محمد الغامدي من الرياض وعبدالله الحارثي من جدة: كشف المسؤول بوزارة الصحة الذي حاول احد اصحاب الصيدليات تقديم رشوة له مقدارها عشرة ملايين ريال مقابل تمريره نقل ملكيه نحو (200) صيدلية بطريقة غير نظامية, كشف النقاب ان الراشي حرر الحوالة باسمه مما اوقعه في قبضة يد رجال الامن.
وقال في حديث لـ(عكاظ) ان الراشي حاول تمرير عرضه بواسطة ممثل له حيث تمت مجاراته بتعليمات من وزير الصحة الدكتور حمد المانع الى ان وقع في جرمه المشهود.
واشار المسؤول الى انه وفي حالة ايقاف فروع صيدليات مقدم الرشوة ربما يحدث خلل في السوق الدوائي لفترة مؤقتة وتناول الحديث جملة من الموضوعات ذات الصلة بالقضية وفيما يلي نصه:
محاولات تعديل قرار
* نود في البداية ان نتعرف على تفاصيل هذه العملية?
** اعتقد ان جميع تفاصيل الموضوع قد اشير اليه عن طريق وزير الصحة الدكتور حمد المانع منذ بدء محاولة صاحب الصيدليات لتعديل قرار ملكية وسعودة الصيدليات ومحاولاته تجاوز الانظمة الوزارية.
كيفية المفاوضات
* ولكن من قام بتلك المفاوضات?
** قام بذلك ممثل ومندوب عنه ولكن من سوء حظه ان الحوالة التي تم تقديمها كانت باسم صاحب الصيدليات.
الربح .. والتخصص
* ولكن الا يدفعنا ذلك الى اهمية ان يتم الترخيص لمزاولة هذه المهنة من المختصين بدلاً من التجار الذين يحرصون على الكسب المادي?
** هذا سؤال جدير بالاهتمام ومن الضروري, ان يكون اهل المهنة هم المشرفون عليها لسبب بسيط هو اهمية التخصص والعلم في هذا الجانب اضافة الى ان صاحب الصيدليات غير المتخصص قد يحرص على الربح المادي في بيع الادوية حتى لو كان بسعر اقل ويؤدي نفس الغرض الا انه يضع الربح في الدواء على اي جانب اخر على عكس صاحب المهنة, ولكن الجانب الآخر هو اننا لدينا في المملكة نحو اربعة الآف صيدلية خاصة ولكن تلك الصيدليات لا نملك فيها صيادلة سعوديين. ونسبتهم قليلة واذا وجدوا وهم قليلون منهم يعملون في القطاع الحكومي حيث ان العمل في صيدليات خاصة يتطلب الا يكون موظف دولة وفق النظام الذي نحرص على مرونته بأن يكون الصيدلي السعودي مشرفا على اكثر من صيدلية حسب العدد الميسر لعدد من السنوات لحين اكتمال العدد ولذلك فان النظام مرن وبالامكان تعديله عند اكتمال او تزايد اعداد الصيادلة في المملكة.
فروع الصيدليات
* ولكن هناك فروعا كثيرة لصيدلية واحدة في المدينة الواحدة .. الا ترى ان ذلك له اثره السلبي ? فلماذا لا تقتصر على عدد محدود في كل مدينة?
** قد ينظر لهذا الامر من جانبين حيث الاهمية تتركز قبل كل شيء على جودة العمل ولذلك فان البقاء للافضل.
ومن يملك الامكانية والضبط ويؤدي الى النتائج المطلوبة فهذا هو المطلب.
نعم نحتاج المزيد .. ولكن ..
* وهل ترون ان السوق السعودي بحاجة الى مزيد من الصيدليات?
** بالطبع هناك اماكن تحتاج الى مزيد من الصيدليات فمثلاً بعض المدن تصل نسبة الحاجة الى 30% والبعض الآخر وصل الى العدد المناسب وان كانت القرى والمناطق النائية تتطلب تواجد مزيد من الصيدليات.
الحاجة و الكثافة السكانية
* وماذا عن تكدس بعض الصيدليات في مواقع محددة في المدن دون الاهتمام بانتشارها في اماكن اخرى?
** هناك ضوابط محددة خاصة الا يكون بين صيدلية واخرى اقل من مائة متر وان تخدم شوارع او احياء لا يوجد بها صيدليات وبها كثافة سكانية اما عن تركزها فذلك يعتمد على الحاجة والكثافة السكانية.
الصيدلي السعودي
* هل تواجد صيدلي سعودي للعمل في صيدلية عند الترخيص مطلب?
** بالطبع حالياً لا يمنح ترخيص الصيدليات الا بتواجد صيدلي سعودي.
الكلمة للقضاء
* فيما يخص صاحب الصيدليات هل تتوقع ان يتم ايقاف الفروع المنتشرة وماذا عن تأثير ذلك على السوق والخلل الذي يمكن ان يحدث?.
** لا استطيع ان احدد ذلك كون القضاء هو الادرى في هذا الشأن ولكن لو تم ايقاف تلك الفروع في وقت واحد فانه قد يحدث خلل في السوق لفترة مؤقتة كون عددها غير قليل واماكنها منتشرة.
كما اثار بيان وزارة الصحة الذي كشف عن ضبط صاحب اكبر صيدليات بالمملكة متلبساً بالرشوة موجة من الشائعات والتكهنات حول شخصية الراشي وصاحب الصيدليات, وساعد على ذلك تكتم الوزارة والاجهزة المعنية وعدم تسميتها لتبقى حالة اللغط مستمرة ليست في القطاع الصحي فحسب بل بين كافة شرائح المجتمع.
وفي الوقت الذي تشير فيه كافة مواقع الانترنت تلميحاً وتصريحاً الى عبدالله النهدي الا ان الاخير نفى لـ(عكاظ) هذه الشائعات وما تردده تلك المواقع من اتهامات وقال: لازلت حراً طليقاً ولا علاقة لي بما يتداول هنا او هناك.
وهو ما اكده ايضاً وكيله الشرعي محمد سالم النهدي بقوله: سنرد على كل هذه الشائعات التي يروجها الانترنت ووصف عبدالله النهدي الذي عاد من الباحة ليعقد اجتماعا عاجلا بمجلس الادارة) ما يتردد في ساحات الانترنت بأنه زوبعة وقال لـ(عكاظ) لقد تحدثت مع المسؤولين وعلى رأسهم سمو نائب وزير الداخلية مشيرا الى انه سيلتقي سمو وزير الداخلية يوم السبت المقبل لبحث ما ورد في بيان وزارة الصحة عن (صاحب اكبر مجموعة صيدليات) وهي العبارة التي جعلت البعض يشير اليه -على حد قوله-.
ونفى النهدي ما تردد ايضا عن صفقة الـ 200 صيدلية التي كان يعتزم شراءها من صاحب مجموعة اخرى للصيدليات بالرياض وقال هذه الصفقة غير حقيقية ومن يشيرون اليه لايملك هذا العدد فكل ما لديه 40 صيدلية فقط والاخر الذي يحمل نفس اسمه لايملك سوى 45 صيدلية.
واضاف لقد ازعجتني اتصالات الناس وسأعقد اجتماعا السبت لتوضيح الحقيقة امام وسائل الاعلام.