أسامة العيسة من القدس: أكد الشيخ عكرمة سعيد صبري مفتي الديار الفلسطينية أنه لم يتجاهل تجار الأسمنت في فتواه بتحريم العمل في الجدار الفاصل وقال إن فتواه حرمت العمل في الجدار على المقاولين والعمال والشركات وأصحاب السيارات وتجار مواد البناء والباطون والأسلاك وأصحاب الكسارات، وكل ما يتصل بهذا الجدار العنصري الظالم.

وقال الشيخ عكرمة في حديث أدلى به لـ "إيلاف" إن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة باستهداف المسجد الأقصى تختلف عن سابقاتها بأنها صدرت من مسؤول رسمي في الحكومة الإسرائيلية مع قناعته بان المتطرفين اليهود لا يستطيعون تنفيذ مخططهم الإجرامي إلا بمساعدة الدولة وعلمها المسبق.
وكانت إحدى كبريات الصحف العبرية قد خرجت في الأسبوع الماضي بعنوان بارز لافت على صفحتها الأولى يقول "الأقصى في خطر" وهو الشعار الذي طالما رفعه فلسطينيون وعرب طوال سنوات، يحذر على السنة مسؤولين كبار في إسرائيل من مخططات تستهدف الحرم القدسي، وفي مثل هذه المواقف يجد الشيخ عكرمة نفسه في مقدمة المحذرين من استهداف الأقصى ويرفع صوته عاليا مستنكرا وداعيا ومطالبا، ويتكرر نفس الأمر كل ما لاح في الأفق خطر جديد يحيق بالأقصى، ولكن الشيخ عكرمة يعتقد أن التحذيرات الإسرائيلية الأخيرة جادة وان الأقصى مستهدف اكثر من أي وقت مضى.
عن هذا الموضوع وغيره التقت "إيلاف" الشيخ عكرمة وكان هذا الحوار:

*حذرتم بشدة من المساس بالحرم القدسي الشريف، بعد التهديدات الإسرائيلية الأخيرة باستهدافه، في رأيكم، بماذا تختلف هذه التهديدات عن سابقاتها؟.
- تختلف هذه التهديدات عن سابقاتها بأنها صدرت من مسؤول رسمي في الحكومة الإسرائيلية مع قناعتنا بان المتطرفين اليهود لا يستطيعون تنفيذ مخططهم الإجرامي إلا بمساعدة الدولة وعلمها المسبق. ونطرح الأسئلة التالية: من الذي يملك الطائرة؟ ومن الذي يملك المتفجرات ثم أن إسرائيل ترصد الطائرات من خلال رادارات فلا بد من اكتشاف أي جسم غريب يظهر في سماء القدس. وعليه فإننا نحمل السلطات الإسرائيلية المحتلة المسؤولية الكاملة عن أي خطر يلحق بالأقصى المبارك. من هنا كانت هذه التهديدات تختلف عن سابقاتها وأنها تمثل خطرا حقيقيا للأقصى.
* كيف يمكن مواجهة هذه التهديدات؟ وما هو المطلوب فلسطينيا وعربيا وإسلاميا وعالميا في هذا الشان؟
-لا بد من العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وهذا هو الواجب على جميع العرب والمسلمين. أما بالنسبة لأهل بيت المقدس واكناف بيت المقدس فانهم في رباط وهم يقدمون إمكاناتهم لحماية الأقصى، وسبق أن قدموا الشهداء تلو الشهداء للدفاع عن الأقصى. وهذا لا يعفي العرب والمسلمين من المسؤولية.
*أصدرتم فتوى بتحريم العمل في الجدار الفاصل وانتقدكم البعض لأنكم تجاهلتم تجار الأسمنت قبل أن تصدروا فتوى شملتهم، هل ترى صحة لهذا الانتقاد؟
-لم أتجاهل تجار الأسمنت، وان الانتقاد ليس في محله، بل هو ظلم وافتراء، فقد قلت في الفتوى ما يأتي "...ويحرم العمل فيه على المقاولين والعمال والشركات وأصحاب السيارات وتجار مواد البناء والباطون والأسلاك وأصحاب الكسارات، وكل ما يتصل بهذا الجدار العنصري الظالم..." أليس تجار مواد البناء والباطون يشملون تجار الأسمنت؟ والذي يبدو أن الذين ينتقدون لم يقرأوا الفتوى أو انه تحامل كعادة الناس.
*هل تعتقد بجدوى هذه الفتاوى وفتاوى أخرى صدرت عنكم مثل تحريم بيع الأرض لغير المسلمين؟
-إن من واجبنا إصدار الفتاوى الشرعية، ولا ننتظر الجدوى منها، فالله عز وجل قال للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في سورة البقرة "ليس عليكم هداهم، ولكن الله يهدي من يشاء" الآية 272. ويقول في سورة آل عمران "...فإنما عليك البلاغ. والله بصير بالعباد" الآية 20. وفي سورة المائدة "...فان توليتم فاعلموا إنما على رسولنا البلاغ المبين" الآية 92. وفي السورة نفسها "ما على الرسول آلا البلاغ" الآية 99. وهناك عشرات الآيات الكريمة في هذا المعنى.
*هل اتصلتم برجال دين يهود، لتجنيدهم من اجل حملتكم لعدم استهداف الأقصى، وهل هنالك من هؤلاء الحاخامات من يقف مع الحق الفلسطيني؟
-لم يحصل ذلك، والله سبحانه وتعالى يقول في سورة العنكبوت "ولا تجادلو أهل الكتاب إلا بالتي هي احسن إلا الذين ظلموا منهم" الآية 46. وهم ظلمة فلا مجال لمناقشتهم أو مجالستهم استنادا للاستثناء المنصوص عليه في هذه الآية الكريمة، حتى يتوقفوا عن ظلمهم وحتى يزول الاحتلال.
*أعلن عدد من الأجانب إسلامهم أمامك مؤخرا، هل هناك سبب معين لاختيار سماحتكم لإعلان إسلامهم أمامه؟
-انهم يحرصون ان يعلنوا إسلامهم في المسجد الأقصى المبارك وأمام أعلى مرجعية دينية في فلسطين، ونحن إذ نحمد الله على ذلك.
*أعلن عدد من اليهود إسلامهم أمامك، في رأيك ما سبب إقدام هؤلاء على الدخول في الإسلام، وهل تتابعونهم بعد إسلامهم؟
-لم يسلم من اليهود خلال عشر سنوات إلا ثلاثة أشخاص، ولا نعرف السبب الحقيقي للإسلام، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لإسامة بن زيد: هلا شققت على قلبه؟ فنحن لنا الظاهر والله يتولى السرائر، وهذا لا يمنع أن نأخذ حذرنا ممن يسلمون بحيث لا نمكنهم من استلام مراكز مهمة وحساسة في الدولة.