إيلاف من واشنطن: واجهت حملة دونالد ترامب ردة فعل عنيفة من الأميركيين، بسبب مزحة عنصرية الطراز وحمالة للأوجه، أطلقها ممثل كوميدي في تجمع انتخابي لترامب بواحدة من أكبر دوائر أميركا الانتخابية، وأغضبت ملايين الناخبين مع دخول السباق الرئاسي مرحلته النهائية، إلى درجة أنها أثارت احتجاجات، حتى من داخل حزب ترامب نفسه.

وكان الممثل الكوميدي Tony Hinchcliffe البالغ 40 عاما، تحدث الأحد في تجمع انتخابي لترامب بقاعة Madison Square Garden الشهيرة للمناسبات والاحتفالات، وفاجأ محتشدين فيها زادوا عن 20 ألفا بقوله: "هناك جزيرة من القمامة عائمة وسط المحيط الآن. أعتقد أن اسمها بورتوريكو" وهي دولة/ إقليم تابع للولايات المتحدة، لا يحق لسكانه التصويت بالانتخابات الأميركية، إلا أن البورتوريكيين المقيمين قانونيا في أميركا يمكنهم ذلك، وعددهم يزيد عن 5 ملايين و800 ألف، أي ضعف عدد سكان جزيرة بورتوريكو في بحر الكاريبي.

وبحسب الوارد في وسائل اعلام أميركية عدة، تطرقت لما أطلقه الكوميدي من نكات ومزحات، فإن البورتوريكيين أقوياء في ولاية بنسلفانيا بشكل خاص، وهي ولاية ساحة معركة رئيسية تضم أكثر من 560 ألف ناخب من أصل لاتيني إسباني، نصفهم من بورتوريكو. كما يشكلون في ولاية فلوريدا أكثر من مليون و100 ألف، أي تقريبا العدد نفسه بولاية نيويورك.
وأسرع من استغل المزحة التي نسمعها من الكوميدي في نهاية الفيديو المعروض أعلاه، وما سببته من احتجاجات، هي المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس التي تعهدت بعدها باتباع سياسات تهدف إلى مساعدة سكان بورتوريكو، وبذلك حصلت على دعم من المغنية الشهيرة، جينيفر لوبيز، المولودة لأبوين من بورتوريكو.

"ليس لديهم حس الفكاهة"
وغضب من المزحة أحد أبرز مشاهير اللاتينيين، وهو مغني الرابBad Bunny البورتوريكي الأصل، والذي احتج وأعلن تأييده لهاريس. كما ندد بالمزحة اثنان من الجمهوريين بفلوريدا، فيما قالت عضوة الكونغرس Maria Elvira Salazar إنها "تشعر بالاشمئزاز" مما سمته "مزحة عنصرية" وكتبت في حسابها بمنصة "X" التواصلية أنها "لا تعكس قيم الحزب الجمهوري" وأن آلاف البورتوريكيين خدموا في الجيش.

أما الكوميدي، فمضى في وقت لاحق الى حسابه في "X" أيضا، ودافع عن مزحته، وكتب ردا على انتقادات النائبة الديمقراطية "ألكساندريا أوكازيو كورتيز" وزميلها Tim Walz المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس، وقال: "هؤلاء الأشخاص ليس لديهم حس الفكاهة" إلا أنه لم يتوجه ولو بكلمة اعتذار لأكثر من 36 مليون أميركي من أصل لاتيني يحق لهم التصويت هذا العام.