تحت شعار "ساهم معنا في تحقيق أمن المجتمع"
حملة دعائية إماراتية مكثفة تحسبا لخطر الإرهاب

بهاء حمزة من دبي: رغم أن دولة الإمارات العربية المتحدة تخلو تقريبا من المشاكل الإرهابية التي تعرض لها عدد من بلدان الخليج كما أنها تخلو من الجماعات المتشددة سواء المنظمة أو الخارجة على القانون إلا أن من يسير في شوارع الإمارات يظن انه في بلد على خط النيران الأول مع الإرهاب وذلك بسبب الحملات الأمنية الدعائية المكثفة التي تحث في مجملها المقيمين في الدولة على التعاون مع الشرطة والإبلاغ عن أي شيء يراه الشخص مثيرا للشكوك. والملفت أن الحملة الدعائية الحالية تطمئن الأشخاص بان ما سيقولونه سيكون سريا تماما و"لن يعلم احد انك أبلغت الشرطة بأي شيء".

الملفت أن الإمارات التي تشهد هذه الأيام اكبر حملة دعائية أمنية ليس في تاريخها فقط وإنما ربما تكون الأكثر كثافة في دول الخليج وتمتد من اللوحات الإعلانية في الشوارع والمطارات إلى كروت الهاتف المدفوعة مقدما لم تشهد حتى الآن رغم وجودها في بؤرة المنطقة المصابة بالإرهاب أي حوادث أمنية من العيار الثقيل أي تلك التي ترفع حالة الطوارئ في أجهزة الشرطة. قبل أن الدولة لم يرتبط اسمها بأي مشكلة أمنية دولية على غرار ما حدث لدول عديدة أخرى خليجية وعربية خرج منها قادة للإرهاب من أول أسامة بن لادن حتى أبو مصعب وغيرهما، وحتى الشاب الذي قيل انه ضمن المجموعة الانتحارية التي ارتكبت عمليات 11 سبتمبر مروان الشحي ثبت لاحقا انه تورط في الأمر بشكل فردي متأثرا بفكر زملائه باقي أعضاء المجموعة خلال دراستهم جميعا في الولايات المتحدة.. كما أن المرة الثانية التي ظهر فيها اسم الإمارات في مشكلة إرهابية دولية كانت بالصدفة حينما أعلنت الخارجية الأميركية أن شخصا من سري لانكا مقيم في دبي اسمه سيد إبراهيم البخاري متورط في بيع أسرار عالم الذرة الباكستاني عبد القدير خان إلى إيران وليبيا، وحتى هذه المرة لم تكن المشكلة في خلل النظام الأمني في الإمارات بقدر ما كانت إفرازا عاديا لنظام الاقتصاد الحر الذي تلتزم به الإمارات قابل للحدوث في أي دولة غربية.

احد المصادر الأمنية في الإمارات برر لـ "إيلاف" ازدياد الهاجس الأمني في الدولة بقوله إن المسؤولين لا يريدون الانتظار حتى تحدث كارثة ثم نبدأ التحرك مثل ما حدث في دول أخرى عديدة إقليمية ودولية تعاملت مع الموضوع باستهتار في البداية وحينما حاولت السيطرة عليه تبين انه خرج عن نطاق وقدرة الأجهزة الأمنية وتحول إلى ظاهرة تحتاج إلى سنوات من العمل الدؤوب. وأضاف المصدر أن سمعة الإمارات الأمنية الجيدة عالميا وكذلك سمعتها السياحية التي جعلتها واحدة من ابرز مناطق الجذب السياحي في المنطقة هما اللتان فرضتا هذا الاستنفار المسبق لأي مشكلة "لان الخسارة من حدوث كارثة أمنية إذا وقعت ستكون فادحة وقد لا يكون في مقدور احد إيقاف النزيف المترتب عليها".

الجدير بالذكر أن الحملة الحالية تحمل شعار "ساهم معنا في تحقيق امن المجتمع" وهي موجهة باللغتين العربية والإنجليزية لمخاطبة الأعداد الهائلة من الأجانب المقيمين في الإمارات خاصة الجاليتين الهندية والباكستانية. وتحت الشعار المكتوب باللون الأحمر هناك سؤال يقول "هل تود أن تساهم من اجل مجتمع أكثر أمانا.. هل لديك أي ملاحظة أمنية ترغب في تمريرها وبسرية كاملة؟ اتصل بالأمين (وهو الاسم المختار للادارة المعنية بالحملة) الآن".وتحمل اللوحات الإعلانية أيضا كلمات أخرى لزيادة طمأنة الراغبين في الاتصال منها "سرية..مباشرة.. آمنة..24 ساعة". ويلفت في اللوحات الاعلانية أن الجهة المشرفة عليها هي الإدارة العامة لأمن الدولة مباشرة الأمر الذي يعكس درجة الاهتمام الفائقة التي توليها الدولة لهذه الحملة والنتائج التي تعول عليها منها.يذكر أيضا أن الإمارات شهدت في الفترة الماضية عددا من الدورات التدريبية في مجالات الأمن ومواجهة الإرهاب شارك فيها أفراد الشرطة والعاملين في عدد من المؤسسات العامة بالدولة.