فالح الحُمراني من موسكو: مع حلول الذكرى 87 للثورة البلشفية عام 1917 التي تزعمها فلاديمير لينين وتصادف غدا، مازال الروس منقسمون في تقديراتهم ومواقفهم من الثورة التي كان لها تداعيات عميقة على التاريخ البشري، وكادت ان تجد لها انعكاسات على هذا المستوى او ذلك في كل بقعة من بقاع العالم.
هناك فئة من الروس يرون ان ثورة اكتوبر كانت مؤامرة حاكتها الاستخبارات الالمانية او اليهودية العالمية او شبكات الماسونية، من اعداء القومية الروسية للقضاء عليها، واخرون يرصدون فيها تمرد لساسة مغامرين وصلوا للسلطة عن طريق الارهاب وفرضوا نظاما استبداديا بالقوة والعنف، بلغ ذروته في حكم جوزيف ستالين ودمروا القوى الروحية والعقلية لروسيا، واخرون يتوسمون بها ثورة اشتراكية وضعت في مقدمة اهدافها اقامة دولة العدالة والمساواة والاخاء بين البشر على الارض.
واللافت ان الخلاف حول تقويم الحدث التاريخي الكبير لم يقتصر على الادبيات والبحوث التاريخية والاجتماعية الجادة، وانما طالها الى الكتب والمناهج المدرسية، حيث يعطي كل كتاب مدرسي تقويمه الخاص لثورة البلاشفة، وازاء هذا الخلاف والتشويش اعطت وزارة التعليم الحق لمعلم التاريخ عرض تفسيره وموقفه الشخصي من الحدث. وما زال الجميع مختلفون حول شخصية قائد الثورة البلشفية فلاديمير لينين وان كان " مسيحا مخلصا" ام ""شيطانا شريرا"
وضمن هذا السياق من المرتقب ان تشهد العاصمة والمدن الروسية الاحد التظاهرات والاجتماعات الجماهيرية بالمناسبة تمثل مختلف التيارات والاحزاب وتعبر عن مواقف مختلفة من الثورة البلشفية. فاذا ما سيرفع الحزب الشيوعي شعارات تمجد بالحدث " التاريخي" فان القوى الليبرالية ستعتبره يوم حداد على ضحايا ما تصفه بالارهاب الشيوعي الذي استمر زهاء 70 عاما، في الوقت نفسه فان اتحاد النقابات سيرفع شعارات تدعو الى جعل ذكرى السابع من( اكتوبر) نوفمبر يوم للمصالحة والوفاق الوطني بين " الحمر" والبيض".
واشارت استطلاعات للراي العام ان اصحاب التقويم الايجابي لثورة اكتوبر البلشفية يفوق عدد اصحاب الموقف السلبي منها.
وقالت نتائج لاستطلاع الراي العام نظمه مركز يوري ليفادا حول هذا الموضوع بين 1600 من مختلف سكان روسيا ان حوالي 33% من الذين جرى عليهم الاستطلاع ان الثورة دشنت عصرا جديدا في تاريخ شعوب روسيا، وان 27% يعتقدون انها اعطت دفعة لتطورها الاجتماعي والاقتصادي.واعطى 16% من الذين جرى عليهم الاستطلاع تقويما سلبيا لثورة 1917 ، واكدوا على ان الثورة " عطلت تطور" شعوب روسيا ، فيما اعتبر 17% منهم الثورة اللشفية بانها " كارثة بالنسبة لهم".
واكد 26% من المشاركين في الاستطلاع بانهم لن يشاركوا في الثورة البلشفية لو انفجرت اليوم، بينما قال 15% من بينهم انهم سيقدمون دعما فعالا للثورة البلشفية، و18% سيتعاونون معها بشكل من الاشكال، وقال 8% بانهم سيشاركون في حركة مقاومة ضد البلاشفة. واشار 15% بانهم سيرحلون الى الخارج في حالة نشوب مثل هذه الظروف.
التعليقات