"لماذا بنيتم بيني وبينكم جدار من نار.."
شاعر من العراقيين الجدد

الكوميديا الساخرة
ثمة مشروعات لا حصر لها تفتقد دوما مسوغاتها بفعل عقبات يضعها البعض ممن لا تستقيم تلك المشروعات مع مصالحه واهدافه وغاياته، وكثيرا ما يتهم اصحاب تلك "المشروعات" بتهم خطيرة في العرف العربي وما لديه من تقاليد اكل الدهر عليها وشرب! ولكن سرعان ما يقصى اصحابها، بل وكثيرا ما تغدو تلك "المشروعات" في عهدة النسيان بعد ان تشوّه صورتها تشويها كاملا.. وهذا هو الذي جعل كل الامم المتخلفة لا يستقيم فيها الحال، ويكثر فيها اصحاب العاهات والبلداء والمشوهين والجامدين والمتكلسين والمحنطين والمقلدين والنقلة الببغاويين ويختفي منها الشرفاء والعقلاء والعلماء والحكماء والبلغاء والنزهاء والامناء والاصحاء والاحرار من المتكلمين والمناضلين الحقيقيين والقديسين المسالمين.
ثمة مدخلات سهلة الى موضوعات العراق اليوم والتي تنقصها المعرفة من قبل اشقائنا المثقفين والساسة والاعلاميين العرب. ولكن يا لصعوبة مخرجاتها، فهذه دوامة من التناقضات التي لا اول لها ولا آخر، بحيث تغدو اشبه بكوميديا غريبة الاجناس مثيرة للضحك والغواية والاستهزاء، وترى الناس فيها سكارى وما هم بسكارى، فمنهم من يبيع مواقفه، ومنهم من يروج كراهيته، ومنهم من لا مبدأ او قيم له.. انهم في اشكال مختلفة وهم يحملون فوضى من الشعارات المستهلكة والقيم الهزيلة التي لا تستقيم والمنطق في كثير من الاحيان! وتجد التأويلات والتفسيرات والمفبركات وسيول السباب والشتائم التي لا حدود لها ابدا! وهذا كله يعبر حقيقة، عن منظومة مهترئة تفتقد يوما بعد آخر اخلاقياتها التي عرفت بها، بل وكان الاصلاحيون والنهضويون والمستنيرون العرب قد ناضلوا من اجلها.. بل وان هذا كله هو جزء من منهج هروب ذاتي، بعيدا عن الموضوعات التي تجابه اصحابها بالمعلومات الدامغة والحقائق الوثيقة التي تصطدم عادة بكل ما يحفل به المجتمع من تقاليد بالية وذهنيات مركبة لا تستقيم والافكار الناصعة والظواهر التاريخية والمعلومات الدامغة ذات الامكانات التطبيقية. ولقد غدا المتنورون والمثقفون الحقيقيون يتهمون اتهامات باطلة من قبل اناس جهلة وصلوا في غفلة من الزمن الى مواقع اعلامية عربية تروج للفوضى والجهالة والانحطاط. فما الذي جناه العراقيون وهم اصحاب قلب الشرق الاوسط وورثة مركزية الحضارات حتى يبرز شاعر من العراقيين الجدد كي يكتب قصيدة يقول فيها: "بيني وبينكم جدار من نار "؟؟ انني اقولها صراحة بأن من يقف مع العراق والعراقيين هم قلة قليلة من الاخوة العرب الذين ارتضوا ان يكونوا اوفياء لاشقائهم في محنتهم ويتطلعون معهم الى الارتقاء من اجل تحقيق ما يصبو اليه العرب.. ولكن كم من آثام يرتكبها الاخرون باسم العراق؟

العراقيون الجدد: ما المعنى؟
العراقيون الجدد: هذا المصطلح الجديد الذي اطلقه احد الاخوة العرب من الاعلاميين الجدد الذين لا يدركون الف باء الثقافة السياسية العامة، متهما العراقيين الجدد بشتى التهم زورا وبهتانا، واعتقد انه يقصد بهم اولئك الذين ناضلوا ضد الطغيان وما زالوا يناضلون ضد "ارجاع القديم الى قدمه" بشتى الوسائل، وليس لهم من هموم الا وطنهم، والعالم كله يعرف بأن كل العراقيين على وجه الاطلاق، ليس من حقّهم ولا من اخلاقهم التدخل بشؤون الاخرين، فهم يستغربون جدا ان يتدخل الاخر في شؤونهم وخصوصا وهم في محنة تاريخية مزمنة. دعوني أقول بأن العراقيين الجدد يعانون اليوم الى جانب مشكلاتهم الداخلية الموروثة الصعبة،وتداعيات الحرب المأساوية وخطايا الاحتلال، يعانون كثيرا من الهجمة الاعلامية العربية التي تحيط بهم من كل الجوانب! وأسألكم : من الذي يتطّفل على الثاني؟ هل سمعتم ان العراقيين، قدماء كانوا ام جددا، قد تدخلوا بشؤون غيرهم؟ ما الذي يريده هؤلاء العرب المهتاجين الذين يدورون كالمجانين حول انفسهم وهم لا يعرفون ما يريدون؟ وخصوصا بعض الوسائل الاعلامية العربية المرئية والمقروءة والمسموعة التي تدعي انها وسائل مسكينة صفتها الحيادية والامانة وانها مبدئية تتكلم باسم العروبة والاخوة والاسلام! وانها ملتزمة بمبادىء الشرف الاعلامي والاخلاقيات العالية؟ ولكنها - كما يبدو - من فرض اجندتها ازاء العراق انما تريد زرع الكراهية بين العراقيين انفسهم، وتكريس الانشقاق بين العراقيين والعرب من خلال اللغة السمجة التي تستخدمها باساليب غوغائية، والترويج لاعمال القتل ضد العراقيين باسم المقاومة ضد المحتلين في حين لم يستطع ابناء العراق كلهم ان يعرفوا من الذي يقف ضدهم قبل ان يقف ضد المحتلين.
وهنا لابد ان نسأل اخواننا العرب ان كانوا مخلصين فعلا للعراق ولاخواتهم العراقيين : ما الذي تريدونه من العراقيين عندما يطالبكم العراقيون بالكف عن التدخل بشؤونهم العصّية؟ ان العراقيين لهم الحق وحدهم بانتقاد احدهم الاخر، ولا يحق للاخرين ان يشتمونهم ويشاركوا في احراقهم، وبعثرة اوراقهم، وسلخ وجودهم، فبأي حق يستخدم العربي كل نزقه وشتائمه وسبابه وطعونه ضد العراقيين؟ وللعراقيين وحدهم ان يحاكم احدهم الاخر وليس الحق لأي كائن من كان ان يستعرض عضلاته للدفاع عن جلادهم الذي كان وراء كل هذا الخراب وقاد العراق الى الدمار! كما وليس من حق كائن عربي من كان ان ينبري ليصّفي حساباته السياسية وكراهيته ضد الامريكيين على التراب العراقي! هل سمحتم لمحام عراقي واحد ان يعمل على اراضيكم للدفاع عن قضاياكم الوطنية والقومية؟ فكيف تسمحوا لانفسكم التدخّل في شؤون القضاء العراقي باسم القومية العربية التي لم يعرفها العرب الا في الحلم العربي والاناشيد العربية والخطابات السياسية والاشعار الرومانسية والمسلسلات التلفزيونية والاذاعات التحريضية والمؤامرات الخارجية والانقلابات العسكرية والاوكارالحزبية والاجهزة المخابراتية والمشكلات الحدودية ومهزلة الجامعة العربية التي لا عمل لها الا ترتيب المؤتمرات الفاشلة واطلاق التصريحات الفارغة؟

هل غدا العراقيون مكارثيين جددا؟
وأسأل: كيف يصبح العراقيون الجدد مكارثيين جددا عندما يطالبون بأن يستقر العراق ويحقق امنه ويفتتح طريقه من اجل اعادة اعماره؟ كيف يفتتح العراقيون تاريخا جديدا لهم بعد عهد الحروب والظلمات؟ وكيف يمكن للعراقيين ان يشقّوا لهم طريقهم نحو المستقبل؟ كيف يمكنهم ان يحققوا ارادتهم الوطنية بأن يجدولوا مع المحتلين استحقاقات العراق السياسية والدستورية والمالية والمديونية والاعمارية والخدمية وحساب التعويضات عن الحرب وما لحق بالعراق من دمار؟ كيف يمكن للعراقيين ان يخلصّوا انفسهم من تراكمات الديون التي ستلحق باحفادهم؟ لقد اطفأت العديد من الدول الغربية واليابان ديونها عن العراق ولم يزل العرب يطالبون العراقيين بالديون.. بل وطمع البعض حتى بمحفوظات العراق والعراقيين المالية في بلده! لماذا لا يدرك العرب استحقاقات العراق لما بعد الحرب؟ لماذا لا يتركون العراقيين كي يفرزوا من بينهم الزعيم الافضل والمسؤول الاصلح والاداري الانظف والسياسي الاكفأ من اجل المرحلة القادمة؟
