أسامة مهدي من لندن : اجل المؤتمر الوطني العراقي الموسع المنعقد في بغداد انتخاب اعضاء المجلس الوطني الذي يضم مائة عضو الى يوم غد بسبب خلافات حول الترشيح مما يعني تمديد اعماله يوما اخر بعد ان كان مقررا لذلك اليوم فيما وصل وفد الوساطة الذي شكله الى مسجد الامام علي في النجف للاجتماع مع رجل الدين مقتدى الصدر في محاولة لحل الازمة المتفجرة بينه وبين الحكومة العراقية . وقال رئيس اللجنة التحضيرية فؤاد معصوم رئيس جلسة اختيار أعضاء المجلس انه سيتم السماح للمندوبين المستقلين وغير الحكوميين بتقديم مرشحيهم يوم الاربعاء بعد ان اعترضوا على قائمة قدمها في المؤتمر قائلين انها من اختيار الحكومة المؤقتة المؤيدة للولايات المتحدة بينما طالب اخرون بالية جديدة للانتخاب غير طريقة الترشيح بالقوائم المتبعة مما اضطره الى اجراء تصويت فاتفقت الاغلبية على الاليات الحالية الامر الذي دفع ببعض الاعضاء الى التهديد بالانسحاب .
وقال معصوم للمندوبين مشيرا الى خطورة الوضع الأمني انه اذا استمرت الجلسة مزيدا من الوقت فلن يتمكنوا من العودة الى بيوتهم الامر الذي دفعه الى الاعلان عن تمديد المؤتمر الى الساعة العاشرة من صباح غد بالتوقيت المحلي ( السابعة بتوقيت غرينتش) لانتخاب اعضاء المجلس الوطني .
وكان مندوبون مستقلون قد انتقدوا المؤتمر قائلين انه يحفل بمسؤولي الحكومة ومندوبيها وان المجلس الذي سيتم اختياره للاشراف على الحكومة المؤقتة قد يكون مجرد أداة للتصديق التلقائي على قراراتها.
وكانت اعمال المؤتمر الوطني العراقي الموسع بدات الاحد بمشاركة الف و300 عضو يمثلون 71 حزبا وشخصيات سياسية ودينية وعشائرية وبحث العديد من القضايا الراهنة وفي مقدمتها المتعلقة بالتطورات السياسية في البلاد وخاصة الارهاب ووجود القوات المتعددة الجنسيات والاعمار والتنمية اضافة الى مناقشة ثلاثة تقارير تتعلق بالاوضاع السياسية الحالية في البلاد وخاصة ما يتعلق منها بالارهاب ووجود القوات المتعددة الجنسيات وحقوق الانسان والمراة والتنمية والاعمار والعدالة الاجتماعية حيث ستمنح الحرية كاملة لاعضاء المؤتمر لمناقشة هذه القضايا بحرية كاملة يتم من خلالها التوصل الى تفاهم سلمي حول جميع القضايا المختلف عليها على ان ينتهي المؤتمر قبل نهاية الشهر الحالي كما نص على ذلك قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية .
وقد تم قبل اسابيع انتخاب 548 عضوا يمثلون محافظات العراق الثمانية عشرة وحوالي 100 هم أعضاء الهيئة العليا والبقية 350 تم الاتفاق على عضويتهم على أساس 140 للأحزاب والتيارات السياسية و140 للشخصيات العلمية والثقافية والفنية والعشائر و70 يمثلون مؤسسات المجتمع المدني فيما اضاف ممثل الامم المتحدة الامم المتحدة 300 عضوا
وسينتخب المؤتمرون خلال اجتماعاتهم صباح غد81 عضوا يضافون الى 19 اخرين هم اعضاء مجلس الحكم المنحل ليشكل هؤلاء المائة شخصية المجلس الوطني المؤقت الذي سيكون بمثابة برلمان للعراق للاشراف ومراقبة عمل الحكومة المؤقتة الحالية والموافقة على ميزانية الدولة للعام المقبل 2005 الى ان يتم انتخاب برلمان وطني اواخر كانون الثاني(يناير) عام 2005 .
وسيكون دور المجلس الوطني المؤقت المنبثق عن المؤتمر استشارياً وليس تشريعياً الى جانب ممارسة الرقابة على اداء الحكومة فضلاً عن تمتعه بحق استدعاء رئيس واعضاء الوزارة في اطار التعبير عن حرية الرأي تحت قبة البرلمان وصولاً الى المرحلة الدستورية وقيام مجلس دائم .

ولم توجه اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدعوة لاكثر من 80 حزبا عراقيا للمشاركة في المؤتمر فيما وجهت الدعوة لـ 50 حزبا فقط من اصل 135 حزبا يمثلون الاتجاهات السياسية العراقية . وارجع عضو في اللجـنة التحضيرية للمؤتمر سبب عدم دعــــوة الاحزاب الثمانين كونها غير معروفة الاهداف والمنهـج ولعدم اتساع قواعدها الجماهيرية مما سبب توجها رافضا للمؤتمر من هذه الاحزاب التي شهدت البلاد اعلان المئات منها عقب سقوط نظام صدام حسين في نيسان (ابريل) الماضي .
وقد حددت الحكومة العراقية في بيان الى المؤتمر الخطوط العريضة لمسؤولياتها ومهماتها
معتبرة انها تتحمل مسؤولية تاريخية خطيرة للنهوض بمهمات عديدة على طريق انجاز العملية السياسية ونقل البلاد الى حكم المؤسسات المنتخبة والدستور الدائم والاحتكام الى الرأي العام العراقي في كل ما يتعلق بشؤونه العامة ومستقبله وهو ما يتطلب من الحكومة العمل على توفير الأمن وإنجاز العملية السياسية للانتقال الى حكم المؤسسات المنتخبة والارتقاء بالخدمات الأساسية التي يعاني منها المواطن وتعهدت الحكومة بمخاطبة الشعب بعقل واع وقلب مفتوح، استنادا الى التواصل والمسؤولية تجاه الوطن ومستقبله.
وتأتي هذه التطورات بعد أن شهدت الجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمة المتصاعدة في النجف إنجازا جديدا تمثل في وصول وفد من المؤتمر إلى المدينة للاجتماع مع رجل الدين مقتدى الصدر حاملا نداء سلام يتضمن اخلاء مقام الامام علي الذي يتحصن فيه مع انصاره وحل جيش المهدي التابع له ونزع سلاحه وتحويله الى حزب ينخرط في العملية السياسية .