يقدرون بـ700 ألف ويسعون للاعتراف
اتهامات للقاهرة بانتهاك حقوق الشيعة

نبيل شـرف الدين من القاهرة: قال حسام بهجت مدير منظمة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إن "هناك انتهاكات متكررة لحقوق الشيعة في مصر منذ عام 1988 وإن شيعيا مازال رهن الاعتقال منذ مداهمة منزله في آذار (مارس) الماضي"، مشيراً إلى أن "انتهاكات حقوق الشيعة ليست حالات معزولة".

وأضاف الناشط الحقوقي قائلاً إن "حملات الاعتقال شملت 124 شيعيا على الاقل ووقعت في الاعوام 1988 و1989 و1996 و2002 ونهاية 2003 وأوائل 2004".

ولا توجد على نحو قاطع ثمة إحصائية تقدر عدد الشيعة في مصر التي تدين رسميا بمذهب الإمام أبو حنيفة النعمان السني، الا ان بعض المصادر البحثية تقدر عددهم بمئات الالاف يمارسون طقوسهم الدينية عادة بعيدا عن الاضواء، ويتعرضون للملاحقات الأمنية والقضائية بين الحين والآخر.

ومضى بهجت قائلاً "وجدنا أدلة تثبت وجود نمطا متكررا لانتهاك حقوق الشيعة، لكن لم نجد أدلة تثبت وجود قرار سياسي باضطهادهم"، غير أنه استدرك موضحاً "أن الحكومة مسؤولة. ومكتب النائب العام مسؤول. ووزارة الداخلية وأعضاء البرلمان وأعضاء المجلس القومي لحقوق الانسان كل هؤلاء الذين لا يعملون طبقا لمسؤولياتهم القانونية في مجال تحقيق الانتهاكات وتحقيق كل شكوى خطيرة مسؤولون" على حد تعبيره.

وكانت أجهزة الأمن المصرية قد ألقت القبض منذ شهور على عدد من الشيعة بعد ان داهمت منازلهم في مدينة رأس غارب علي ساحل البحر الاحمر، وحققت معهم بتهم تتعلق بتلقي اموال من الخارج وتهديد السلام والامن الاجتماعيين والسعي إلى قلب نظام الحكم في البلاد"، وقالت مصادر قضائية مصرية إن القضية بدأت حينما تنبهت أجهزة الامن تنبهت إلى وجود المجموعة بعد خلاف بين شقيقين كان احدهما يسجد عند الصلاة علي "تربة حسينية" كعادة الشيعة، بينما رفض الاخ الاخر الذي ينتمي للتيار السلفي ذلك، وهو ما أدى إلى نزاع بينهما اثار انتباه قوات الامن.

وسبق أن شنت أجهزة الامن المصرية حملات مماثلة خلال السنوات الماضية ضد المجموعات الشعية كان اخرها العام الماضي حين اعتقلت بعض الاشخاص في محافظة الشرقية شرق القاهرة.

ووفقاً لتقرير الحريات الدينية الذي تصدره الخارجية الأميركية فإن عدد الشيعة في مصر يقدر بحوالي 1% من إجمالي السكان المصريين، البالغ عددهم 70 مليوناً، أي ما يقرب من 700 ألف شيعي، وكذلك ما يدور خلف خلف الكواليس بين مصر وإيران حالياً من محادثات، يمكن أن تسفر في النهاية عن عودة العلاقات بين البلدين التي قطعت منذ قيام الثورة الإسلامية بقيادة آية الله الخوميني، قبل نحو ربع قرن مضى.