الياس توما من براغ: لم يتحمل أكثر من 200 جندي بولندي الإقامة في العراق بسبب الضغوط النفسية وحالات الانهيار العصبي التي عانوها من جراء صعوبة الخدمة في العراق والأخطار التي تحدق بهم ومشاهداتهم عمليات قتل زملاء لهم في انفجارات مختلفة.
وذكرت صحيفة " غازيتا فيبورتشا " البولندية أن 91 من هؤلاء الجنود يتواجدون الآن بشكل دائم في مصحات نفسية بولندية حيث يعالجون من المرض الذي عرف على نطاق واسع منذ حرب فيتنام ويحمل اختصار "بي تي اس دي " أي مرض ما بعد الصدمات العصبية .
ويصف مراسل للصحيفة هؤلاء الرجال الذين حاول التحدث اليهم في مصحاتهم في ووركلامي وكراكوف وبيدهوتشي بأنهم كالأشباح وان تعابير وجوههم خالية من أي حس بالواقع الآني وردا على دعوته لهم بان يكلموه عن مشاهداتهم في الحرب في العراق كان يسمع إجابة واحدة متشابهة : إننا هنا كي ننسى و بأسرع وقت ما شاهدناه .
وينقل المراسل عن رئيس الأطباء في المشفى المركزي العسكري ارتور كيلبنسكي قوله إن هؤلاء الجنود ينغلقون على أنفسهم ويخافون أن يتهموا بالجبن وبالفعل فقد قرأوا بعض الكتابات في الصحافة عن ذلك .
وتؤكد الصحيفة البولندية أن اكبر عدد من الجنود البولنديين قد انهاروا نفسيا بعدما توجب عليهم لم ما تبقى من أجساد زملاء لهم قتلوا أثناء محاولة تفكيك متفجرات ومنذ تلك الفترة لم يعودوا إلى تماسكهم السابق .
وتصف الطبيبة النفسية البولندية ليونا ليواندوفسكاالتي تحمل رتبة نقيب وتتواجد مع القوة البولندية المنتشرة في العراق وقوامها 2500 جندي المصاعب التي تواجه الذين يصابون بهذا المرض: بتقطع في النوم ، وفقدان للتركيز ،وبانفجارات مفاجئة للغضب ، والكآبة والعودة المتكررة إلى دوامة الذكريات الأليمة.
وحسب الصحيفة البولندية فان 30% من أفراد الجيش الأميركي الذين عادوا من فيتنام قد أصيبوا بهذا المرض فيما بلغت نسبة الإصابة فيه بين جنود قوات التحالف خلال حرب الخليج 9% وتقدر نسبة الإصابة بين أفراد القوة البولندية الآن بهذه النسبة تقريبا أما الأميركيون فيعترفون بأن الإصابات بين أفراد قواتهم في العراق بهذا المرض هي بحدود 16% .
- آخر تحديث :
التعليقات