ورقة قدمت إلى الدورة السادسة عشرة للمؤتمر القومي العربي في الجزائر ( 6 –10 أبريل/نيسان 2005 ).

يعيش العالم العربي محنة حقيقية تجلياتها متشعبة، ففي فلسطين تحاول إسرائيل فرض الحل الصهيوني للقضية الفلسطينية، وفي العراق تفرض الولايات المتحدة الأمريكية وصايتها على الشعب العراقي الشقيق، وفي سورية ولبنان يتزايد التدخل الأجنبي في شؤونهما الداخلية بما ينطوي على أشكال من الوصاية الدولية . وتزداد الأخطار تأثيرا بسبب ما يعانيه الكيان العربي نفسه من عوامل الضعف المتمثلة في : انتشار الأمية، وتخلّف برامج التربية والتعليم عن حاجات المجتمعات العربية ومتطلبات العصر، ونقص الحريات العامة، وتزايد انتهاكات حقوق الإنسان، ومحدودية نتائج التنمية الاقتصادية، وسيادة الإعلام السطحي.
إنّ حال الأمة يدعونا إلى القيام بعملية مراجعة شاملة لجوانب حياتنا ومواجهة شجاعة مع مشاكلنا ومصارحة أمينة لشعوبنا، التي لا تقتات بالشعارات ولا تعيش بالأحلام ولا تقودها الأوهام، إذ لا بد من مكاشفة كاملة تطفو فيها الحقائق على السطح وتختفي منها الازدواجية التي نعيش فيها، وتتقدم الشفافية لتساهم في تكوين مجتمع عربي جديد ذي مصداقية واحترام في عالم اليوم، يواجه مشكلاته بوضوح ويتعامل معها بشكل مباشر وينفتح على الغير وترتفع فيه قيم الإنسان وكرامته وتقل معه صلاحيات الحاكم الفرد.
ومن أجل كل ذلك، يبدو أنه من الضروري أن يعمل مؤتمرنا القومي العربي على إعادة صياغة خطابه وأهدافه ووسائل عمله، بما يمكّنه من فهم وتشخيص هذا الواقع، ومن ثم المساهمة في بلورة إرادة شعبية عربية لتحويله وتغييره في اتجاه التكيّف الإيجابي مع معطيات وتحولات العالم المعاصر، وبما ينسجم مع المصالح العليا للأمة العربية.
إنّ التغيّرات العالمية الجديدة، خاصة جريمة 11 سبتمبر/ أيلول 2001 وتداعياتها، تواجهنا بتساؤلات جديدة، وتحديات جديدة أيضا، مما يتطلب قدرا كبيرا من العمق في المراجعة ونقد الذات وإعادة الصياغة الفكرية والسياسية لقضايا المسألة القومية العربية، باعتبارها تمثل مسائل جوهرية عديدة تتداخل فيها مهمات التحديث الفكري والسياسي مع مهمات النهوض الاقتصادي والاجتماعي، وذلك بتجسيد وحدة المصير العربي كمنطلق للنهوض الحضاري.

نحو إعادة هيكلة الفكر القومي وطرح قضاياه
إنّ إعادة هيكلة المشروع القومي تقتضي تعيين المحاور والمستويات التي تستدعي إبراز المشاكل والأزمات التي كانت الحركة العربية تخفيها أو تمر عليها مرور الكرام. باعتبار أنّ الحق قبل الاعتقاد، والعلم والمعرفة قبل الأيديولوجيا، والواقع الموضوعي قبل الميل الذاتي. إذ بين عروبة الخمسينات من القرن العشرين وعروبة اليوم نصف قرن استُهلكت خلاله القيم الشمولية، وبرزت فيه الديمقراطية مفهوما يستعاض به عن العصبوية الموحِّدة والمكوِّنة للدول والمجتمعات، وأظهرت التعددية قدرتها على أن تكون فعل انسجام ودافعا محركا للوحدة الوطنية تحت رعاية الدولة والمؤسسات، ولم يعد الصراع القومي مع العدو الصهيوني يشكل وحده دافعا كافيا لإرادة التوحد، بل باتت شروط التضامن والتوحد أكثر تعقيدا.
