خديجة العامودي من الرباط: أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس أن إيجاد حل سياسي نهائي ومتفق عليه لقضية الصحراء الغربية "سيظل أسبقية الأسبقيات" بالنسبة للمغرب.

وأضاف أن المغرب "لن يدخر جهدا مع الأمم المتحدة والدول المجاورة، وغيرها من شركاء المغرب من أجل بلوغ ذلك، عبر تمكين أقاليمنا الصحراوية، من اختصاصات واسعة للتدبير الديمقراطي لشؤونها ، في إطار احترام سيادة المملكة، ووحدتها الترابية والوطنية، ومقدساتها وثوابتها".

وأوضح العاهل المغربي في خطاب ألقاه عبر الإذاعة والتلفزيون اليوم بمناسبة الذكرى الخامسة لتربعه على العرش أن "هذا الحل السياسي الذي يندرج ضمن منظور جيو استراتيجي واقتصادي كفيل بتمكين المنطقة الجنوبية للمغرب من أن تستعيد دورها التاريخي، بصفتها فضاء حيويا للمبادلات الاقتصادية والعلاقات الإنسانية".

وأكد العاهل المغربي"العزم الصادق للمغرب على إعطاء علاقاته مع دول الجوار انطلاقة جديدة لاسيما مع الجزائر الشقيقة وذلك بتفعيلها وتنقية أجوائها تجسيدا لطموح شعبينا إلى بناء مستقبل يطبعه التضامن والإخاء"، مشيرا إلى "الإرادة الثابتة للمغرب في الرقي بمستوى العلاقات المتميزة مع موريتانيا الشقيقة وفي مواصلة العمل بالتشاور مع تونس وليبيا الشقيقتين، لتفعيل بناء الاتحاد المغاربي في إطار من الوضوح والالتزام والمصالح المشتركة".

وفي سياق آخر، دعا العاهل المغربي إلى "تقوية الهيئات السياسية، وإعادة الاعتبار للعمل الحزبي الجاد لانبثاق مشهد سياسي قائم على أقطاب قوية، متمايزة في رؤاها الواضحة".

كما دعا إلى الانكباب في إطار التشاور على إعداد قانون للأحزاب السياسية من شأنه أن يؤهلها "للقيام بدورها الدستوري في مجال تمثيل وتأطير المواطنين، وتأهيل نخب للمشاركة الديمقراطية، وخدمة الصالح العام".
وقال العاهل المغربي في السياق نفسه "هل سننتظر عشية الاستحقاق الانتخابي لعام 2007 للبحث عن تراضي صوري ومرتجل من شأنه أن يكرس بلقنة الخريطة السياسية"، وأضاف أنه "يتعين على الأحزاب أيضا أن تكون صلة وصل قوية بين الدولة والمواطن في تكامل مع تشجيع المبادرات الميدانية للمجتمع المدني، ودعا في السياق نفسه الطبقة السياسية إلى تحمل مسؤوليتها في جعل انتخابات2007 تشكل منعطفا هاما لإعطاء دفعة قوية ونوعية، للمسار الديمقراطي، وبروز فضاء سياسي جديد، يتسم بأغلبية متماسكة، ومعارضة بناءة، تتنافسان وتتناوبان، بحسب نتائج الاقتراع، على حسن تدبير الشأن العام، من خلال نخب متجاوبة مع عصرها، لا تختزل نفسها في اليمين أو اليسار، وإنما تجعل من الحكم القويم، المحك الحقيقي، لممارسة العمل السياسي، بمفهومه النبيل".

وقال في هذا الصدد " نحن عازمون على مواصلة الإصلاحات الأساسية للمشهد الإعلامي الوطني وندعو الحكومة إلى العمل على انبثاق مؤسسات إعلامية مهنية، حرة ومسؤولة وتمكين قطاع الصحافة المكتوبة، بتشاور وتعاقد مع مختلف الفاعلين، من هيئة مهنية تمثيلية، تسهر على تنظيمه وضبطه، قانونيا وأخلاقيا، وتحصينه من الممارسات المخلة بنبل رسالته".

وفي سياق آخر،أعلن العاهل المغربي عن قرار تنصيب المؤسسة الدستورية للمجلس الأعلى للتعليم، ليتولى في تركيبة تجمع بين التمثيلية والتخصص المهام المنوطة به، كقوة اقتراحية وتقويمية قارة ومتجردة للإصلاح العميق والمستمر لمنظومة التعليم.