نصر المجالي من لندن: واصل جهاز مكافحة الإرهاب التابع لشرطة سكوتلانديارد البريطانية اليوم تحقيقاته مع من أطلق عليهم اسم عصابة ألـ 12 الذين اعتقولوا خلال عمليات دهم الليلة الماضية في مناطق متعددة في بريطانيا بتهمة تورطهم في الانتساب لجماعات إرهابية متشددة، ذات صلات مع شبكة (القاعدة) الإرهابية التي يتزعمها المنشق السعودي أسامة بن لادن.

وقالت الشرطة البريطانية أن الرجال المعتقلين تتراوح أعمارهم ما بين ألـ 19 و32 عاما وهم من أصل آسيوي أو شرق أوسطي، وتجري التحقيقات معهم في مقر شرطة سكوتلانديارد في منطقة بادينغتون ذات الحراسة العالية أمنيا في غربي العاصمة لندن.

والاعتقالات، جاءت نتيجة حملة شنتها الشرطة البريطانية في كل من مناطق ومدن بلاكبيرن ولانكشير وواتفورد ولوتون ومنطقة ويلزدين غرين في شمال العاصمة لندن وويمبلي وهي في الشمال أيضا، وسادبري في غربي العاصمة وكذلك منطقة بادنغتون في قلب العاصمة. وهذه المناطق على ما يعرف يعيش فيها نسبة كبيرة من الآسيويين والشرق أوسطيين.

وقالت مصادر الشرطة البريطانية اليوم أن حملة الإعتقالات التي شملت ألـ 12 شخصا مرتبطة باعتقال محمد نعيم خان الذي اعتقلته السلطات الباكستانية في الأسبوع الماضي، وهو خبير في مهمات الكمبيوتر، وقالت المعلومات أنه زار بريطانيا ست مرات في وقت سابق.

وكانت معلومات نشرتها وكالات الأنباء قالت أن خططا لتنفيذ عمليا إرهابية وجدت على جهاز الكمبيوتر الخاص بنعيم خان لحظة اعتقاله، حيث كان مسؤولون أميركيون أكدوا يوم الاثنين الماضي أن مصدر الاستخبارات حول التهديدات الأمنية في واشنطن ونيويورك يعود بصفة رئيسية إلى الباكستاني، محمد نعيم نور خان (25 عاما)، وهو مهندس كمبيوتر اعتقلته الاستخبارات الباكستانية في 13 يوليو (تموز) الماضي. ويعتقد مسؤولون أن خان ربما يكون مسؤولا عن اتصالات تنظيم القاعدة عبر الرسائل الإلكترونية.

وفيما أكدت باكستان ضلوع معتقل في الكشف عن تفاصيل هجمات إرهابية محتملة ضد الولايات المتحدة، إلا أنها لم تحدد هويته، بسبب استخدامه لأسماء متعددة في الماضي.

وكان وزير الإعلام الباكستاني، شيخ رشيد أحمد، قال إن المعتقل التنزاني، أحمد خلفان غيلاني، الذي تم ضبطه الأسبوع الماضي في باكستان لتورطه في التفجيرات ضد سفارتي الولايات المتحدة في شرق أفريقيا عام 1998 ، قدم أيضا "معلومات مهمة للغاية."

وذكر مسؤول باكستاني استخباراتي بارز إن السلطات اعتقلت سبعة عناصر أخرى مشتبهة بالانتماء لتنظيم القاعدة، وذلك في أعقاب اعتقال غيلاني. وتم ضبط أحد العناصر السبعة صباح الاثنين الماضي، أثناء محاولته مغادرة البلاد.

وفي الولايات المتحدة ، حث وزير الأمن الداخلي، توم ريدج، الأميركيين على ممارسة نشاطهم المعتاد، رغم أن الإرهابيين - على حد تعبيره - يرغبون "بتدمير الاقتصاد الأميركي."، وقال ريدج إن رفع مستوى التأهب الأمني إلى اللون البرتقالي (مرتفع جدا) لا يعني أن هناك تهديدا وشيكا، مشيرا إلى أن تعزيز حالة التأهب سيجعل المؤسسات أكثر أمنا، والموطنين أكثر وعيا.

وكان ريدج قد رفع الأحد حالة التأهب الأمني من اللون "الأصفر" - مرتفع - إلى اللون "البرتقالي" - مرتفع جدا، في منطقة المؤسسات المالية في مدينة نيويورك، بالإضافة إلى شمال نيوجرسي وواشنطن، مع بقاء حالة التأهب الأمني في بقية المناطق الأميركية عند اللون "الأصفر". وأشار ريدج إلى "معلومات مزعجة ومحددة حول المواقع التي يرغب تنظيم القاعدة استهدافها."

والأهداف المحتملة للتنظيم كما أعلنت المصادر الأمنية الأميركية هي: صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، والمنطقة المالية في نيوجرسي ومبنى مجموعة "سيتي غروب" المصرفية، وبورصة نيويورك.

وختاما، فإنه رغم حملة الاعتقالات، فإن مصدرا حكوميا من وزارة الداخلية البريطانية حاول التخفيف من ما قد تتعرض له الأراضي البريطانية من عمليات غرهابية، لكنه نصح جميع المواطنين بضرورة توخي الحذر واتخاذ أعلى درجات الحيطة والتأهب.