أنقذ "ديلي ميرور" بعد موت ناشرها ماكسويل
رجل "موبايل" يقود صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية

نصر المجالي من لندن: عهدت صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية المعروفة بتوجهاتها السياسية اليمينية، إلى المدير العام لشركة الهواتف النقالة الشهيرة (أورانج) جون أولوود بمهمة قيادة مهماتها الإدارية والمالية، حيث عينته بمنصب المدير التنفيذي العام للعمل مباشرة مع رئيس مجلس الإدارة التنفيذي الجديد ميردوخ ماكليليلان. والانقلاب الجديد في إدارة الصحيفة الأوسع انتشارا على الساحة البريطانية يأتي في أعقاب حيازة الملياردرين الأخوين باركلي صاحبي فندق "ريتز" اللندني الشهير، ومجموعات صحافية أخرى لملكية (ديلي تلغراف) قبل ثلاثة أشهر، في صفقة إنقاذ مع مجموعة هولينغر الأميركية للنشر.

الاخوان السير باركلي ديفيد وباتريك مالكا
ديلي تلغراف الجدد لدى تسلمهما وسام الفارس
كان الشقيقان ديفيد وفردريك باركلي وكلاهما يحمل لقب سير (أي رتبة فارس الإمبراطورية البريطانية) تمكنا من خلال صفقة مالية كبيرة شراء صحيفة (ديلي تلغراف) في يونيو (حزيران) الماضي أنقذتها من الانهيار ماليا، بقيمة 665 مليون جنيه إسترليني.

وقالت مصادر شارع الصحافة البريطانية (فلييت ستريت) اليوم، أن اختيار ألوود (52 عاما) للمهمة الجديدة، متخليا عن قيادته لشركة الهواتف المحمولة (أورانج) يعود لخلفياته في مجال الصناعة الصحافية حين تم تعيينه في العام 1992مديرا ماليا تنفيذيا لمجموعة (ديلي ميرور) الصحافية التي كانت شارفت على الانهيار بعد الموت الغامض لمؤسسها روبرت ماكسويل.

وكان الناشر ماكسويل، توفي في حادث غامض على يخته على أحد سواحل جزر الكناري في العام 1992 ، ووجهت إليه اتهامات كثيرة لعل أقلها أنه نهب أموال صندوق تقاعد العاملين في مجموعة التي تصدر (ديلي ميرور) التي كانت تعتبر الأكثر توزيعا في بريطانيا، ولكنها تراجعت في شكل ملحوظ أمام مطبوعات (إنترناشينال نيوز) التي يمتلكها الناشر اليهودي العالمي روبرت ميردوخ، وهي مجموعة تصدر صحيفة (التايمز) وشقيقتيها (ذي صن) الشعبية و(نيوز أوف ذي وورلد) الأسبوعية المتخصصة بالفضائح..


وكان رئيس مجلس إدارة (ديلي تلغراف) ماكليليلان عمل جنبا إلى جنب مع المدير التنفيذي الجديد أولوود في التسعينيات، حيث عملا على إنقاذ مجموعة (ديلي ميرور) وهما يلتقيان ثانية لوضع الخطط المستقبلية لإنقاذ (ديلي تلغراف) من مشكلاتها المالية التي أدت إلى إفلاسها بعد تورط مالكها السابق اللورد كونراد بلاك بسلب أموال منها على نحو غير مشروع، الأمر الذي أدى بمحكمة أميركية إلى عرض المجموعة للبيع إنقاذا لها أو إعلان إفلاسها مع صحف أخرى تصدر في الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويحشد الأخوان السير باركلي حاليا كل إمكانياتهما لتجنيد أهم المتخصصين في مجال الصناعة الصحافية في محاولة منهما لإعادة الديلي تلغراف إلى سابق عهدها كأكبر جريدة على الساحة البريطانية، وهي حافظت على توزيعها الذي لم يتراجع رغم النكسات المالية والتهديد بغلقها.

والمدير المالي والإداري التنفيذي الجديد، أولوود ساهم من قبل في بناء شركة الهواتف المحمولة (أورانج) في العام 2000 ، بدأ حياته المهنية محاسبا صغيرا في إحدى الشركات منطلقا بطموحاتها ليكون نجما على الساحة الاقتصادية البريطانية، وكانت مساهمته في إنقاذ مجموعة (ديلي ميرور) في التسعينيات بداية طريقه نحو النجومية.

وأخيرا، يشار إلى أن الأخوين الثرييين السير باركلي يمتلكان صحف أخرى غير (ديلي تلغراف) مثل (نيوستيتمان ) الاسكوتلندية، إضافة إلى امتلاكهما لمجموعة (ريتز) الفندقية الشهيرة، والصفقة الأخيرة حققت لهما امتلاك كل من صحف (ديلي تلغراف) وشقيقتها (صنداي تلغراف) الأسبوعية وصحيفة (شيكاغو صن تايمز) وصحف محلية أخرى عديدة في شيكاغو، وكذلك امتلاك صحيفة (جيروزاليم بوست) التي تصدر في إسرائيل.