سمية درويش من غزة: طالبت وزارة الأسرى الفلسطينية ،المؤسسات الدولية وخاصة الطبية منها بضرورة تشكيل فرق طبية لزيارة السجون والإطلاع على حالات الأسرى المرضى ،الذين يتعرضون لقتل بطيء، مشددة على ضرورة الضغط على إسرائيل للإفراج عن الأسرى المرضى من سجونها، وتقديم العلاج المناسب لهم، وإجراء العمليات الجراحية اللازمة، قبل ان تتدهور حالاتهم أكثر من ذلك، مما ينذر بزيادة حالات الاستشهاد نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.

ويفيد تقرير دائرة الإعلام التابعة لوزارة الأسرى، الذي أرسل لـ "إيلاف" عبر البريد الالكتروني، أن إدارة السجون رفضت السماح لطواقم طبية خارجية بمعالجة المرضى، او الإطلاع على ملفاتهم الطبية، ورغم تدخل العديد من المؤسسات الطبية والدولية، وإرسالها مئات المذكرات ورسائل الاحتجاج لمصلحة السجون وكبار المسئولين في الحكومة الإسرائيلية، لوضع حد للانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها الأسرى في مستشفى الرملة والتي تهدد حياتهم بالخطر، الا أنهم لم يحركوا ساكنا مما يؤكد وجود إجماع داخل الأوساط الإسرائيلية على اعتماد المستشفى كمحطة للتعذيب والانتقام من الأسرى وتحطيمهم.

محطة للانتقام

ويعيش الأسرى والمعتقلون في مستشفى سجن الرملة ظروفا غاية في المأساوية حيث عمدت إدارة مصلحة السجون الى استخدام مستشفى سجن الرملة، كمحطة للانتقام وتعذيب الأسرى، بدلا من علاجهم وتوفير الدواء المناسب لهم، إضافة إلى ممارستها عمليات قتل بطيء بأحد أقسام العزل والتعذيب والعقاب حيث يقوم رجال المخابرات باستخدام الأطباء لانتزاع اعترافات الأسرى المرضى ومساومتهم للحصول على العلاج مقابل الاعتراف او الارتباط معها.

دوائر قمعية

ويقول رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بوزارة الأسرى والمحررين، لم يكن غريبا على الاحتلال أن يدخل ضمن دوائره القمعية الأطباء لانتزاع المعلومات من الأسرى وتعذيبهم، مؤكدا أن هذا الدور الخطير والقمعي للدوائر الطبية ضد الأسرى والأسيرات برز بشكل واضح مع خوض الأسرى الإضراب المفتوح الأخير عن الطعام.
وأكد الأشقر ان إدارة السجون الإسرائيلية تمنع المؤسسات الإنسانية والحقوقية من زيارة المستشفى والإطلاع على أوضاعه، نظرا لأنه واقع تحت مسؤولية جهاز المخابرات الإسرائيلي المعروف بـ "الشين بيت" والذي يعتبر المسئول الأول والأخير عن مستشفى الرملة حيث يعتبر مركزا لتعذيب الأسرى.

مسكنا للألم

وأشار إلى ارتفاع عدد الأسرى المرضى إلى أكثر من ألف، يعانون من الإهمال الطبي المتعمد وخاصة المماطلة فى إخراج الأسير المريض إلى العيادة الا بعد احتجاجات شديدة من قبل الأسرى الأمر الذي أدى الى استشهاد الأسير فوزا بلبل، فى سجن "مجدو"، والذي شعر بصداع وضيق فى الصدر، وطلب الأسرى إخراجه الى العيادة الا انه الإدارة رفضت وتم إعطاؤه مسكنا للألم ولكن حالة بلبل تدهورت بشكل كبير.


سرطان فى الدم

وذكر الأشقر إلى ان الأسير المريض يضطر إلى الانتظار فترات طويلة لإجراء فحوصات او تحاليل معينة، كحالة الأسير السوري "هايل أبو زيد" والذى كانت ترفض إدارة السجن إخراجه للمستشفى لإجراء التحاليل لمعرفة سبب الآلام التي يعانى منها، وبعد فترة طويلة تبين بأن الأسير يعانى من سرطان فى الدم وحالته خطرة جدا الأمر الذي استدعى إعطاءه جرعات من العلاج الكيماوي.

مسنون وأطفال ونساء

ويوضح تقرير الدائرة الإعلامية ،بأن العشرات من المعتقلين الذين اجمع الأطباء على خطورة حالتهم الصحية وحاجتهم الماسة للعلاج وإجراء عمليات جراحية بمن فيهم مسنون وأطفال ونساء رفضت الإدارة نقلهم للمستشفى وما زالت تعالجهم بحبة الاكامول السحرية التي يصفها الأطباء لمرضى السكري والقلب والسرطان والباصور وضعف البصر والأمراض الجلدية والإعاقات والأمراض النفسية والمصابين بالرصاص، مشيرا إلى أن تأخر الأطباء المتعمد في هذا المستشفى في إجراء العمليات للأسرى المرضى ساهم في زيادة مرضى السكري.

انتهاكات خطيرة

وأشار الأشقر ،حسب تقرير صادر عن منظمة أطباء لحقوق الإنسان بان العديد من الشكاوى تصل وزارة الأسرى، يوميا من معتقلين فلسطينيين وأهالي الأسرى، يطلبون فيها تدخل المنظمة لضمان تلقي الأسرى المرضى علاجا طبيا ملائما لوضعهم الصحي، وتقوم المنظمة عن طريق زيارة المحامين بالتحقق من تلك الحالات المرضية حيث وصلت المنظمة لقناعة بان هناك انتهاكات خطيرة تتعلق بحقوق الإنسان الفلسطيني الأسير وخاصة المرضى منهم، حيث تبدأ معاناة الأسير المريض من لحظة الاعتقال، حيث يصاحبها عنف شديد، وضرب واعتداء جسدي ونفسي، ثم يتم تقييد المطلوب للاعتقال ويقتاد إلى معسكرات الاعتقال، ولا يكترث الجيش بوجود مشكلة مرضية لدى الأسير على الرغم من إبلاغ العائلة للجنود بذلك الأمر.

ويذكر بان عدد الأسرى المرضى في مستشفى سجن الرملة، بلغ 144 ومنهم 16 أسيرا ينامون على الأرض نتيجة الازدحام.