أمريكا صنعت صدام، أمريكا شالت صدام!! أمريكا صنعـت ابن لادن،أمريكا تطارد ابن لادن!! أمريكا صنـعـت طالبان،أمريكا شالت طالبان!! أمريكا صنعــت الإخوان المسلمين، أمريكا تحارب الأخوان المسلمين!! أمريكا، حتى، صنعت عبد الناصر، أمريكا أنهـت عبد الناصر!! أمريكا صنعــت الإرهاب، أمريكا تحارب الإرهاب !!!!!.
ما سبق هو عبارة عن المفاهيم التي تطل عليك من كل أجهزة إعلامنا، من مسموعة ومرئية ومقروءة ، وذلك منذ فترة طويلة، أو بالتحديد منذ أن استولى على إعلامنا صوت القـوميين والإسلاميين،الذين لم يـُسمح لأحد غيرهم بالحديث، باعـتبار انهم الوحيد ون الذين يمثلون شارعـنا. ويستمر العرض. وآخر الصيحات : أمريكا مـَنعت الشعوب العربية مـن الديمقراطية!!أمريكا تحاول فرض الديمقراطية على الشعوب العربية !!!.
فإذا كان كل ذلك قد حدث كما يقول ممثلونا والناطقون باسمنا للعالم( أي القومجيون والإسلامويون )،وإذا كنا نحن من يتم بهـم وعليهم مثل هذا التلاعب وبمثل هذا الشكل فهذا يعني أحد احتمالين : الأول هو ان أمريكا قوية وقادرة، بحيث إنها تفعل ما تريد وقتما وكيفما تريد. والاحتمال الثاني هـو أننا ضعفاء لدرجة ان يفعل بنا كل ذلك. ولا اعرف إلى متى تستمر هذه الشخشخة (أي حالة كوننا شـُخشيخة لأمريكا).
أما رأي ذلك الشخص الذي لم يـَدُر في مثل هـذه الحلقة المفرغة، فـقد قاله منذ سنوات عـدة، ذلك عندما كانت رايات ما أسموه بالجهاد، عالية في أفغانستان وحناجر الهتافات عالية في أوطاننا العربية. فقد قال ذلك الرجل بان ما يجري قد يكون وبالا علينا إذا أدى لضعـف الاتحاد السوفيتي لأن ذلك يعني بالتالي زيادة قوة أمريكا(طبعا عـندما قال الرجل كلامه هـذا في ذلك الوقت لم يكن يتصور بان التحاد السوفيتي سوف ينهار ـ مرة واحدة ـ وان أمريكا سوف تـُسيطر وتـستفرد بالعالم ـ مرة واحدة). ما يهمنا ان الرجل عـندما قال كلامه هـذا في ذلك الوقت، كـُفــِّر وشـُيـِّع ( ليس لمثواه الأخير وانما أتهم بالشيوعــية). ومن يومها سكت الرجل ولم ينبس ببنت شفة.. ولا بإبنها...... وللكلام بقـية لأن الرجل قـد عاود الإرسال وبدأ الكلام بعـد صيام عن الكلام امتد لعدة سنوات.

الرياض