أسامة مهدي من لندن : قال مسؤول عراقي ان عمليات تسليم الاسلحة في مدينة الصدر في بغداد التي حدد لنهايتها اليوم (الجمعة) مددت إلى الأحد بسبب وجود آلاف الألغام مزروعة في شوارع المدينة وعدم تسليم الاسلحة الثقيلة وأضاف أن حوالي مليونين ونصف المليون دولار دفعت لحد الان مقابل تسليم الاسلحة التي قال انها لم تكن بالمستوى المتوقع لحد الان في وقت يواصل الف عسكري عراقي واميركي حصار مدينة الفلوجة برغم الهدوء الحذر الذي تعيشه بعد قصف بري وجوي عنيف تعرضت له منذ ليلة امس .
وابلغ المصدر " ايلاف " الليلة ان تمديد مهلة تسليم الاسلحة اقترح من نافذين في المدينة لافساح المجال امامهم لحث السكان على تسليم اسلحة ثقيلة مازالت بحوزتهم ولازالة الاف الالغام التي ستشكل خطرا على عمليات اعادة الاعمار التي تبدا قريبا وخصص لها حوالي 500 مليون دولار .
وكان اتفاق بين السلطة وتيار الصدر التابع لرجل الدين المتشدد مقتدى الصدر قد منح المسلحين فيها خمسة ايام تنتهي اليوم لتسليم اسلحتهم مقابل اطلاق سراح حوالي 500 معتقل من انصار التيار في عدد من المدن العراقية والبدذ باعمار المدينة التي يسكنها حوالي مليوني نسمة .
ومن جهته اكد مسؤول عسكري اميركي ان ما تم تسليمه حتى الان ليس الا جزءا هزيلا وقد يكون مجرد خردة . وقال الكولونيل آبي ابرامز "لم نر الاسلحة الجيدة بعد. لم يتم تسليم الكثير من قاذفات الصواريخ اذ يجب ان يكون هناك الالاف منها كما لم نر الاف القذائف لاننا نعلم ان هناك الالاف منها ايضا كما لم نر مدافع الهاون من عيار 120 ملم كما ابلغ وكالة الصحافة الفرنسية بالرغم من اصطف مئات الرجال وعدد من النساء امام ابواب ملعب نادي الصناعة الذي تحول الى مكان وحيد لتسليم الاسلحة بعد ان كان ذلك متاحا في ثلاثة مراكز للشرطة حيث اصطفت سيارات وشاحنات صغيرة محملة مدافع هاون وقاذفات صواريخ مضادة للدروع وعبوات ناسفة مسافة كيلومتر تقريبا للدخول الى الملعب.
وقد لاحظ متابعون لعمليات تسليم الاسلحة ان متاجرين بها من محافظات اخرى وصلوا الى مدينة الصدر للاستفادة من الاموال التي تدفع مقابل تسليم مالديهم من اسلحة .

وقال مصدر عسكري اميركي اليوم ان قوة تضم اكثر من الف جندي من القوات العراقية والاميركية ضربت طوقا حول الفلوجة في محاولة لحصر تحركات المسلحين في المدينة.
ونصبت القوات التي تحركت تحت جنح الظلام مواقع تفتيش اثر سلسلة هجمات جوية على اماكن مفترضة لجماعة الاردني المتطرف ابو مصعب الزرقاوي.
واضاف ان "القوة المتعددة الجنسيات والقوات العراقية اقامت نقاط تفتيس حول الفلوجة بهدف تحديد مرور القوى المعادية للعراق عبرها والتعرف عليهم واعتقالهم".
وزاد ان وحدات عراقية خاصة ودبابات وقوة من المشاة سدت منافذ المدينة بهدف احباط "هجمات ارهابية" وضمان الامن قبل الانتخابات المتوقع اجراؤها في كانون الثاني (يناير) المقبل.
اما في مدينة الفلوجة فقد خف القصف الجوي والبري وعاد الهدوء اليها بعد يوم من عمليات مسلحة واسعة لكن المدينة مازالت محاصرة بحوالي الفي عسكري عراقي واميركي مستعدين لتنفيذ عملية اجتياح لها لطرد حوالي 350 مقاتلا عربيا يتحصنون فيها .
وقال الجيش الاميركي في بيانه ان هدف العملية هو "ضرب عناصر ارهابية يريدون شن هجمات خلال شهر رمضان على قوات الامن العراقية ومدنيين ابرياء". وفي اطار هذه العملية شن الجيش ثماني غارات جوية على الاقل على مواقع يعتقد انها مخابىء للزرقاوي خلال اقل من 24 ساعة.
وكان رئيس الحكومة العراقية الموقتة اياد علاوي هدد الاربعاء الفلوجة بشن هجوم واسع النطاق ما لم يسلم سكانها الزرقاوي ورجاله الذين تبنوا عدة اعتداءات دامية في العراق.
ويقول مسؤولون عراقيون انهم يريدون توجيه ضربة استباقية لافشال مخطط المسلحين لجعل المدينة (50 كيلومترا غرب بغداد) منطلقا لتصعيد العمليات العسكرية في انحاء العراق خلال شهر رمضان الحالي .

وقد ادرجت الولايات المتحدة رسميا اليوم مجموعة المتشدد الاردني ابو مصعب الزرقاوي الناشطة في العراق، على لائحة المنظمات الارهابية الدولية. ويتزامن قرار وزير الخارجية كولن باول هذا مع فرض عقوبات ضد الزرقاوي والمسؤولين الاخرين في هذه المجموعة مثل تجميد الاصول المالية التي قد يكونون أودعوها في الولايات المتحدة.
وتعتبر الولايات المتحدة الزرقاوي بمثابة عدوها الاول في العراق ورصدة مكافاة قدرها 25 مليون دولار للقبض عليه.
وقالت صحيفة "فدرال ريجستر" الرسمية الاميركية "فان وزير الخارجية خلص الى وجود عناصر كافية" لاعتبار هذه المجموعة التي تطلق على نفسها اسم التوحيد والجهاد منظمة ارهابية اجنبية اعتبارا من منتصف تشرين الاول (اكتوبر)".
وقد اعلنت المجموعة مسؤوليتها عن الهجومين اللذين هزا المنطقة الخضراء في بغداد الخميس واوقعا خمسة قتلى وذلك في بيان نسب اليها.
وياتي القرار الاميركي بعد يوم واحد من تجميد بريطانيا الاصول المالية للزرقاوي وجماعته داعية دول العالم لاتخاذ اجراء مماثل .