عمان تعلن حضور الشرع ولن يشارك خرازي
مقولة "الهلال الشيعي" تخيم على مؤتمر الجوار
نصر المجالي من لندن: يبدو أن المحاولات الأردنية حتى آخر لحظة في إقناع سورية وإيران في المشاركة في المؤتمر الدوري لدول الجوار مع العراق الذي يعقد يوم الخميس المقبل في عمان قد وصلت إلى طريق مسدود، الأمر الذي يرى فيه الأردن تحديا لدوره في المسألة العراقية. وحاول وزير الخارجية الأردني هاني الملقي في اليومين الأخيرين وعبر اتصالات مكثفة مع نظيره في طهران ودمشق لإقناعهما بالمشاركة نظرا لأهمية المؤتمر الذي ينعقد عشية الانتخابات العراقية. ورغم ذلك فقد اعلن متحدث أردني أن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع سيشارك في الاجتماع، لكن إيران ستشارك بوفد أقل من وزير.
وكانت الاتصالات الأردنية لم تخلص إلى أي نتيجة إيجابية مع كمال خرازي وزير خارجية طهران، و أمر دعا الوزير الأردني إلى التلميح بأن "المؤتمر سيعقد بمن حضر"، وكان الملقي حاول الاتصال مع خرازي هاتفيا قبل يومين لكنه لم يتمكن من التحادث معه، وخصوصا أن الوزير الإيراني كان اشترط أن تتم دعوته عبر الهاتف من جانب النظير الأردني. فيما كانت كل الدلائل تشير إلى موقف سوري مماثل لموقف طهران. حيث تتوقع مصادر دبلوماسية كثيرة أن يخيم موضوع ما كان طرحه الملك عبد الله الثاني من خشية حول مساعي ايران لإقامة مثلث شيعي على الاجتماعات التي تستمر يوما واحدا فقط.
وكرد غير مباشر رافض للدعوة الأردنية، فإن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي قال أن بلاده لا ترى أي فائدة من عقد المؤتمر في الوقت الراهن حتى تتبين نتائج الانتخابات العراقية التي ستجري في نهاية الشهر الحالي. وهذا ما حمل وزير الخارجية الأردني بالرد من جانبه في تصريحات خاطفة للصحافة بالقول "لن نصمت على أي تدخل إيراني في العراق".
ويأتي التجاذب الأردني الإيراني السوري الحالي في المسألة العراقية بأكملها، وكذلك حول انعقاد مؤتمر دول الجوار، يجيء على خلفية اتهامات أردنية مباشرة لكل من البلدين بالتدخل في الشأن الداخلي العراقي، من خلال فتح حدودهما أمام متطوعين للقتال داخل العراق، أو إرسال شحنات من الأسلحة والتمويل إلى هناك، وكذلك إيواء جماعات تناهض الحكومة المؤقتة وقوات الاحتلال.
وفضلا عن ذلك، فإن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، كان وجه انتقادات مباشرة لإيران متهما إياها بأنها تسعى "لإقامة هلال شيعي يمتد من جنوب العراق إلى سورية فلبنان"، وحذر الملك من مغبة هذا المخطط الذي يهدد المنطقة بأكملها "لا بل أن يزيد في تفجيرها، وخصوصا أن دول الخليج تعيش فيها طوائف شيعية كثيرة، وأن من شأن ذلك الهلال أن يخل بالتوازن الاستراتيجي والأمني".
وردت إيران بعنف على تصريحات العاهل الأردني، كما أن دمشق ردت علنا بإرجاء زيارة كانت مقررة قبل أسبوعين للرئيس السوري بشار الأسد إلى عمان. ويرى الأردن المؤيد على الدوام للانتخابات العراقية، ضرورة مشاركة فاعلة للسنة في العراق، حيث لا يزالون يرفضون تلك المشاركة خشية أن تكون النتيجة سلبية على دورهم ومستقبلهم في حكم بلادهم لصالح الأغلبية الشيعية التي يرون دورا إيرانيا وسوريا في دعمهم.
وإلى هذا، فإن دولا أخرى من الجوار تستعد للمشاركة بقوة في مؤتمر يوم الخميس المقبل، ومن بينها المملكة العربية السعودية ومصر والكويت وتركيا، فضلا عن الأردن الدولة المضيفة، وستشارك مملكة البحرين باعتبارها رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي ووفد عراقي برئاسة مندوب العراق لدى الأمم المتحدة،مع احتمال مشاركة من جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
وكان مؤتمر دول جوار العراق عقد لأول مرة قبل أسبوعين من الحرب التي أسقطت نظام الحكم السابق في نيسان (إبريل) العام 2003 ، واستضافت طهران تلك الاجتماعات ثم تتالت اجتماعاته في كل من الرياض واسطنبول ودمشق والكويت ثم القاهرة.
موقف دراماتيكي
وفي تطور دراماتيكي حول الموقف السوري، أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير رجب السقيري بعد ظهر اليوم ان جميع دول الجوار العراقي ستشارك في الاجتماع الذي سيعقد في عمان الخميس المقبل على مستوى وزراء الخارجية باستثناء ايران التي ستشارك بوفد يراسه مساعد وزير الخارجية للشؤون الدولية والقانونية.
واكد السقيري رغبة الاردن وسعيه طوال الفترة الماضية من اجل ضمان مشاركة جميع دول الجوار في المؤتمر للخروج بموقف موحد لهذه الدول بما يضمن امن العراق واستقراره ووحدة اراضيه الذي يشكل ايضا مصلحة لدول الجوار.
وقال السقيري ان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع سيرأس وفد بلاده الى الاجتماع الذي سيخصص للبحث في الشان العراق والانتخابات المرتقبة في نهاية كانون ثاني الحالي.
واضاف ان دول جوار العراق الست ستشارك في المؤتمر اضافة الى مصر والبحرين وممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق اشرف قاضي.واوضح ان الاجتماع الذي يبدا يوم الاربعاء المقبل على مستوى كبار الموظفين سيناقش جدول اعمال الاجتماع ومسودة البيان الختامي.
وبين ان الاجتماع الوزاري الذي سيعقد على مستوى وزراء الخارجية بعد ظهر يوم الخميس سيعقد ليوم واحد ويختتم ببيان عمان حول الوضع والانتخابات في العراق يليه مؤتمر صحافي للحديث حول نتائج المؤتمر.
وحول الانتخابات العراقية ومشاركة العراقيين في الاردن في عملية الاقتراع اكد السقيري بأن الموقف الاردني واضح ازاء اجراء انتخابات حرة ونزيهة في العراق تمثل جميع فئات الشعب العراقي وان الاردن سيقدم جميع التسهيلات التي من شانها مشاركة العراقيين في عمان في العملية الانتخابية لضمان انتخابات شاملة واكبر قدر من المشاركة.
التعليقات