دعوني اقولها : انتم اخواننا العرب لا تريدوننا ان نحقق اولوياتنا ولا تريدوننا نطالب بالحرية ولا تريدوننا نعمل على بلورة الارادة في وطننا ومن اجل عراقنا.. ان هاجسكم هذا الاحتلال الذي يجثم على صدر العراق، والحق معكم ولكن لا يمكن ان يكون الثمن انقسام العراق وتشرذمه لكي يجهز عليه المفترسون من كل حدب وصوب! اين كنتم ايام جثم على صدر العراق اشرس طاغية عرفه العراق؟ اين كنتم وثماني سنوات من حرب قاسية كان ثمنها نهر من دماء العراقيين؟ ويوم غزا الكويت ومحاها من الوجود صفقتم له ولم تدركوا ثمن الجريمة! ويوم انتفض العراق سكتم.. ومن قاد مسلسل الاحداث الى هذا المهرجان القاتل؟ لقد نفختموه ودفعتموه كي يصمد ويحقق لكم النصر ضد الامبريالية والصهيونية حتى انقض الاحتلال على كل العراق في بضعة ايام!
كنتم تلعبون بالتي واللتيا في السر والخفاء من اجل النهب المنظم باسم العقوبات على العراق وحصار العراقيين، وكنتم تبلعون مكرمات البطل القومي وكوبونات نفط العراق، فالنفط مقابل فساد الغذاء والدواء هو امر معروف في كل بيت عراقي لم نجد فيه الا الحزن والويلات والاسى، واليوم اصبحتم تلعبون على المكشوف من اجل تفسيخ العراق باسم المقاومة وانتم تعرفون بأن العراقيين يعيشون بلاماء ولا كهرباء ولا وقود ولا اي نوع من الخدمات وهم يعانون من فقدان الامن، فالرعب يملأ العراق بسبب القتل والسلب والخطف وعمليات شتى.. انكم لم تكتفوا بكل ما حصل لنا من خراب، بل اخذتم تروجون للارهاب! ان العراقيين يعيشون اليوم على مفترق طريق صعب جدا، اذ ساهمتم حتى الان، ويا للاسف الشديد، بحالات من الانقسام والتمزق على حساب نقاهته وعلى حساب جدولة استحقاقات العراق من قبل المحتلين الذين تعطونهم الفرصة تلو الاخرى للبقاء لا لجدولة الرحيل ولا لمحاكمة الطاغية واعوانه! ان العراقيين كانوا وما زالوا يحاولون منعكم من اشعال النار وهدر الدم وانهيار الاحجار في العراق، ولكن لا حياة لمن تنادي، فمن هم المكارثيون الجدد ايها الاخوة الاعداء؟

ماذا تريدون ايها المتطفلون؟
انكم لا تعرفون ما الذي تريدونه حقا من العراق ومن العراقيين الا مصالحكم، واعلموا ان العراق قادر على تحرير نفسه من دونكم، فلن يكن لكم اي دور يذكر عندما حقق العراق استقلاله السياسي قبل اكثر من سبعين سنة؟ ولم يكن لكم اي دور تاريخي في ان يدخل العراق كاول دولة مستقلة عربية في القرن العشرين عضوا في عصبة الامم ابان عهد الملك فيصل الاول سنة 1932! بل استطيع القول (ولي من الوثائق التاريخية ما يدعم قولي امام الادعياء الممترين) ان الساسة العراقيين القدماء وعلى رأسهم نوري باشا السعيد قد ساهم سياسيا في اجلاء العديد من الجيوش الاجنبية عن اوطانكم العربية! بل وان العراقيين انفسهم كانوا وراء مشروع انشاء جامعة الدول العربية وكانوا وراء تأسيس عدة منظمات عربية ودولية، فاعرفوا مع من تتعاملون، ولابد ان تدركوا بأن العراقيين اليوم ان كانوا يعيشون فراغا سياسيا وامنيا بفعل خروجهم من نظام حكم فاشي عاتي ومن حرب واحتلال، فانهم يستعدون اليوم ليتشكلوا تاريخيا على اساس جديد.
