الياس توما من براغ : تشهد الحدود التشيكية الألمانية ولاسيما من جهة مقاطعة الساسك الألمانية حربا إيكولوجية محدودة فالتشيك يشتكون من أن جيرانهم الألمان ينقلون إليهم القمامة للتخلص منها وسكان الساسك يزعجهم وصول روائح كريهة من وقت إلى أخر من جهة شمال تشيكيا .
ويقول نائب رئيس بلدية " دوبي " التشيكية يان دراجديل إن أكياس القمامة تنتشر من الحدود الألمانية حتى مدينة " تيبليتسي " و أحيانا نجدها عند الغابات و أحيانا أخرى عند جوانب الطرق العامة وكثيرا ما يتم مشاهدة سيارات ألمانية تقف عند الطريق تخرج منها أيادي تضع أكياس من القمامة عند قارعة الطريق ثم تكمل سيرها أما البلدية فتضطر للقيام بتنظيف هذه الطرقات الأمر الذي يكلفها شهريا عشرات الآلاف من الكورونات
وترى الصحيفة الاقتصادية التشيكية أن هذه الطريقة لتصريف القمامة هي ارخص طريقة لتخلص الألمان من قمامتهم خاصة إذا ما كانت وجهتهم الأراضي التشيكية لقضاء عمل ما .
و أمام تراكم هذه الحالات والشكاوى التي قدمها رؤوساء بلديات العديد من القرى التشيكية الحدودية من " سياحة القمامة " هذه بدأت شرطة الحدود التشيكية في محافظة اوستي ناد لابم التشيكية في تموز يوليو الماضي عملية أمنية واسعه أطلقت عليها أسم "القمامة " وقد بدأت في إطار هذه العملية تفتيش الكثير من السيارات الألمانية القادمة إلى تشيكيا عبر ثلاثة وعشرين معبرا حدوديا للتأكد من خلوها من أكياس القمامة وبمجرد العثور على هذه الأكياس يتم إرجاع السيارات الألمانية من حيث أتت .
وتؤكد الناطقة باسم شرطة الحدود التشيكية ايفا هاوكوفا أن الشرطة في شمال تشيكيا ستستمر في هذا العمل إلى أن يهدأ الوضع أما نائب رئيس بلدية دوبي فيقول إن بلدته لا تراقب فيما إذا كان الوضع قد تحسن لأنها لا تزال تشاهد أكياس القمامة على أطراف الطرق .
وعلى خلاف زميله يقول رئيس بلدية قرية " شلوكنوف " ميلان كورجيل إن الوضع في بلدته تحسن تماما بعد بدء الشرطة عمليات التفتيش على السيارات الألمانية
و لا تتعلق هذه المشكلة حسب الصحيفة الاقتصادية بالتشيك فقط بل يعاني منها البولونيين أيضا وحسب صحيفة تريبونا البولونية فانه منذ انضمام بولونيا الى الاتحاد الأوربي في أيار/ مايو الماضي لم تعد هناك حرية تنقل للأشخاص وللبضائع ولرأس المال و إنما للقمامة أيضا وتحذر الصحيفة من أن استمرار هذا الوضع سيجعل الألمان ينفضون يديهم من قمامتهم في حين سيستيقظ البولونيون يوما ما ويرون بان بلدهم تحول إلى مزبلة
و لا تقتصر الأشياء التي تصل إلى بولونيا من ألمانيا على أكياس القمامة و إنما تشمل أيضا تجهيزات المكاتب والأحذية والثياب وبقايا مواد البناء والإلكترونيات وحسب الصحف البولونية فان بعض الشركات البولونية قد وقعت مع بيوت رعاية المسنين الألمانية الحدودية عل اتفاقات تقوم بموجبها الشركات البولونية بتنظيف البيوت التي يسكنها هؤلاء المسنين بعد وفاتهم ثم تحاول بيع الأغراض القديمة في البازرات والبقية تقوم بنقله إلى المستودعات البولونية وقد رفضت بالفعل السلطات البولونية في أيار/ مايو الماضي في منطقة لابوش الواقعة غربي بولونيا دخول ثلاثين سيارة كانت تقل قمامة من ألمانيا إلى بولونيا .
وعلى خلاف مشكلة القمامة التي يشتكي منها التشيك والبولونيين فان سكان مقاطعة الساسك الألمانية يشتكون من وصول روائح كريهة لا تطاق من وقت إلى أخر من المناطق الشمالية الحدودية التشيكية .
وقد اضطر بعد الألمان بسبب ذلك إلى بيع منازلهم والسكن في مناطق أخرى
وعلى الرغم من تشكيل التشيك لجنة متخصصة للتحقيق في مصدر هذه الروائح الكريهة التي يشتكي منها الألمان إلا أن اللجنة لم تتوصل إلى نتيجة أما الألمان فيشيرون إلى أن مصدر الرائحة يمكن أن يكون شركة للصناعات البتروكيماوية في مدينة ليتفينوف التي تبعد عدة كيلومترات فقط من الحدود الألمانية غير أن هذا الأمر لم يتم تأكيده ويقول الناطق باسم الشركة رينيه كيللر بان الشركة تتحاور بشكل متكرر مع الألمان وتؤكد لهم أنها ليست مصدر هذه الروائح وحسب رأيه فان الروائح يمكن ان تتأتى من عمليات النقل والحركة الكثيفة للسيارات والشاحنات على الطرق .
- آخر تحديث :
التعليقات