فالح الحُمراني من موسكو: قررت المحكمة العليا في أوكرانيا اليوم إجراء دورة إنتخابات رئاسية ثانية، لاغية بذلك نتائج الانتخابات التي جرت في 21 نوفمبر الماضي،وتنافس فيها مرشح المعارضة المدعوم من الغرب فيكتور يوشينكو ورئيس الوزراء المدعوم من روسيا فيكتور يانكوفيتش.

ويقضي قرار المحكمة باعادة الاقتراع على المرشحين، وكانت المحكمة العليا قد عقدت الجلسة النهائية للبت في قضية تزوير الانتخابات التي رفعها ممثلو يوشنكو.

ويتهم زعيم المعارضة الموالي للغرب يوشنكو الحكومة بتزوير نتائج الانتخابات، وكان البرلمان الاوكرايني قد صوت الخميس على اقالة حكومة يانوفتش.

ويشترط الرئيس الاوكرايني الذي تشارف فترة ولايته على الانتهاء اقالة الحكومة باجراء جملة من التعديلات على الدستور ترمي الى تحويل النظام في الجمهرية السوفياتية سابقا نظاما برلمانيا، واعطاء دور قيادة دفة الامور في البلد الى رئيس الوزراء وسحب جزء من صلاحيات للرئيس.

وكان كوتشما قد دعا خلال اجتماعه مع الرئيس بوتين الخميس الى اجراء انتخابات رئاسية جديدة وإعادة الاقتراع المرشحين المتنافسين يوشنكو ويانكوفيتش. ورفضت المعارضة الاقتراح الذي دعمه بوتين ورفضه الرئيس البولندي المعبر عن وجهة نظر الغرب.

وعلى صعيد اخر، تبنى البرلمان الاوكراني قرار يقضي بسحب القوة العسكرية من العراق بسبب تفاقم الوضع هناك، مما ادى الى مشاركة الجنود الاوكرانيين في العمليات القتالية التي يعطي البرلمان موافقته عليها.

وصوت لصالح القرار 257 نائب، وطلب البرلمان من الرئيس ليونيد كوتشما سحب القوة الاوكرانية المرابطة على الحدود الايراينة وفي مدينة الكوت جنوب بغداد.

وكان كوتشما قد اعلن في سبتمبر الماضي ان اوكرانيا لاتعتزم الهروب من العراق، وعلى حد قوله فان القوة ستسحب من العراق حينما تستتب الاوضاع هناك، واضاف" يتوجب بناء البيت اولا" في اشارة الى اعادة اعمار العراق.

ويستبعد المراقبون ان ينشغل كوتشما في ظل الازمة السياسية الناشبة في اوكرنيا في المشكلة العراقية اضافة الى ان كوتشما لايرغب اثارة خلافات مع واشنطن، لانه يدرك بان ادارة الرئيس جورج بوش لن تقبل بمثل هذا القراروثمة احتمال قوى بان الرئيس كوتشما الذي تشارف فترة ولايته على الانتهاء سيترك الموضوع لخليفته القادم.

ويرابط في العراق حاليا 1600 عسكري اوكرايني وزهاء 2000 قطعة حربية، وبدات القوات الاوكرانية باداء مهمتها في العراق في اغسطس 2003 ولقى 9 مصرعهم وجرح 25 من القوات الاوكرانية خلال تلك الفترة
في غضون ذلك أصدر مجلس النواب (الدوما) الروسي في اجتماعه في يوم الجمعة بيانا حول الوضع في اوكرانيا.

ويؤكد النواب الروس في البيان الصادر تحت عنوان " حول محاولات التدخل الخارجي الهدام في تطور الوضع في اوكرانيا" على قلقهم البالغ بصدد تطور الوضع السياسي والاجتماعي في هذه البلاد. وألقى مجلس الدوما جزءا من المسؤولية عما يجري هناك على المنظمات الاوروبية. وجاء في البيان" يراقب نواب مجلس الدوما بجزع متزايد نشاط عدد من ممثلي الاتحاد الاوروبي ، وبضمن ذلك ممثلي البرلمان الاوروبي وهيئات منظمة الامن والتعاون الاوروبي، الذي لا يساعد على استقرار الوضع في اوكرانيا". ويعلن النواب "ان ذلك الموقف الوحيد الجانب يحث في الواقع قسما من السكان ذوي الاتجاه الراديكالي في اوكرانيا على القيام بأفعال خطرة ، الامر الذي يهدد بحدوث اضطرابات جماعية والفوضى وانقسام البلاد". واشار بيان مجلس الدوما الى ان القوى الخارجية التي تحاول ممارسة التأثير الهدام على تطور الوضع في اوكرانيا تتحمل " مسؤولية مباشرة عن خروج الوضع من اطار المجال القانوني".

ويشار في البيان الى " ان تركيز المعارضة على اساليب " ديمقراطية الشوارع" واطالة امد الأزمة المتعلقة بأنتخابات الرئاسة الاوكرانية تخلق الممهدات لتحول المواجهة السياسية الى طور أكثر حدة".