أسامة العيسة من القدس: يتنافس المرشحون السبعة في سباق الرئاسة الفلسطينية على نفس الشعارات والبرامج، لكسب أوسع قطاع من الفلسطينيين.
وأكثر ما تحظى باهتمام المرشحين عدة قضايا تتعلق بالقدس والدولة الفلسطينية وقضية اللاجئين والمستوطنات، التي رحلت وفق اتفاق اوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، إلى ما سمي مرحلة الحل النهائي، بعد خمس سنوات من ذلك الاتفاق، ولكن ما يطلق عليه الفلسطينيون تنكر إسرائيل للاتفاق، اجل طرحها على مائدة المفاوضات، ولكنها بقيت محور اهتمام الشارع الفلسطيني والان مرشحي الرئاسة.
ولاحظ مراقبون أن المرشحين لجأوا، في التنافس بينهم على نفس الشعارات، إلى المبالغة، بينما استخدمت اوساط أخرى صفة المزايدة للإشارة إلى ذلك التنافس.
وأقدم بسام الصالحي، مرشح حزب الشعب، على نشر صورة عن بطاقة الإعاشة الخاصة به التي تصدرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا)، في إعلان له مع شعار "لاجيء"..ومع اللاجئين".
وقصد الصالحي إلى تأكيد صلته باللاجئين، ونشر سيرة مختصرة له تشير إلى ولادته في احد مخيمات اللاجئين، وأشار محمود عباس (أبو مازن) مرشح حركة فتح إلى انه أيضا لاجيء من مدينة صفد الساحلية، وانه ذاق معاناة اللجوء، واضطر إلى ترك المدرسة وعمره 13 عاما ليعمل سنتين لإعاشة عائلته.
وتركز حملة أبو مازن التي يديرها الطيب عبد الرحيم على خلفيته كلاجيء ومعاناته لهذا السبب، مع تجاهل للصورة التي عرفها عنه الجمهور كأديمي ومثقف ذو شكل أرستقراطي.
ولترسيخ هذه الصورة زار أبو مازن مخيمات للاجئين في الضفة الغربية وغزة، ومنها مخيم جنين الذي تعرض للتدمير في نيسان (ابريل) 2002، وحمله ناشطو فتح ومن بينهم زكريا الزبيدي، المطلوب الأول لإسرائيل على الأكتاف.
وسوق أبو مازن في مرحلة سابقة كبراغماتي، مستعد لإيجاد حلول وسط للقضايا المستعصية ومن بينها قضية اللاجئين، ولكنه يقول ألان بأنه لاجيء ومع قضية اللاجئين ليس فقط لأنه لاجيء ولكن لأنها تخص نصف الشعب الفلسطيني.
وأكد أبو مازن انه لن يخترع حلا لقضية اللاجئين ولكنه سيتمسك بقرار 194 الذي ينص على عودة اللاجئين إلى ديارهم وتعويضهم.
ويستشعر أبو مازن ما يدور في الشارع من عدم تصديق كبير من المواطنين للشعارات التي تطرح، فغير عنوان حملته الانتخابية من "على دربه سنسير" في إشارة إلى انه سيقتفي خطوات ياسر عرفات، رئيس السلطة الراحل، إلى عنوان عام بان "أبو مازن..حقيقة وليس شعار".
أما المرشح الدكتور مصطفى البرغوثي فقال بان قضية اللاجئين هي قضية جميع الشعب الفلسطيني، ولا يحق ولا يملك أي احد التلاعب بها.
وقال خلال زيارة له لمخيم الدهيشة انه حتى عودة اللاجئين يجب تقديم خدمات لهم في المخيمات مضيفا "بدلا من أن تذهب الأموال للسيارات الفارهة لتذهب إلى المخيمات وليس هناك تناقض بين تطوير المخيمات وحق العودة".
واعتبر جميع المرشحين بأن حق العودة قضية مقدسة، وبأنها أهم من قضية القدس ولا تقل قدسية عنها.
وحسب مراقبين فان ما يطرحه اغلب المرشحين يناقض تصريحات ومبادرات قدموها في السنوات الماضية، فهم منها أنها تتضمن تنازلات عن القضايا التي يتنافسون في المبالغة حولها.
وقال احمد عليان (70 عاما) أن الأمر، بالنسبة للشعارات التي يطرحها الزعماء الفلسطينيين لم يتغير من عقود، مستذكرا احمد الشقيري أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية قائلا "عندما كان الشقيري يزور المخيمات ويخطب بطريقته المعهودة والحماسية، كنا ننفض الغبار عن أوراق ملكيتنا لأراضينا وبيوتنا التي هجرنا منها، ونحضر مفاتيح بيوتنا للعودة، ولكنها آمال سرعان ما تتبخر".
واقترح عليان أنه "مادام المرشحون يطرحون نفس الشعارات فلنطالبهم بوضع جدول زمني لتحقيق كل شعار، مثلا في أية سنة سيحررون القدس وأية سنة سيعيدون اللاجئين وهكذا حتى نعرف نميز بينهم ومدى جديتهم، وان ما يقولونه ليس كلاما انتخابيا".وقال الارشمندريت عطا الله حنا "شعبنا يطالب بمن يأتي بعد أبو عمار أن يسير على دربه ويتمسك بثوابته، وبالنسبة لنا فان حق العودة لا يقل قدسية عن قضية القدس".
التعليقات