إننا نتطلع إلى الكشف عن الأبعاد النهضوية ( العقلانية، التقدم، التنوير، الديمقراطية، العلمانية )، التي كانت تنطوي عليها حركة النهضة العربية الحديثة في بداية تأسيسها، والتي أُهدرت لاحقا في مشروعي التيارين القومي والماركسي، واختُزلت إلى مستوى خطاب سياسوي – شعبوي – شعاراتي، بدلا من وعي إشكالية التأخر العربي التي قادت إلى الهزائم المتكررة.
إننا أحوج ما نكون إلى استنباط وسائل جديدة لاستنهاض العمل القومي الديمقراطي العربي، على قاعدة أنّ المشروع الحضاري العربي مازال، بأهدافه الكبرى، مطمح كثير من النخب الفكرية والسياسية العربية : الوحدة العربية في مواجهة التجزئة، والديمقراطية في مواجهة الاستبداد، والتنمية المستدامة في مواجهة التأخر، والعدالة الاجتماعية في مواجهة الظلم والاستغلال، والاستقلال الوطني والقومي في مواجهة الهيمنة الأجنبية، والتجدد الحضاري في مواجهة التجمد التراثي من الداخل والمسخ الثقافي من الخارج.

محاور المراجعة المطلوبة
ليس هناك أمم لا تتعظ من تجاربها، وبالتالي تعيد جدولة أولوياتها وصوغ أفكارها وخطابها على ضوء معطيات تلك التجارب. ومن أجل أن نتمكن من التعاطي المجدي مع التحديات المطروحة على أمتنا العربية، يجدر بنا أن :
(1)- نتحرر من ممارسات أنظمة الاستبداد العربية التي أعلنت الخطاب القومي، ومرّغته في وحول هزائمها المتكررة. فمن المؤسف أننا، في المؤتمر القومي العربي، لم نستطع أن نميز أنفسنا عن هذه الأنظمة، بل أننا ما زلنا في تقرير " حال الأمة " المقدم إلى مؤتمرنا السادس عشر نستنكف عن التعاطي مع الأسباب الداخلية العميقة التي أدت إلى فرض الوصاية الأمريكية على العراق الشقيق، وما آلت إليه العلاقات السورية – اللبنانية بعد رفض النداءات المتكررة بضرورة تصويب هذه العلاقات، بل أننا لم نتعاطَ بجدية مع مصير زملاء لنا في المؤتمر يرزحون في سجون هذه الأنظمة بسبب مطالبتهم بحقوق شعبهم في الحرية والكرامة.
لقد تحجرت الفكرة القومية وتحولت بمرور الزمن إلى أيديولوجيا استبدادية مغلقة ومفرغة من أي حس إنساني أو فلسفة عميقة، إذ أنّ النظم الاستبدادية العربية خرّبت المشروع الوطني قبل أن تجهض المشروع العربي، فقد تشكلت داخل الدولة المبنية – نظريا – على النزعة القومية العربية، كل مقوّمات نظام قبلي طائفي، أي منافٍ لمبادئ الوحدة الوطنية. وإزاء ذلك، كان لا غرابة أن يقع الجمع في الأذهان بين المستبد من جهة وعشيرته أو طائفته من جهة أخرى، فتترعرعت - في صمت القمع - الضغائن القومية والطائفية والمذهبية الدفينة والأحقاد المرجأة.
(2)- الخروج من الأيديولوجيا التي تعمي أبصارنا وبصيرتنا إلى المشروع الحضاري العربي بأهدافه الستة المترابطة، التي تجمع القوى والتيارات الرئيسية في الأمة. فمما ابتليت به شعوبنا، أنّ الشعارات باتت هي المتحكم في عقول كثير من نخبنا القومية، فلم نعد نسمع من تلك النخب سوى ترداد المقولات ذاتها منذ أكثر من نصف قرن.
