تستعد السعودية لاستقبال حدث رياضي عالمي غير مسبوق، حيث تستضيف كأس العالم لكرة القدم عام 2034. ولتحقيق هذا الحلم الطموح، خصصت المملكة ميزانية ضخمة تصل إلى 100 مليار ريال لتطوير البنية التحتية الرياضية. هذا المبلغ الضخم سيشهد إنشاء 15 ملعباً جديداً، يوفر ما مجموعه 775 ألف مقعد للجماهير، مع ملعب رئيسي بسعة تصل إلى 92 ألف متفرج. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالسعودية تلتزم بضخ 60 مليار ريال سنوياً لدعم القطاع الرياضي بشكل مستمر، مما يؤكد عزمها على بناء قطاع رياضي عالمي المستوى.

يثق الشارع الرياضي السعودي في قدرة المملكة على تنظيم كأس العالم 2034 بشكل فخم وناجح من جميع الجوانب، بفضل استعداد كافة القطاعات. ومع ذلك، يثير القلق حالة المنتخب السعودي الذي سيشارك في هذه البطولة، نظراً لضعف بنيته وقاعدته منذ 10 سنوات. هذا الضعف يظهر في أداء اللاعبين وعدم استقرار الفريق، رغم استقدام أمهر المدربين العالميين وتوفير كافة الاحتياجات لهم.

المشكلة تكمن في عدم إتاحة الفرصة للاعب السعودي أن يبرز في الدوري، حيث يمضي العام وهو جالس على دكة الاحتياط. وعند وقت المباريات، يتم استدعاؤه من دكة الاحتياط للعب في مباريات رسمية، ويُطلب منه تحقيق نتائج ترضي الجماهير وتحقيق البطولة. هذا الوضع غير المستقر يجعل من الصعب على اللاعبين تقديم أداء متميز. بالإضافة إلى ذلك، اللوائح الحالية التي تسمح بمشاركة 8 لاعبين أجانب في الفريق مقابل 3 لاعبين سعوديين تقلل من فرص السعوديين في التطور والمشاركة الفعالة.

لتجاوز هذه التحديات، يجب على المسؤولين عن الرياضة السعودية القيام بتدخل جراحي سريع لإزالة الورم الذي يعيق تقدم اللاعب السعودي ومنحه الفرصة. المدة قصيرة، حيث لم يتبق سوى عشر سنوات قبل انطلاق كأس العالم 2034، مما يعني أننا بحاجة للبدء من الآن في أي عملية جراحية لعافية كرة القدم السعودية. أي تأخير قد يعني أننا سنكون في كأس العالم 2034 ضيوف شرف، نحتفل بالتنظيم دون تحقيق النتائج التي ينتظرها الشارع السعودي.

إقرأ أيضاً: “الأم المستأجرة" حين تصبح الرعاية الأسرية خدمة مدفوعة

لتجنب هذا السيناريو، يجب إعادة النظر في اللوائح لتقليل عدد اللاعبين الأجانب ومنح الفرصة للاعبين السعوديين للمشاركة بشكل أكبر. كما ينبغي تحسين برامج التدريب للشباب وصقل مهاراتهم منذ الصغر لضمان توفير جيل جديد من اللاعبين المهرة. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تقديم دعم نفسي وفني للاعبين السعوديين لتحسين أدائهم وثقتهم بأنفسهم. بتنفيذ هذه الحلول، يمكن تعزيز دور المنتخب السعودي في البطولة وجعل الأداء يليق بطموحات الجماهير والإدارة الرياضية في السعودية.