ريما زهار من بيروت: يعتبر رئيس الجمهورية الاسبق الشيخ امين الجميل بان الحياة السياسية اللبنانية خلال هذه الفترة من الاستعداد للانتخابات الرئاسية، تمر بمرحلة اشبه بالمأساوية ،أوالمهزلة وهو يتساءل هل على اللبناني ان يضحك على الواقع الذي يعيشه وان يبكي حظه في الحياة لانه يبقى مهمشاً وبعيداً عن الاخذ برأيه، ويبقى القرار بايدي غيره اذ تهيمن الارادة السورية دون منازع على اكثر من 50 بالمئة من النواب دون ذكر حلفائها المقربين.
وان لم يكن الرئيس الجميل مرشحاً لسدة رئاسة الجمهورية يبقى له رأيه وتبقى له وجهة نظر في هذا الاستحقاق، فهو أكد ويؤكد ان لبنان لا زال تحت سيطرة الآخرين وضحية المصالح الاستراتيجية الخارجية التي تحاول ان تقوّض اسس كيانه ومقومات وجوده كبلد حر ومستقل، غير عابئة بارادة واختيار اللبنانيين انفسهم لذا اتخذ لنفسه موقف المقاوم السياسي فلا تفهم المعارضة الحقة الا من خلال تطبيق منهجية ديموقراطية لا تزال مفقودة، ويتساءل الجميل:"هل يمكن التكلم عن الديموقراطية والمعارضة عندما يبقى اكثر من نصف ممثلي الشعب اوامره من الخارج؟ ولا يمنعنا هذا الواقع المؤسف من متابعة جهودنا لتغيير ما يمكن تغييره آملين دوماً بغد أفضل واني شخصياُ من اتباع المفكر التونسي ألبير كامو الذي يقول:"انا اقاوم فإذاً انا موجود."
وسنبقى في موقف الصامدين والعاملين والمحاورين لاننا نأمل ان تعيش المنطقة في المستقبل القريب وكذلك لبنان نوعاً من الاستقرار والهدوء والحرية.
سياسة جامعة وعملية
يقول الجميل ان لبنان يعيش بلا شك تحت سيطرة خارجية ضاغطة ولكن يلقى هذا الواقع نوعاً من المجابهة العالمية التي تحيي الامل بالمستقبل وبخاصة بعد أحداث 11 ايلول(سبتمبر) وغزو العراق، ويعاد الآن تخطيط المنطقة باجمعها وهذا ما يساعد المقاومة السياسية اللبنانية من الخروج من عزلتها وهذا دليل امل، بدت ملامحه بعد سقوط جدار برلين وتفكك الامبراطورية السوفياتية هذه هي مسيرة التاريخ ولا تشذ القارة الاوروبية عن اميركا للضغط على الجميع لتطبيق النظم الديموقراطية والحفاظ على الحريات العامة حتى وان لجأت في بعض الاحيان الى القوة العسكرية.
ويتساءل الرئيس الجميل:"من كان يفكر ان اليمن ستتحول الى المعسكر الاميركي؟ ومن كان ينتظر هذا التحول العجيب من ليبيا والقذافي؟ ومن كان يحلم باي تغيير في العراق؟
ويرى الجميل مستقبل لبنان من خلال هذا التغيير الذي سيشمل المنطقة بأكملها وعلى رئيس الجمهورية العتيد ان يتكيف مع هذا الواقع وعلى سورية كذلك ان تظهر حسن النية واستعدادها للتغيير انطلاقاً مع تصرفها مع لبنان والتعاطي معه على مستوى الند للند دون ضغط او اكراه او تبعية.
ويعتبر الرئيس الاسبق امين الجميل ان حسن نية سورية يعتمد على النقاط الثلاث التالية:
1-انتخاب رئيس جمهورية جديد يمثل ويرضي الفئات اللبنانية جميعاً ويجسد تطلعات واماني كل اللبنانيين
2-المساعدة على تشريع قانون انتخابي برلماني جديد يحقق رغبة اللبنانيين في تطبيق الديموقراطية والعدالة والحريات العامة.
3-اجراء انتخابات نيابية بعيداً عن اي تدخل خارجي لإيجاد مجلس نيابي يمثل حقاً كل اللبنانيين.
ولا يخفي الرئيس الجميل بانه عرض افكاره هذه امام اصدقائه الاميركيين والاوروبيين الذين ايدوها وانه لا يزال يعمل على تحقيقها.
وستتيح هذه العلاقات المتكافئة بين لبنان وسورية في خلق جو من التفاهم المتبادل يلقي بظله وبتأثيره على بقية البلاد المجاورة التي هي ايضاً بحاجة الى علاقات متوازنة وايجابية ويمثل لبنان في هذا المجال نموذجاً يحتذى في تعايش فئاته وطوائفه المختلفة، وبالفعل جاءت منذ فترة وجيزة الى لبنان بعثة من الحقوقيين العراقيين والاميركيين لدراسة بعض القوانين التي يمكن ان ترشدهم في وضع الدستور العراقي الجديد ويبقى منهجنا السياسي رغم كل الازمات التي عاشها مرجعاً للبلاد المجتمعة فئات دينية واثنية متباينة.
غصن ومايلا
ولدى سؤاله :"من يستطيع من المرشحين الى الرئاسة القيام بهذا العمل؟ يجيب:"الحقيقة هناك شخصيات عدة تتمتع بالمواصفات المطلوبة للرئاسة واذا ما سئل هل انت منهم يجيب:"كلا فانا لست مرشحاً ويتمتع الذين ترشحوا الى المنصب بكل المؤهلات والساحة اللبنانية لا تخلو منهم، واذا لم يتم الاتفاق على واحد منهم بالامكان عندئذ الاستعانة بشخصيات تعيش في الخارج واثبتت نجاحها وتفوقها مثل كارلوس غصن المدير العام لشركة نيسان او جوزف مايلا عميد المعهد الكاثوليكي في باريس.
مخاطر التمديد
ويعتقد الرئيس امين الجميل بان التمديد او التجديد لرئيس الجمهورية الحالي العماد اميل لحود سيكون خياراً سورياً ولن يستطيع اتمام ولايته الجديدة اذ سينفجر الوضع نتيجة ازمة خانقة سياسية واقتصادية. واظهر التاريخ صحة هذه الرؤيا فقد مدد للرئيس بشارة خليل الخوري وكانت النتيجة ثورة شعبية عارمة اطاحت به العام 1952 وهذا ما ينتظر الرئيس لحود.