(3)– التوجه نحو حل إشكالية التناقض القائم بين حجم التضحيات التي يقدمها أبناء الأمة وحجم الإنجازات. ولعل ما طرحه الأمين العام الأستاذ معن بشور، في إحدى محاضراته، عن ضرورة بذل جهد فكري حقيقي حول موضوعات من نوع " فكر الآليات والوسائــل "، و " فكر المؤسسات والبنى "، و" فكر الاستراتيجيات والتكتيك "، يفيدنا في هذا التوجه. إنّ السياسة هي الفعل الواعي الذي يهدف إلى تغيير الواقع " فن معرفة الحقائق وفن اجتراح البدائل وفن الوصول إلى الأهداف لا فن المواعظ والمواقف المبدئية التي قد تريح الضمير ولكنها لا تقدم شيئا ولا تؤخر ". فليس مقبولا تطرف النخب، بل الأجدى هو محاولتها تأسيس شعبيتها وشرعيتها على العقلانية السياسية، التي تسمح بتحديد أولويات نضال الأمة، وتكشف ما هو قابل للتحقيق وما هو مستحيل أو صعب التحقق.
(4) – الحرص على عدم التماهي بين العروبة والإسلام على المستوى السياسي، ففي حين نسعى لبلورة علاقة تكاملية بين التيار القومي العربي وتيار الإسلام السياسي المتنور، فإننا يجب أن نحرص على التميّز عن اتجاهات التطرف والإرهاب التي تطغى على بعض التيارات الإسلامية، بما فيها تلك التي تخطف الصحافيين في العراق وتقطع رؤوس المختطفيـن.
(5) – التأكيد على أنّ محنتنا العربية ليست ناتجة عن التدخلات الأجنبية فحسب‏،‏ وإنما المسؤولية الكبرى تقع علي عاتق أمتنا التي لم تتجاهل فقط ضرورات التشخيص الصحيح والعاجل لمظاهر المحنة‏،‏ وإنما تقاعست عن جدية التعامل المطلوب مع مواطن الخلل داخل البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية في كل قطر عربي على حدة‏.‏ فإذا نجح كل قطر عربي في وضع خارطة طريق تضمن وحدته الوطنية، على أسس راسخة من الحرية والعدالة والمواطنية‏، تؤدي لإسقاط كل حجج وذرائع التدخل الأجنبي‏،‏ فإنّ ذلك يمكن أن يؤدي إلى خارطة طريق عربية توفر للأمة كلها القدرة على التعامل مع كل الأخطار والتحديات‏.‏
(6) - مع اتضاح الحدود التي يمكن أن تصل إليها العروبة بصيغتها البيسماركية السابقة، بات من الملح التفكير في ما يمثل أطر المواطنة العربية الجديدة، التي تأخذ في عين الاعتبار الخصوصيات المحلية لكل بلد عربي من خلال الاعتراف بالهويات والثقافات القومية غير العربية ومنحها حقوقها كاملة. ومن جهة أخرى، الاحتفاظ بالهوية العربية كإطار جامع غير مبني على القسر والفرض، بالنسبة إلى الأكثرية العربية. والشرط المؤسس لهذه العروبة هو أن تكون ديموقراطية فعلا، أي أن تتمسك برؤية ومنظومة قيم كونية لا تستثني أقلية من هنا أو هناك، ولا تساوم في مواضيع تعتبر متناقضة في العمق مع أسس المفهوم الديموقراطي.
(7) - إننا نعيش عصر " عولمة المشكلات الإنسانية "، ومن ثم فإنه يقع على عاتق المناطق الثقافية المتعددة في العالم، بما فيها منطقتنا العربية، أن تساهم في مواجهة هذه المشكلات، بالإضافة إلى اهتمامها بحل مشكلاتها الخاصة. وفي هذا تطبيق دقيق للنزعة الإنسانية الجديدة التي هي التعبير البليغ عن تبلور وعي إنساني كوني، من شأنه ألا يحبس الشعوب داخل سجون أنانيتها القومية أو الطائفية أو المذهبية الخاصة، وبغض النظر عن مشكلات العالم الأخرى.
