أكدت مصادر قريبة من الكرملين الأنباء التي ترددت حول إلغاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارته إلى لاهاي للمشاركة في قمة (روسياوالاتحاد الأوروبي) التي كان من المقرر عقدها في 11 من تشرين أول (نوفمبر) الجاري.
وفي ما أشارت الدوائر الرسمية الروسية على استحياء إلى أن سبب تأجيل الزيارة مرتبط برغبة موسكو في معرفة التشكيلة النهائية للجنة الأوروبية، أكدت صحيفة (كميرسانت) بأن الزيارة ألغيت بنتيجة خلافات حادة بين روسيا والاتحاد الأوروبي. وأشارت إلى أن المشكلة تتلخص في أن موسكو لم تتمكن إلى الآن من التوصل إلى شروط مقبولة لاتفاقية الشراكة طويلة المدى مع الاتحاد الأوروبي، والتي كان من المقرر توقيعها في 11 أثناء انعقاد القمة المذكورة في لاهاي.
وفي ضوء الخلافات الراهنة بين روسيا والاتحاد الأوروبي، أجمع الكثير من المراقبين على أن موسكو تحاول خلال العامين الأخيرين رسم لوحة وهمية في علاقتها بالاتحاد الأوروبي، وهو ما أدى إلى تقديم تنازلات اقتصادية وسياسية هامة من أجل الالتحاق بالقطار الأوروبي ومنظمة التجارة العالمية، والانضواء تحت مظلة الأمن الأوروبي. وشدد قطاع واسع من المراقبين على إن خطة المجالات الأربعة (الاقتصاد والأمن والقضاء والعلوم) التي قدمتها موسكو من أجل الشراكة الاستراتيجية مع أوروبا مجرد أوهام روسية لا يمكن أن تتحقق حتى خلال السنوات العشرين المقبلة. هذا في الوقت الذي يتعامل فيه الاتحاد الأوروبي مع روسيا وفق المبدأ الأوروبي الجديد (أوروبا الواسعة-جيران جدد).
وبالعودة إلى الصحيفة الروسية، فقد امتنع الكرملين في البداية عن التعليق على تأجيل زيارة بوتين إلى لاهاي. غير أن تأكيدات بروكسل الرسمية بتأجيل الزيارة إلى منتصف كانون ثاني 2004، أرغمت موسكو الرسمية على الاعتراف بهذه الحقيقة، وإرجاع الأسباب من جهة أخرى إلى إنه من الأفضل أن معرفة أعضاء اللجنة الأوروبية من أجل إجراء المفاوضات مع جهات معروفة، الأمر الذي يسمح بدوره بإجراء حوار فعال للتحضير لمؤتمر القمة.