لبيبة عاكوم من صيدا: الأنفلونزا أو "الكريب" la grippe حالة مرضية يتسبب بها غزو فايروس معين للجسم نتيجة مسببات عدة منها التعب أو الإجهاد أو تبدل حالات الطقس، مما يضعف جهاز المناعة لدى الإنسان .من عوارضها الإزعاج والألم والمضاعفات المرضية الخطيرة التي تصل أحياناً الى حد الموت، وبنوع خاص عند الأطفال الذين لم يكتسبوا مناعة بعد أو عند المسنين، وكذا المصابين بمرض نقص المناعة، وبأمراض الأوعية الدموية، والأمراض الصدرية، والسكري. ويعتبر تناول الأمبسيلين وغيره علاجًا غير مجدٍ في حالات الأنفلونزا بل ومضر إلا في الحالات الإستثنائية(حالات البكتيريا)، لذاعمل الإختصاصيون على تطوير طرق الوقاية منه والمتمثلة في اللقاحات الموجودة في الصيدليات. الدكتورة مهى كنعان في عيادتهافي صيدا(خاص ايلاف)
لكن باحثين أميركيين دقوا ناقوس الخطر مؤخرًا بعد اكتشاف المعهد القومي للحساسية والأمراض المعدية في أميركا، أن معدل الوفيات بين مرضى الأنفلونزا لم ينخفض في كل المجموعات العمرية، وعلى الرغم من ارتفاع معدل التلقيحات أو التطعيم، فقد أعلن لون سيمونسن مؤلف الدراسة في تقرير دورية (ارشيف الطب الباطني) (The Archives of Internal Medicine) أن معدل التطعيم بعد أن كان 20% بين الأميركيين المسنين في 1980والذي وصل الى 65% في عام 2001 لم يخفض معدل الوفيات في الشتاء، بل ظل من دون تغيّر. في حين توقع المتخصصون أن تنخفض نسبة الوفيات إلى 40% في حدها الأقصى.
متى ينفع لقاح الأنفلونزا؟
تقوم منظمة الصحة العالمية في كل سنة، وبعد انتشارفيروسات الأنفلونزا في سائر أنحاء العالم بدراسة انواعها التي يفوق عددها السبعة أحيانًا ثم تعممها على المختبرات العالمية التي تختار بدورها ثلاثة فيروسات هي الأخطر والأشرس بينها، فتعمل على تركيب اللقاح منها، ويسمى الأول والثاني "A" والثالث يسمى B" ".وبعد موافقة منظمة الصحة العالمية على تركيب اللقاح يطرح في الأسواق العالمية وذلك ابتداءً من أوائل أيلول (سبتمبر) وهي فترة التلقّح الأهم .
وفي رأي الأطباء يستفيد الجسم من اللقاح استفادة قصوى في هذه الفترة،علمًا أن اللقاحات تختلف من سنة إلى سنة، فمنذ حوالي العشرين عامًا والفايروسات التي انتشرت لم تتطابق أنواعها، ناهيك عن ظهور الأنواع الجديدة التي لم يتعرف عليها الأطباء سابقًا،لذا فمن الطبيعي ألا تتطابق تراكيب اللقاحات وهذا التنوع اعتبره الأطباء من جملة الإيجابيات التي ألصقوها بلقاح الأنفلونزا، فالتنوع يعزز مناعة الأجسام ويخفف من مخاطر وتداعي المضاعفات.
وتصدى الأطباء وإلى جانبهم الحملات الإعلانية التي تقوم بها سنويًا منظمة الصحة العالمية، في لبنان(على سبيل المثال) للفكرة الرائجة التي يحبذها اللبنانيون ويدافعون عنها بقولهم: إن على أن الإنسان أن يصاب بالزكام مثلًا لتصريف السوائل من جسمه وهنا غالبًا ما يكون رد الأطباء أن هذا خطأ لا بد من تصحيحه للناس، ذلك أن السوائل المخاطية، يفرزها الإنسان وبشكل طبيعي يوميًا بكميات قليلة يكاد لا يشعر بها،أما في حالة الإصابة بالكريب فإن الإفرازات تحصل نتيجة الإلتهابات، وما يخرج من سوائل يكون عبارة عن كميات كبيرة من القيح الذي ينتج عن الميكروبات وعن الكريات البيضاء المدافعة عن الجسم، هذه الإفرازات تكون جامدة أحيانًا فتسد الجيوب الأنفية وتعيق تنفس المريض، وتضطره للتنفس عن طريق الفم ما يصيبه بالعطش والجفاف .