‏ وإزاء ذلك يبدو أنّ الخطوة الأولى في محاولة التعاطي مع أسئلة المستقبل العربي، باعتباره جزء من آفاق التحولات العالمية، تكمن في فهم لغة الخطاب العالمي المعاصر، التي يتم التعامل بها بين أطراف هذا العالم الجديد، وخاصة القوى الغربية المؤثرة، وبالتحديد فهم توجهات هذا العالم نحونا. إذ أنّ البحث في الاعتماد المتبادل بين العالم العربي والخارج هو بحث في المستقبل، وأية دراسة للمستقبل لا بد أن تنطلق من صورة العالم، ونماذج تطور النظام العالمي في أبعاده السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والثقافية.
(8) - بات علينا، بعد الاحتلال الأمريكي للعراق منذ 9 أبريل/نيسان 2003 وبعد محاولة فرض الحل الصهيوني للقضية الفلسطينية، أن نعترف بنهاية موجة من موجات العروبة، ونحاول إعادة بناء عروبة جديدة تقوم على حقائق سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية بعيدة عن المزايدات. ذلك لأنّ التغيّرات العالمية الجديدة، خاصة جريمة 11 سبتمبر/أيلول 2001 وتداعياتها، بما فيها العمليات الإرهابية التي تشهدها العديد من الأقطار العربية، تتطلب قدرا كبيرا من العمق في المراجعة ونقد الذات وإعادة الصياغة الفكرية والسياسية للقضايا العربية.
إنّ مشروع النهضة العربية كان ولا يزال في حاجة إلى فكر الأنوار والحداثة، وكذلك استيعاب التحوّلات والتغيّرات التي تطرأ على الساحتين العربية والدولية. مما يستوجب الاعتراف بالخصوصيات القطرية، في إطار التنوع ضمن إطار الرابطة العربية، مع إمكانية تحويل هذا التنوع إلى عنصر غنى للثوابت الضرورية لتطور الرابطة العربية. ومن أجل ذلك، تبدو الديمقراطية في رأس أولويات التجديد العربي، فالأمر يستدعي مقولات جديدة : المجتمع المدني، الديمقراطية، الدولة الحديثة، المواطنة.
(9) - يبدو العالم العربي عالما مفككا أسير معادلات سياسية صعبة، إذ أنّ الإدراك السياسي لحكامه والجزء الأكبر من معارضيهم يبدو مقتصرا على الإدانة الخطابية للمؤامرات الخارجية. وبالرغم من رفضنا الانصياع لشروط الخارج وضرورة توافر مرجعية ومشروعية قومية للتغيير والديمقراطية، إلا أننا نرى أن التعلل بالخارج، من قبل الحكومات العربية، ليس سوى أداة للتهرب من استحقاقات الإصلاح والديمقراطية ووقف موجة التطلع إلي التغيير‏.‏
إنّ الفصل المطلق بين الداخل والخارج ليس ممكنا علي النحو الذي يريده البعض أو يرفضه البعض الآخر، خاصة في عالم اليوم الذي يتجه بخطوات متزايدة نحو العولمة والتوحد بدرجات متفاوتة، ويسيطر عليه الإعلام والبث المباشر وثورة الاتصالات. يضاف إلي ذلك أننا لو تأملنا تاريخنا الحديث لأمكننا القول : إنّ الخارج كان حاضرا فيه بدرجات مختلفة وكان تأثيره كبيرا في مسيرتنا المتعثرة نحو الحداثة السياسية، ذلك أنه طوال قرنين أصبح تاريخنا مرتبطا بالتاريخ الأوروبي والغربي - سلبا وإيجابا - اختلط فيه الداخل بالخارج والأصيل بالوافد وهو الأمر الذي يستمر الآن بطرق ووسائل شتى ‏. وعلى كل حال ما كان للتدخل الخارجي ليكون بهذه الوتيرة ولا بهذا العمق لو كانت لشعوبنا وحكوماتنا القدرة على درء التدخلات الخارجية.