ان العراقيين هم الذين سيترتب عليهم ان ينتخبوا من سيكون على رأس السلطة. العراقيون مسؤولون حقيقيون عن انفسهم وعن ترابهم الوطني وعن ثرواتهم.. واعيد السؤال مرات ومرات : ماذا تريدون من العراقيين؟ ماذا تريدون من العراق؟ بعد كل ما فعلتم به؟ هل تريدون العراق تحت حكم طغاة جلادين؟ هل تريدون من العراقيين ان يرجعوا عقارب الساعة الى الوراء؟ اتركوا العراقيين وشأنهم فهم يمرون اليوم بمحنة تاريخية قاسية وانكم ستضيّعون عليهم ليس متغيراتهم نحو الافضل، بل تساهمون في تفتيت العراق.. وسوف لن تنس الاجيال القادمة جناياتكم مع حلفائكم على العراق!
هل تريدون صبغ العراق بالمشكلات والصراعات لتجلسوا تتسامرون وتستأنسون على نهر دمائه القانية؟ وهل هناك من عاقل لا يدرك تحالفاتكم مع النظام السابق الذي سحق العراق والعراقيين وانتم تصفقون وتتفرجون؟ هل لديكم مشاريعكم من اجل العراقيين القدماء والجدد كي تجدوا مسوغكم الاول في القبول من قبل العراقيين جميعا؟ لا تتحدثوا باسم المبادىء وانتم فارغون منها ولا تتمسحوا بالمثاليات العصية وانتم من ابعد الناس عن واقعكم المضني؟ هل سألتم انفسكم يوما اين موقعكم من الاعراب في شأن ليس من شأنكم ابدا؟ هل عرفتم كم يسقط في العراق من ضحايا ابرياء ثمنا لاجندتكم الدموية؟ هل عرفتم ان كل العراقيين الجدد برغم كل خلافاتهم السياسية واختلافاتهم الفكرية والدينية والمذهبية والعرقية والطائفية.. فهم الذين يمكنهم ان يفرزوا قيادات جديدة من بينهم كي يحكموا العراق؟؟

مهرجان لا اخلاقي
وأسألكم بعد كل هذا التي نقرأه عنكم ونسمعه منكم : ما الذي يجعلكم تعملون على تغييب ملامحكم الانسانية وتخرجون على العراقيين بوجه قبيح؟ هل يدرك الاخوة العرب ما الذي يحدث في العراق عندما تكونوا اداة للارهاب والارهابيين؟ هل جننتم عندما تعتقدون ظلما وعدوانا ان العراقيين الجدد كلهم يسجدون للامريكيين والمارد الامريكي واليانكي الامريكي؟ وهل تظنون بأن كل القوى السياسية العربية الاخرى من جنس الملائكة نادرة الوجود؟ استحوا على انفسكم ايها العراة، فانكم تعّبرون عن واقع كسيح سوف لن ينهض ابدا وانتم سدنته من الساسة المتهيجيين والاعلاميين الماكرين الكاذبين والمتوحشين الذين تظهرون في صورة البشر.
