مراكش من أحمد نجيم: قال الأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسسة الفكر العربي، أن تزامن تنظيم مؤتمر المؤسسة الثالث حول موضوع "العرب بين ثقافة التغيير وتغيير الثقافة" مع متندى المستقبل بالمدينة حول موضوع الإصلاحات في العالم العربي بمدينة مراكش "محض صدفة"، وأمضى شارحا إن انعقاده بالمدينة المغربية دعوة من العاهل المغربي الملك محمد السادس و"لا أحد غيره" وأضاف "إننا لا نخضع لتبعية أي أحد ولا نجري خلف أي تيار"، وختم جوابه عن سؤال حول تزامن انعقاد المؤتمرين بالمغرب "لقد قررنا تنظيمه بمراكش قبل سنة من الآن". وأعلن رئيس المؤسسة أن الموضوع فرضه النقاش العربي حول التغيير وللإجابة على تساؤلات الشارع والمثقف العربي حول "هل التغيير في العالم العربي يأتي من الذات أم أنه يفرض عليها من الخارج"، كما شدد على أن إصلاح العالم العربي يجب أن يكون بمساهمة المثقفين العرب، موضحا ان المؤسسة، لبلوغ هذا الهدف، تكرس فكرة "المال في خدمة الفكر".
وانتقد الامير خالد الفيصل خلال ندوة صحافية بمراكش، تجاهل الإعلام العربي لمؤتمرات وأنشطة مؤسسة الفكر العربي قائلا "إن سامر الحي لا يطرب، ولو أن المؤسسة ظهرت في أميركا أو أوربا لوجدت أن كل الصحف تغطي أنشطتها باهتمام كبير" ليضيف "ما ينشأ داخل الأمة العربية لا يحضى بالاهتمام العربي إعلاميا" رغم المشاركة المكثفة للنخب العربية في كل المجالات.
وأوضح أن أشغال المؤتمر على تقتصر على العربي فقط بل تحاول إقامة علاقات مع العالم الآخر وإعطاء الصورة الحقيقية للإنسان العربي.
ونفى أن يكون مؤسسة الفكر العربي متخندقة في تيار سياسي معين وقال: "إننا نعتز كون المؤسسة متهمة" تارة من قبل اليسار وتارة أخرى من قبل اليمين بالتهميش. وفي موضوع ذي صلة عزا غياب المثقفين عن أنشطة المؤسسة إلى "أننا نفاجأ كل مرة باعتذارات "آخر لحظة" من يساريين او يمينيين، وشدد على أن لا تحيز للمؤسسة لليمين أو اليسار، وأضاف أنه لا يعارض مشاركة مثقفين يحرصون على الظهور بالمظهر اللائق"، لأن "هدفنا الأساسي خدمة أمتنا".
تجدر الإشارة إلى أن البطل العالمي هشام الكروج سيحظى خلال المؤتمر الثالث المنعقد ما بين اول ديسمبر (كانون الثاني) ديسمبر كانون الأول والرابع منه، بتكريم ضمن "خانة الرواد"، وحدد الأمير هذه العينة بالأشخاص الذين أبدعوا وحققوا أعمال كبيرة وأصبحت لهم مدرسة في العالم العربي، بالإضافة إلى الكروج سيكرم المؤتمر "مبدعا" و"موهوبا" من العالم العربي.
يشارك في المؤتمر الثالث قرابة ألف فاعل عربي من عالم السياسة والفكر والاقتصاد والمال والسياسة والإعلام، وتختار المؤسسة كل سنة موضوعا يستأثر باهتمام الشارع والمفكر العربي ب"عقلية علمية وثقافية بعيدا عن التهجم والانفعال والتخوين والتكفير".
وحسب رئيس المؤسسة فإن المؤتمر لا يخرج بتوصيات أو قرارات بل يقدم عصارة أفكاره إلى الحكومات العربية كي تضلع على آراء المثقف العربي.
أسست مؤسسة الفكر العربي في العام 2001 بعد أن فكرة بدأت تتبلور سنة. حددت أهدافه في "خدمة الفكر والنهوض بالأمة غن طريق الثقافة والمثقف". وهي "مبادرة تضامينة بين الفكر والمال"، إذ "يسخر المال العربي لخدمة الفكر العربي" حسب تصريحات رئيسها الأمير خالد الفيصل.
مؤسسة الفكر العربي، حسب رئيسها، مؤسسة غير حكومية وغير ربحية، وليس لها اتجاهات سياسية و"ساحة للمفكر العربي لتقديم أفكاره وتطلعاته وآرائه لخدمة النهضة العربية المنشودة". ويعتبر رأس مال المؤسسة وديعة من المساهمين ولا يحق للمؤسسة أن تستخدم رأس المال، وفي حال توقف أنشطتها ترجع الوديعة إلى أصحابها أو الورثة.
تقيم المؤسسة مؤتمرا سنويا في إحدى المدن العربية، ونظم أول مؤتمر بمدينة بيروت واستضافت القاهرة المؤتمر الثاني لينتقل المؤتمر الثالث إلى مدينة مراكش وسيخصص المؤتمر المقبل بدبي للإعلام وصورة العربي، كما ستظم ببيروت مؤسسات ومنظمات متخصصة بالترجمة.