نصر المجالي من لندن: يكشف برنامج وثائقي درامي تذيعه المحطة المستقلة الرابعة في التلفزة البريطانية الخميس المقبل عن الدور الخطير الذي لعبته "مجموعة فرانكفورت" في تفجيرات 11 سبتمبر 2001 في نيويورك وبنسلفانيا، والتي راح ضحيتها آلاف من الضحايا المدنيين في برجي التجارة وعلى متن طائرات مدنية استخدمت لتنفيذ تلك العمليات الإرهابية التي قلبت كل الحسابات السياسية والدولية.وبدأت ردات فعل غاضبة من ذوي الضحايا البريطانيين الذين قتلوا في تلك التفجيرات حول بث البرنامج معتبرة إياه "مؤذ لمشاعرهم ولا طعم له لما يحمل من حساسيات تثير مشاعر خاصة للجميع".

ويكشف البرنامج الوثائقي تفاصيل دقيقة عن خطط ثلاثة من خلية هامبورغ تلك المدينة الألمانية الساحلية وهم من أفراد مجموعة ال 19 التي نفذت التفجيرات الجوية الإرهابية بالوقائع لحظة بلحظة عن خفايا اللقاءات والاتصالات السرية التي كانت تتم بين الرجال الثلاثة ومن أبرزهم زياد الجراح ومحمد عطا.

وكان الجراح هو الذي استولى على الطائرة التي انفجرت في منطقة بنسلفانيا قبل تنفيذ مهمتها في تفجير مبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بقليل، وراح ضحية الحادث 85 قتيلا، بينما محمد عطا كان أحد الذين استولى على إحدى الطائرات التي نفذت تفجير مبنى برجي التجارة في نيويورك، حيث قتل حوالي 2800 شخص.

يذكر أن البرنامج الذي أعد بتمويل من القناة الرابعة المستقلة البريطانية، بمناسبة الذكرى الثالثة لتفجيرات سبتمبر، شارك في كتابته وإعداده، رونان بينيت،وهو فائز بجائزة "بوكر" الشهيرة للتأليف في بريطانيا، وهو واحد من المؤيدين للجيش الجمهوري الإيرلندي المحظور، وكان اعتقل في العام 1975 بتهمة قتل شرطي بريطاني بالقرب من بلفاست عاصمة إيرلندا الشمالية، لكن أخلي سبيله لعدم ثبوت تورطه بشكل مباشر في قتل الشرطي.

ومن منجزات بينيت السابقة، كتاباته لبرامج درامية من بينها "ريبيل هارت" (قلب الثوار) وهو أثار في حينه جدالا بريطانيا واسعا حيث اعتبر انه مؤيد للجيش الجمهوري الإيرلندي الذي كان يقاتل الجيش البريطاني لإعادة إيرلندا لأحضان الجمهورية الإيرلندية الأم.

وتقول الصحيفة البريطانية، أنه في الوقت الذي رحبت بعض عائلات الضحايا الأميركيين بأي وثائق تتعقب الإرهابيين، فإن عائلات الضحايا البريطانيين أعربت عن قلقها من أن البرنامج سيتثير مشاعر خاصة وحساسة حول الحادث الإرهابي، وقال رجل الدين ديفيد بروثيرو وزوجته سو اللذان قتلت ابنتهما ساره (35 عاما) في تفجير برجي التجارة في نيويورك"حتى إذا تم توثيق البرنامج وعرضه بشكل جيد ومتوازن، إلا أنه يظل مثيرا للهلع والقلق، ولا نجد أنه من المناسب عرضه احترامنا لمشاعر ذوي الضحايا".

وقالا "ما يزعجنا كثيرا قول بعض الناس، أنه ما دام كل شيء انتهى الآن، ونحن في صدد نسيان الماضي، فإنه لا بد من عرض برنامج وثائقي درامي عن تلك التفجيرات؟". وأكدا انهما لن يشاهدا البرنامج بالتأكيد. ونفس التأكيدات صدرت عن جوي بينيت التي تل ابنها أوليفر (29 عاما) أيضا في برجي التجارة الدولية.

وكانت مجموعة الدعم العائلي (فاميلي سبورتنغ غروب) حذرت عائلات ضحايا البريطانيين في وقت سابق من البرنامج المنتظر بثه "وأن تأخذ حيطتها لمواجهة أية معلومات أوخفايا أو مجريات درامية يكشف عنها".

و دافع رئيس وحدة البرامج الوثائقية في القناة الرابعة المستقلة بيتر دايل، عن البرنامج الذي يحمل عنوان "خلية هامبورغ" قائلا أن "الحقائق التي يكشفها عن تلك الخلية التي قادت إلى التفجيرات الإرهابية واضحة تماما، كما أننا أجرينا دراسة دقيقة لكل التفاصيل الواردة من ألفها إلى يائها، حتى نقدم برنامجا وثائقيا متكامل الصورة، وأنا اعترف أنه بالنسبة لذوي الضحايا، سيكون من الصعب عليهم مشاهدة البرنامج، إذ لن يكون مريحا لهم".