لم يكن الهجوم الإسرائيلي على إيران مجرد ضربة تكتيكية؛ فقد كشف عن ثغرات خطيرة في دفاعات إيران الجوية، مما يحرج الروس الذين لطالما تباهوا بمنظومات S-300 وS-400. مع انهيار الدفاعات المحيطة بالمنشآت النووية الإيرانية، تبدو إسرائيل أكثر ارتياحاً في توجيه ضربات مستقبلية، لتجد روسيا نفسها أمام تحدٍ جديد حول فعالية أسلحتها، وتراقب إيران بحذر مآلات هذا التحول الاستراتيجي.


إيلاف من لندن: هجوم إسرائيل على إيران لم يكن محدوداً كما يُشاع ويُنشر في الإعلام، بل كانت له تداعيات ونتائج غير اعتيادية ومهمة للغاية، وفقاً لما أفاد به مسؤول أمني غربي لـ"إيلاف". وأضاف أن تدمير بطاريات الدفاعات الجوية من طراز S-300 وS-400 في إيران يحمل دلالات كبيرة وأهمية فائقة.

وأشار المسؤول، الذي فضّل عدم ذكر اسمه ودولته، إلى أن إيران الآن تفتقر للدفاعات حول منشآتها النووية، حيث إن المنظومات الأربع التي زودتها بها روسيا لم تعد فعّالة، ومن غير المحتمل الحصول على بديل لها في المستقبل القريب، نظراً لحاجة روسيا لهذه المنظومات في حربها مع أوكرانيا، وأيضاً لأنه لم يعد لدى روسيا منظومات معدّة للبيع، بحسب التقارير الروسية.
المسؤول أضاف أن إسرائيل دمّرت جميع مواقع الرصد والرادار ومنظومات S-200 وS-300 في كل من سوريا والعراق، ما يمنحها مجالاً جوياً خالياً من التهديدات لأي هجوم مستقبلي قد تقوم به على إيران. فإعادة تفعيل مثل هذه المنظومات يتطلب بين سنة إلى سنتين في حال توافرها.

كما يشار في هذا السياق إلى أن إسرائيل، في ردها الأول على الهجوم الإيراني في نيسان (أبريل) الماضي، استخدمت الأجواء الأردنية ودمرت محطات رادار وموقع صواريخ باليستية في إيران. أما في الهجوم الأخير، فقد استخدمت المجالين الجويين لكل من سوريا والعراق، مستبعدة أي تهديد للأردن أو أي دولة أخرى في الخليج، علماً أن إيران هددت هذه الدول بضربها إذا سمحت لإسرائيل باستخدام مجالاتها الجوية.

من ناحية أخرى، فإن إسرائيل، إذا ردّت إيران على هذا الهجوم، ستكون أكثر ارتياحاً في استهداف المنشآت النووية الإيرانية بعد تدمير دفاعاتها الجوية الأكثر تطوراً، والتي كان الروس يروّجون لكفاءتها، وهي منظومات S-300 وS-400. ويبدو أن إسرائيل اكتشفت نقطة ضعف في هذه المنظومات، مما مكّنها من تدميرها دون أن تُفعَّل. وهذا ما يثير قلق الروس حالياً، بحسب المصدر، الذي أضاف أن إسرائيل ستنقل التقنية ونقطة الضعف هذه إلى الولايات المتحدة، مما قد يجعل منظومات S-300 وS-400 غير فعالة في الحرب الروسية الأوكرانية.

من المهم الإشارة إلى أن إسرائيل قررت في أي هجوم مستقبلي أن تستهدف المنشآت النووية فقط، دون التعرض لمنشآت النفط، كي لا تتورط في رفع أسعار الطاقة والنفط أو تواجه أزمة مع الصين، التي تشتري كل النفط الإيراني بأسعار منخفضة، نتيجة التفافها على العقوبات الدولية.