اعتدال سلامه من برلين: قبل فترة قصيرة من عقد المحكمة الإدارية الاتحادية في ألمانيا جلستها، ومن المحتمل رفعها الحظر الذي فرضته على "اتحاد الأقصى" ومقره مدينة آخن مطلع شهر تموز( يوليو) العام الماضي لأن المعلومات المتوفرة لديها غير وافية لاثبات تورطه في حملات تبرع لتمويل عمليات انتحارية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يجهد وزير الداخلية الألماني أوتو شيلي للعثور على براهين تؤكد التهم. وأوكل الوزير أحد المحامين المرموقين في مدينة كولونيا من أجل جمع معلومات تعطل الخطوة القضائية المتوقعة.
وحسب المعلومات التي وضعها المحامي أمام المحكمة، يتربع رئيس اتحاد الأقصى محمود عمر على قائمة الأشخاص اللذين تربطهم صلة وثيقة بمنفذين في حركة حماس. وعبره تم دمج اتحاد الأقصى بحماس ويقتطع جزء كبير من التبرعات الإنسانية التي يجمعها ويرسلها إلى المناطق الفلسطينية لتمويل عمليات استشهادية أو تجنيد عناصر للقيام بعمليات استشهادية جديدة ومساندة عائلاتهم.
ومن أجل البرهنة على كل هذه التهم يتوفر لدى السلطات الأمنية الألمانية حسب قول مسؤول رسمي محضر عن مكالمة هاتفية جرت في شهر نيسان( أبريل) عام 2002 بين محمود عمر من آخن وكادر مهم في حركة حماس يحمل اسم أبو سمرا، تقول إسرائيل بأنه المشرف على عمليات صرف ما يصل إلى صندوق حماس من تبرعات من الخارج ، طلب منه مساعدة مالية لإزالة الأنقاض في مكان ما بالقول:" أرسل لنا عونا إذا كان ذلك ممكن، فهناك أناس قتلوا، والقتلى كانوا قد وضعوا حول أجسامهم أحزمة ناسفة" . ووافق عمر على إرسال المساعدة وسأل عما يمكن القيام به.
بينما دافع محمود عمر أمام المحكمة عن نفسه بالقول بأن أنشطة " اتحاد الأقصى" إنسانية ولا علاقة له بأي أعمال سياسية أو مقاومة.
واعترض المجلس الإسلامي الأعلى على تزايد حملات التفتيش المتزايدة للمساجد في ألمانيا، وقال رئيسه نديم إلياس منذ عملية الحادي عشر من أيلول( سبتمبر) قامت سلطات الأمن الألمانية بسبعين عملية اقتحام للجوامع وأكثر من 1400 تفتيش لمكاتب ومنازل مسلمين، وكلها كانت بدون نتيجة. لكن الأذى الذي لحق بسمعة المساجد وما ترتب عن ذلك من تغيير لرأي سكان المنازل المحيطة بها لا يصلح ولا يعوض.
وطالب إلياس الديانات الأخرى في ألمانيا بالمزيد من التضامن مع الجالية المسلمة وقال:" كيف سيتفاعل المجتمع الألماني عند اقتحام الشرطة لكنيس يهودي وتفتيشه بهذا الشكل؟ لنا علاقة جيدة مع الكنائس والجمعيات الدينية، لكنها أصبحت الآن متشككة وتقول ماذا لو أن التهم التي تسمع عن المسلمين حقيقية؟.