إنّ قراءتنا لما يزيد عن نصف قرن من الصراع العربي ـ الإسرائيلي، من منظور المقارنة بين الأدائين العربي والإسرائيلي، والمقارنة بين مسار ذلك الصراع ومسار صراعات أخرى عرفها العالم في الفترة نفسها، قادنا إلى استخلاص عدد من الدروس الأساسية : أولها، إنّ قوة أي مجتمع وقدرته على مواجهة التحديات الخارجية، تنبع أساسا من داخله، أي من قوة بنائه السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي قبل أي شيء آخر. وثانيها، أنّ النجاح في الصراع ضد الأعداء يرتبط بالقدرة على استخدام جميع مكوّنات القوة العربية على كل الجبهات الاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية. وثالثها، أنّ الشحن العاطفي للشعوب لا يمكن أن يحل محل التقديرات والحسابات العقلانية للنخب والقيادات.
(10) - تبدو الحاجة ماسة إلى التحديث السياسي بمعناه الشامل وتطوير الثقافة السياسية السائدة وإعادة صياغتها بشكل خاص، مع كل ما يعنيه ذلك من تشييد صرح الديمقراطية وتدعيم أركانها. مما يتطلب المشاركة الشعبية الكاملة في ديناميات العملية السياسية كلها، بما يحوّل الناس من مجرد رعايا تابعين غير مبالين إلى مواطنين نشطاء فاعلين بإمكانهم التأثير في ديناميات اتخاذ القرار السياسي، فضلا عن مشاركتهم في اختيار الحكام وتحديد الأهداف الكبرى.
ولكي تتجسد هذه الاستحقاقات في عمل حقيقي على ارض الواقع يكسبها صدقية ويخرجها من إطارها النظري إلى آفاق التطبيق، ينبغي إعادة تأسيس المؤتمر القومي العربي كمرجعية شعبية عربية جامعة لكل التيارات الفكرية والسياسية، تكون مستقلة الإرادة عن التأثير الحكومي، وتتحدد مهماتها في الاضطلاع بتنفيذ تلك الاستحقاقات، وتمثيل قيادة شعبية ترجع إليها الأمة بكل طبقاتها وفئاتها وشرائحها في ما يخص أمور السياسات العامة.
الإنجاز المطلوب من المرجعية المقترح إعادة تأسيسها كبير وعظيم، وهو بحجم إنقاذ أوطان واستنهاض أمة، فمن شأن هذه المرجعية تغيير المناخ الراكد في أقطارنا العربية وتبديل ظروف اللعبة السياسية، وتسريع وتيرة الإصلاح، ومن شأنها أيضا إيقاظ الناس - أفراد وجماعات ونساء ورجال - وبث الأمل في نفوسهم، وحشد كل القوى وراء أهداف وطنية وقومية عامة، فيما ستتيح للنخب استعادة دورها في قيادة الجماهير، وستشكل ضغطا سياسيا نافذا يصعب على الحكومات العربية مقاومته.
لعلنا بذلك نفتح من جديد باب التاريخ وندق أبواب المستقبل وننهض لإطلاق خطاب عربي عصري، عناوينه في توجهاته ومضامينه وفي تجديدنا له، يحتمل دائما التأويل والتعديل لصالح شعوبنا العربية. إنها إعادة قراءة واجبة، ليس فقط في تجديد هذا الخطاب وإنما في تجديد العقل العربي المدعو إلى خوض مغامرة المستقبل بأدوات جديدة وأفق مفتوح وحوار دائم على المصالح والأهداف والممكن والمستحيل.

كاتب المقال باحث سوري مقيم في تونس