أحمد عبدالعزيز من موسكو: ذكرت تقارير روسية أن شركات يابانية ساعدت بيونج يانج عام 1993 في شراء 12 غواصة من طراز "فوكس تروت" و"جولف-2" المصممتين وفقا لقواعد حلف شمال الأطلسي. وعلى الرغم من أن هذه الغواصات كانت قد سحبت من الخدمة، إلا إنه تم الحفاظ على منظومة القيادة الإلكترونية فيها. ولحسن حظ كوريا الشمالية تم الإبقاء أيضا على كبائن إطلاق الصواريخ ومنظومة التوازن. والمهم في هذا الأمر هو أن بيونج يانج كان من الممكن ألا تنتج مثل هذه الصواريخ إذا لم تكن بالفعل عازمة على تحميلها بأسلحة الدمار الشامل، وبالذات الرؤوس النووية، وفقا لما أكدته المصادر الأميركية. وتواصل المصادر تأكيداتها بأن الوضع في غاية الصعوبة والتعقيد، إذ أن كوريا الشمالية الفقيرة والمعدمة تحاول بيع هذه التقنيات لدولة أخرى.

من جهة أخرى، وفي معرض نفيه للاتهامات الأميركية حول مساعدات قدمتها روسيا لكوريا الشمالية في بناء برامجها النووية، رأى مدير مركز التحليلات الاستراتيجية والتكنولوجية الروسي روسلان بوخوف أن المصادر الأميركية غير صادقة في هذا الأمر، وأنها تحاول تأكيد أكاذيب واضحة ومفضوحة. واعتبر أن مثل هذه المعلومات مجرد "طلبية سياسية" و"حملة مدفوعة الثمن". بل ومن الممكن أن هذه المعلومات من اختراع أجهزة الاستخبارات الغربية. الأمر الآخر هو أن كوريا الشمالية دولة مغلقة، وبالتالي فمثل هذه المعلومات الدقيقة لا يمكن الحصول عليها إلا من أجهزة الاستخبارات أو من الأوهام. أما في ما يخص الخبراء الروس أو السوفيت، فمن الأجدى بهم والأنفع لهم أن يذهبوا إلى الدول الغربية، إلى باريس أو نيويورك، وليس إلى بيونج يانج والدول الفقيرة. ومن الحماقة أن يتصور البعض أن الحكومة الروسية قد أعطت أوامرها لخبراء مؤسسة حكومية هامة بالذهاب إلى كوريا أو غيرها.

وكانت بعض المجلات الأميركية المعروفة بعلاقاتها الوثيقة مع البنتاجون والاستخبارات المركزية قد سربت تقارير تفيد بأن كوريا الشمالية بدأت بنشر طراز جديد من الصواريخ الباليستية القادرة ليس فقط على حمل رؤوس نووية، وإنما أيضا إصابة أهداف على أراضي الولايات المتحدة الأميركية. وعلى الرغم من أن هذه المعلومات لم تتأكد بعد، إلا أن المصادر العسكرية الأميركية التي تتحدث في هذا الموضوع تؤكد على وجود نوعين من هذه الصواريخ الباليستية لدى كوريا الشمالية. النوع الأول بري ويبلغ مداه من 2500 كيلومتر إلى 4000 كيلومتر. والثاني بحري ويبلغ مداه 2500 كيلومتر. وبالنسبة للنوع الأول (ونظرا لإمكانية إطلاقه ن الأراضي الكورية الشمالية، أو من العاصمة بيونج يانج)، فمداه يغطي منطقة شمال آسيا وجزر الهاواي والقواعد الأميركية في جزر أوكيناوا وجوام بالمحيط الهادي. أما النوع الثاني (ونظرا لأن إطلاقه يمكن أن يحدث من أية منطقة بحرية في المحيطات والبحار من الغواصات البحرية او السفن)، فمداه يغطي جميع أراضي القارة الأميركية، بما في ذلك واشنطن ونيويورك.

وأكدت التقارير الأميركية، استنادا إلى مصادر عسكرية واستخباراتية، بأن جميع هذه الأسلحة تم تصنيعها بمساعدة مباشرة من الخبراء الروس من المجمع العسكري الذي يحمل اسم الأكاديمي ماكييف (مدينة مياس بإقليم تشليابنسك)، والذين زاروا، وفقا للمصادر الأمريكية، كوريا الشمالية عدة مرات في النصف الأول من سنوات التسعينات. بل وشاطروا زملاءهم الكوريين الأسرار التكنولوجية لصناعة الصواريخ الباليستية السوفيتية البحرية (إر-27) والتي دخلت إلى مجال الاستعمال في نهاية الستينات من القرن الماضي. وعلى أساس هذه الصواريخ بالذات تم إنتاج الصواريخ الكورية الشمالية الحالية.