لم نكن بعيدين عن كل صور وصيغ السذاجة وعدم الواقعية (رغم تجاربنا الطويلة )! ونحن نتوقع ونتأمل أن تكون قناة الفيحاء الفضائية ذات الإمكانيات المادية البسيطة والمتواضعة بمثابة الأمل والبداية لقيام إعلام عراقي حر غير خاضع للضغوط ويكون ولائه الأول والأخير لحرية العراق وليس لمشاعر أو مصالح فئات طفيلية طائفية وعصابات إجرامية ترتدي مسوح الإيمان والتقوى المزيفة لتخرب العراق وتنهشه من الداخل وتشيع فيه كل صور وصيغ التخلف والعدمية والقيم البالية التي ودعتها بل قبرتها الشعوب المتحضرة والغريبة كل الغرابة عن الإسلام الحنيف ليس بصيغته وتطبيقاته الإيرانية أو (البن لادنية )! ولكن بصيغته الحضارية المجردة من عبث العابثين وتلاعب الحكام والسلاطين ، فلقد كانت قناة الفيحاء هي الصوت والمنبر الإعلامي الأول الذي بث وأذاع أنباء الهجمات الإرهابية المخزية لما يسمى بعصابات التيار الصدري ضد طلبة وأبرياء من كلية الهندسة في جامعة البصرة بينما كانوا يقومون بسفرة طلابية بريئة ضمن أسوار المدينة وحدائقها القليلة الباقية وليس في الصحراء أو بمعزل عن العيون ! وحيث لجأت قطعان التخلف والوحشية والجريمة من العناصر البدائية المعقدة والمريضة بكل صور العقد الجنسية والسلوكية لمهاجمة الطلبة والطالبات ووفقا لأسلوب (المطاوعة ) الوهابيين المعروف وحيث العصا لمن عصى! مما تسبب بإيقاع إصابات عديدة بين الطلبة والطالبات حرصت السلطات الإدارية المسؤولة في محافظة البصرة والتي تهيمن عليها الجماعات الدينية والطائفية المعادية للحرية وللإنسان على إبقائها سرا! بعد تغليف الجريمة البشعة بإدعاءات واهية وسخيفة ومنها قول المحافظ ( لاحفظه الله ) من أنه شاهد شرائط فيديو مزعومة مخلة بالآداب!!! وهي إفتراءات واضحة وسخيفة وتعبر عن عقم فكري وسلوكي ؟ لأنه ببساطة فحتى في أكثر المجتمعات تحررا وإباحية لايمكن أن تتم أمور الإباحية في الشارع العام أو الحدائق بل في نوادي خاصة مهيئة لذلك ؟ فكيف يتم مايتم في البصرة المهيمن عليها بالكامل من قبل العصابات الدينية والطائفية وفي ظل غياب واضح لهيبة الدولة المركزية وسلطتها المفقودة ووزارة داخليتها التعبانة وإستخباراتها المخترقة ؟؟؟ إنها أكاذيب رسمية رخيصة مرت مرور الكرام دون محاسبة رسمية لأن جماعتنا في الحكومة منشغلين على الآخر في إقتسام وتوزيع الغنائم والمغانم والوزارات والسفارات تاركين الشعب المعذب لمصيره الأسود وهو يسحق تحت رحمة (مطاوعة الشيعة ) من غلاة المتخلفين والمنتظرين لظهور المهدي!! واللاطمين والنادبين حتى ظهوره؟! ، فبعد أن أعلنت (الفيحاء ) أنباء تلك الجريمة توالت ردود الأفعال من المواطنين البصريين ومن طلبة الجامعة بالذات ومن أحرارآخرين هالهم تدهور وضعيتهم وخضوعهم لإحتلال ديني وطائفي أشد شراسة وإجرامية من الإحتلال البعثي البائد ؟ وإنفتح الباب على مصراعيه لكتاب الرأي من أحرار العراق لمناقشة المسألة، كما تم الإستماع من خلال الفيحاء ذاتها لمسؤول العصابات الصدرية ويدعى (الشيخ أسعد البصري )! وهو يعدد ويحدد الضوابط الشرعية ويعين نفسه بوظيفة المحتسب! بل ويصدر الأحكام ويعتبر نفسه ( جمهورية إسلامية ) وكل مانعلمه عن ماضي هذا الشيخ المزعوم والشيوخ الذين سبقوه كالمدعو ( عبد الستار البهادلي ) الراقص والطبال السابق في الفرقة البصرية للفنون الشعبية أيام ( قادسية صدام ) من أنهم لايمتلكون الأهلية ولا الأحقية في موضوع الإفتاء والرقابة على العالمين وهم ليسوا بديلا عن الدولة والسلطة ومؤسساتها وهم بالتالي ليسوا فوق القانون كما إن إمتلاكهم للسلاح خرق فاضح وواضح للقانون العراقي وحتى لقوانين قوات الإحتلال البريطانية الخبيثة التي تتصرف وفق أسلوب ( عمك أصمخ )!! فلوكانت القوات الأميركية هي التي تدير البصرة لإختلف الموقف ولعرفت العصابات الطائفية كيف يكون الرد والتعامل ولكن البصرة تخضع للأسف لهيمنة الإنكليز الخبيثة وبمساعدة من قوات سخيفة من دول لايهمها سوى الشفط واللهط وقبض الرواتب العالية لجنودها مثل الدانمارك والنرويج..!، المهم أن قناة الفيحاء وبعد أن لمست حدة المواقف بعد الإنتفاضة الطلابية البصرية التي كانت تهدد بإقتلاع تيارات الجريمة الصدرية وبقية الحثالات الطائفية وحرصا منها على إدامة العلاقة مع السلطات المسؤولة في البصرة لإدامة المصالح العملية إنحنت بالكامل وتخلت عن مناقشة الجريمة مكتفية بما قيل أنه إتفاق بين مكتب العصابات الصدرية وأهالي الطلبة بعد تقديم الإعتذارات الواهية والرخيصة وبعد توضيحات المحافظ الغامضة والضبابية والمضحك إن ( معاهدة الإتفاق والإعتذار ) قد صيغت وفق أسلوب يفهم منه بأن التيار الصدري هو الحاكم والمهيمن وهو يمتلك ( المحكمة الشرعية ) التي تقدم الديات والتعويضات!!( من أين تأتيهم الأموال لصرف التعويضات)! وهل يتم الدفع بالتومان والريال الإيراني أم بالباوند الإنكليزي ؟ والطريف التذكير أن أحد شيوخ العصابة الصدرية المدعو ( عبد الستار البهادلي ) كان قد دعا أنصار أمة ( حزب الله ) لأسر جندية بريطانية أو دانماركية شقراء فارعة لتكون ( جارية ) في مكتب السيد ( حفظه الله)!! وليتسرى بها شيوخ الإسلام الجدد من فصيلة الطبالين والرقاصين وقد حدد مبلغ شراء تلك الجارية وقتها بحوالي 150 دولار أميركي!!( يابلاش )!
كنت أتمنى حقيقة لو أن شجاعة عصابة مايسمى بالتيار الصدري قد تجلت في مواقع حقيقية أخرى في العراق وليس ضد الطلبة والمساكين ! فمثلا أتمنى لو أن ( الجنرال ) أسعد البصري أو ( اللواء ) عبد الستار البهادلي قد حركوا قطعانهم شمالا نحو الجيوب الإرهابية التي تقطع رؤوس الشيعة في ( اللطيفية ) والمسيب والمدائن والمحمودية وحديثة وغرب العراق عموما بدلا من الإستبسال في ضرب النساء والفتيات!! ولكنهم جبناء ولاعلاقة لهم بالدين والإيمان ومن يطالع ويتفرس في وجوههم المكفهرة لن يشعر بنور الإيمان بل بأمراض وعقد الجنس والحرمان ؟ الإرهابيون يقتلون أبناء جلدتهم وطائفتهم وهم يمارسون الفوضى والإستئساد على الضعفاء !! فهل هذه هي حقيقة مايسمى بالتيار الصدري ؟ المهم في الأمر أن ( قناة الفيحاء ) وعبر رئيس مجلس إدارتها السيد محمد الطائي وبعد الإتكال على الله وبمباركة من مكتب المسعور مقتدى الصدر ومحافظ البصرة المنتمي لحزب السيدة ( فضيلة ) قرر وقف مناقشة هذا الموضوع نهائيا..! وعاشت الحرية والشفافية الإعلامية! ولتنعم بالخير والسرور فضاءات الحرية المزيفة ... ولك الله ياشعب العراق وأنت تعاني من اللصوص وتجار الدين وفقهاء الجواري والإماء ... وأساطين الإعلام الجدد من الخائفين والقاسطين والناكثين . إنه زمن الإنحناء للإرهاب الأصولي المتوحش.
التعليقات