لكن التلقيح يبقى غير إلزامي ففي الدول المتطورة تترك الحرية للافراد ليقرروا ما إذا كانوا يرغبون بالتلقيح ام لا.وفي أميركا فإن الجمعيات المختصة تمنع لقاح الأطفال ما دون الستة أشهر، وتوصي به لمن هم في الخامسة والستين وما فوق.
أما في لبنان فلا برامج محددة للتلقيح وإن كثرت الحملات الإعلانية مؤخرًا التي تدعو الناس وخصوصًا ممن يعانون أمراضًا او من خضعوا لعمليات أو غيرها لتلقي التطعيم في شهر أيلول(سبتمبر)، على اننا نسمع بعض الأطباء الذين يعتبرون أن اللقاح أنفع في الحالات التي ينتشر بها الفيروس الشرس(Epidemie ) والذي يصيب الأطفال والكبار على حد سواء، هذه الحالة تظهر كل اربع سنوات ففي سنة 1999 شهد لبنان حالة الابيديمي حيث غصت المستشفيات بمرضى الأنفلونزا وصارت غير قادرة على استيعاب الأعداد الهائلة التي التقطت هذا المرض، أما في السنوات العادية فيوصي بعض الأطباء بعدم التطعيم وخصوصًا تطعيم الصغار لأن اللقاح وبرايهم لا يمكنه تلافي حالات استئصال اللوزتين عند الأطفال، ما يحتم على الطبيب المعالج النصح
باستئصالهما .وهناك الحالات الوراثية التي لا ينفع معها اللقاح حيث تتعرض اللوزتين إلى التهابات حادة ما يعرضهما للتجوف والتقريح .
النتيجة محدودة
وليس جديدًا أن يتغير الثابت أو يتحول في دنيا الطب الشاسعة، حيث النظريات والإختبارت المرافقة للتطور الواقع، التي غالبًا ما تطيح بما كنا نؤمن به، الدكتورة مهى كنعان التي زارتها إيلاف في عيادتها في صيدا قالت :"إن الفيروسات التي تتسبب بالانفلونزا اعدادها كثيرة وقد تصل إلى الألف نوع، ومن المعروف ان هناك أنواعًا اساسية وأنواعًا اخرى تتفرع عنها نتيجة التبدل الذي تتموه به، واللقاح يتم تركيبه من حوالي 25 نوعًا لا اكثر وتتغير التركيبة في كل سنة فالفيروس يطور نفسه ويتحايل على الطعم فلا يعود للطعم أي مفعول عليه، لذا وجب تغييره .لكن هذا لا يعني ان الإنسان الذي يتلقى اللقاح صار بمنأى عن العدوى، فإذا صودف وأصيب هذا الشخص بنفس مضاد الفيروس الموجود باللقاح عندئذ تكون المضاعفات اقل. واللافت ان الدكتورة كنعان هي ضد لقاح الأنفلونزا إلا لمرضى القلب ولمرضى الربو هؤلاء يتعبهم حقًا فيروس الأنفلونزا، وتعتبر أن الإصابة بالفيروس تكسب الجسم مناعة لا يمكن اكتسابها من خلال التطعيم لذلك فإنها لا تعطي لقاح الأنفلونزا لأي من أفراد أسرتها ولا حتى لأولادها.
وتؤكد الدكتورة كنعان على رغبتها عدم تلقي الإنسان غير المريض، لقاح الأنفلونزا موضحة أن اللقاحات وبآخر دراسة نشرت في أميركا لم تعمل على خفض نسبة الوفيات في أميركا بين المسنين، فكيف الحال ونحن في دول عربية ومن قام بتركيب اللقاح صممها بحسب الفيروس الذي ينتشر في اوروبا او في اميركا، لذا وجب علينا معرفة ان انواع الفيروس تختلف من بلد إلى آخر .
حتى وقبل الإعلان عن الدراسة الأميركية ،فإنه وفي لبنان تتزايد نسبة المقبلين على التطعيم في حين إن النتيجة لا تزال محدودة .
وتقول الدكتورة كنعان اننا دهشنا هذه السنة من عوارض الانفلونزا الجديدة فالحرارة اعلى من المستوى العادي والسعال أقوى وحتى الفترة المرضية رايناها تمتد لغاية ثلاثة اسابيع . وفي مثل هذه الحالالت الخطرة تتم مكافحة الفايروس بدواءZovirac وهويستعمل لمكافحة هذه الأعراض الشديدة.
الصيدلي القانوني مصطفى الدنب(خاص ايلاف) |
التعليقات