفس الأشياء بس بطرق مختلفة ، وإكتشفت إن الدين ده هو علاقة شخصية جدا بين الله وخالقه ، ويمكن لك أن تناجى ربك وتعبده فى أى مكان وبأى لغة وتأكد أنه سوف يسمعك وإذا الكلام خارج من القلب فلا بد وأن يصل ويستجاب.
فقال: والله ياسامى بيه إنت خليت عقلى يتلخبط ، طيب دلوقت أنا لو دخلت فى الإسلام ياترى مكن أتجوز أكثر أكثر من واحدة؟
فقلت: طبعا .. مثنى ..وثلاث ... ورباع ، وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة.
فقال: طبعا أنا ممكن أعدل جدا ، ده حتى أسمى (عدلى) ولكن أنا ممكن أعدل بس لغاية (مثنى) مش أكثر علشان الصحة .
فقلت: ربنا يديك الصحة ، بس ممكن تحط المدام على التليفون علشان أبلغها بموضوع (مثنى) ده!!
فقال: منك لله ياسامى بيه ، ده أنا كنت فاكرك صاحبى.
فقلت له: على العموم ياعدلى بيه فكر فى الموضوع ، وتأكد إن دى حتكون خدمة كبيرة سواء للمسلمين أو المسيحيين ، وبعدين أكيد حيكون فيها منفعة مالية لينا إحنا الإثنين ، وبعدين إسم الشيخ (عبد القدير) إسم أورجينال خالص وحيضرب فى السوق .

فقال: أنا على العموم حأفكر . وربنا يعمل ما فيه الخير.

[email protected]