ان ما يحدث في العراق من همجية تباركونها ومن دون اي ادانة منكم، بل وانكم تنتظرون ساعة بعد اخرى حدوث المزيد والمزيد عبر قناة فضائية بائسة اختارت ان تكون مرئية لكم، انما يعّبر كل هذا وذاك عن موقف لا انساني ابدا سيسجله التاريخ باحرف سوداء. فهل يمكن للاجيال العربية القادمة ان تفتخر بقيم العرب الاصيلة؟؟ ان في دعاويكم الكثير من البلاهة والسخرية والهشاشة، وان التاريخ يسجل عليكم هذه الصرخة الفارغة كما كان قد سجلها على من قبلكم في اذاعة صوت العرب المتوحشة التي كانت تذيع السباب والشتائم وكأنها توزع الحلوى على الاطفال، فانظروا مصيرها لقد اكلت نفسها بنفسها وماتت ولم تذكر الا باسوأ الذكر! ان ثمة مهرجان لا اخلاقي ولا ادبي يدار بعناية بالغة ومقصودة بغية زرع الفتنة في العراق وبغية تقسيم العراق وبغية الحرب بين اهل العراق وغيرها من المؤامرات اللاخلاقية واللا قيمية التي ستذكرها الاجيال القادمة بأسوأ الذكر بعد ان باتت تعمل على المكشوف!

وأخيرا: ما الذي يمكنني قوله؟
ان العراق يتطلب عناية فائقة وهو مثخن بالجراحات في كل انحائه.. ان اجندتكم واستهتاركم بحياة اهله وشعبه وشبابه واطفاله وشرطته وحرسه الوطني.. وارواح قضاته وعلمائه واطبائه واكاديمييه ومثقفيه ومبدعيه.. تجعل مهمته وتعافيه مستحيلة ونادرة ! انكم تسهلون تسويق الفساد والاحتلال والظلم والكوارث والخراب في كل اجزائه.. انكم لا تتركونه وشأنه لكي يتنفس قليلا ليرى ما السبيل لتكوين قوته وفرض اجندة استحقاقاته التي كانت ولم تزل يطالب بها! قولوا ما شئتم عن حكومته المؤقتة فهي عميلة ومهترئة وسارقة وهجينة واكثر من ذلك.. ولكن لا تطعنوا في شعب العراق مهما اختلف عنكم وتميز بخصوصياته التي تجهلونها عنكم.. كونوا صوتا نقيا صادقا من اجل حريته ووحدة ترابه وموروث حضارته.. ولا تشمتوا بالذي يحصل فيه ولا ترشقوه بالطعنات والسباب، فما خياراتكم ايها الاخوة الاعزاء ( لا الاعداء ) انتم لو كنتم عراقيين والعراق يجري لمستقر له؟ هل ستكونوا مشروع ارهاب ام مشروع عمل؟ هل باستطاعتكم ان تفصحوا عن دوركم الحقيقي ازاء اسرائيل وحلفائها في المنطقة؟ ام ثمة خطوط حمر لا تتجاوزونها؟
وانتم ايها العراقيون الجدد كنت وما زلت اطالبكم بالكف عن مشاركة الاعلام العربي مهرجانه سيىء الصيت ضد العراق والعراقيين، فما تنالونه منه من شتائم هي في الحقيقة النيل من العراق كله. وقبل ان اختتم هذا المقال، لابد ان اذكر بدور اشقاء عرب آخرين من نوع آخر وهم صفوة تحس باحاسيس العراقيين وتتوجع لاوجاعهم وتتطلع معهم الى تحقيق جملة هائلة من المكتسبات التاريخية. ان العراقيين يكتوون اليوم في دواخل وطنهم وفي خارجه من هذه المواقف العربية المحرضة على العنف والارهاب والساكتة عن قتل العراقيين والمروجة لذبح المدنيين والمدافعة عن الجلادين.. وليس لي في آخر المطاف الا ان اسجل لكم بعض نصوص احد احب اصدقائي الشعراء واسمه ( ابو تموز ) وهو من العراقيين الجدد الذي بلغ به الغضب مبلغا، فكتب يقول مخاطبا الاعداء الجدد :
بعد قرن من الزمان
حينما يتطلع حفيدي لصورتك
في المتحف العربي
سيقول : ماما اخرجيني من هنا
اني أرى شفتي الجلاد تتلمظان!!
بعد قرن من الزمان
حينما يتطلع حفيدك في صورتي
بالمتحف العراقي
سيقول : ماما من هذا الرجل الوسيم؟
تقول ماما : هذا هو العراق!

[email protected]