"اللاجئون سيستردون حقهم بالعودة"
عباس يرفض الاعتذار للفصائل
أسامة العيسة من القدس وعبد اللهزقوت من غزة -وكالات: رفض رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ومرشح حركة فتح للرئاسة محمود عباس الاعتذار أو التراجع عن تصريحات وصف فيها القذائف التي تطلقها المقاومة الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية بأنها عديمة الجدوى.
وقال عباس في كلمة أمام المئات من ممثلي المؤسسات المهنية والعمالية في غزة إن دولة القانون لا ترضى "بالانفلات الأمني" الذي يعطي "الذريعة والأسباب الإضافية (للإسرائيليين) ليقتلوننا".
جاء ذلك ردا على مطالبة سبعة فصائل فلسطينية لعباس بالاعتذار والتراجع عن تصريحاته بهذا الشأن. ووصفت الفصائل السبعة في بيانها تصريحات عباس بأنها طعنة وخنجر في ظهر المقاومة، وتقدم شهادة مجانية لإسرائيل لمواصلة عدوانها على الشعب الفلسطيني.وحمل البيان توقيع كتائب شهداء الأقصى وعز الدين القسام وأحمد أبو الريش وألوية الناصر صلاح الدين والجبهة الشعبية (القيادة العامة) وصقور فتح.
وكان عباس دعاإلى وقف إطلاق قذائف الهاون والقسام لأنها لا تحقق أي منفعة للنضال الفلسطيني بل تضره. وجاء في بيان صدر عن تنظيمات فلسطينية إن أقوال عباس لا تخدم المصالح الفلسطينية.وتراجعت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، لاحقًا عن تأييدها للبيان. وقد غطى هذا الجدل على تصريحات عباس القتالية بخصوص قضية اللاجئين. وفي مقابلة أجرتها معه قناة "الجزيرة"، كرر عباس رفضهالتراجع عن تصريحاته في الشأن المذكور وقال إنه لا ينوي تقديم أي اعتذار وكرر وجهة نظره بأن إطلاق القسام يضر بالمصلحة الفلسطينية ولا يفيدها.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر فلسطينية بأن جنود الجيش الإسرائيلي داهموا مقر عباس وحركة فتح في قرية النبي صالح قرب رام الله. وأضافت المصادر أن الجنود أجروا عمليات تفتيش في المكان. وتسعى عناصر فتح خلال الأيام الأخيرة إلى إثارة ناشطي الحركة خصوصًا في ضوء نسبة التأييد المتزايدة التي يحصل عليها المرشح المستقل، مصطفى البرغوثي.
اللاجئون سيستردون حقهم بالعودة إلى بيوتهم
وتعهد عباس خلال زيارة قام بها عباس أمسإلىمدينة غزة،للاجئين الفلسطينيين بأنه سيأتي يوم ويستردون فيه حقهم بالعودة إلى ديارهم. وأكد عباس في خطابه الانتخابي أن حقوق اللاجئين ومعاناتهم لن تـُنسى أبدًا وأنهم سيحصلون في نهاية المطاف على حقوقهم ويعودون إلى بيوتهم. وفيما يتصل بقضية اللاجئين أيضًا، فقد نُشرت، اليوم، نتائج دراسة أجرتها جامعة النجاح في نابلس أظهرت أن أكثر من 92% من الفلسطينيين يعتقدون بأنه لا يجوز التنازل عن حق العودة. ويرى 95% من المشاركين في الاستطلاع أنه يحظر التنازل عن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية. وأظهرت نتائج الاستطلاع حصول محمود عباس على 59% من الأصوات المستطلعة آراؤهم.
انتخابات الرئاسة
وفي سياق الحملة الانتخابية الفلسطينية جدد المرشح المستقل سيد حسين بركة (48 عاما) لمنصب رئيس السلطة الفلسطينية دعوة منافسه مرشح حركة فتح محمود عباس إلى مناظرة على الطريقة الأميركية، حتى تتاح للناخب فرصة الاطلاع على موقف كل منهما. وقال بركة للجزيرة إنه يخشى انتزاع زمام المبادرة من الانتفاضة وإعادتها إلى يد إسرائيل ،واشار إلى أن القيادة الفلسطينية فشلت في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة على مدى السنوات الطويلة الماضية. وأوضح في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية "كنا أفشل محام لأربح قضية، والمحامي خلال تلك السنوات كان القيادة الفلسطينية".وقال بركة إن مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ أحمد ياسين وافق قبل اغتياله على يد القوات الإسرائيلية بعشرة أيام، بشكل كامل على أن تشارك الحركة في الحياة السياسية وإدارة المجتمع الفلسطيني.
وفي سياق متصل حذرت لجنة الانتخابات المركزية من مغبة عدم إجراء الانتخابات في القدس الشرقية قائلة إن ذلك من شأنه أن يلغي العملية الديمقراطية المقررة الأحد المقبل.وقال متحدث باسم اللجنة إن عدد الناخبين المسجلين في القدس بلغ نحو خمسة آلاف من أصل 120 ألف ناخب من ضواحي المدينة ومحيطها، وإنه جرى توزيع 11 صندوق اقتراع داخل القدس وضواحيها. وقالت اللجنة إن الناخبين الفلسطينيين في الضفة والقدس وقطاع غزة سيستخدمون حبرا يتعذر محوه قبل 48 ساعة من أجل تفادي التزوير.
نسبة تأييد مرتفعة لمصطفى البرغوثي
أما المعطى المثير للاهتمام في هذا الاستطلاع، الذي جرى في نهاية الأسبوع المنصرم وبمشاركة 1356 فلسطينيًّا، فهو حصول المرشح المستقل مصطفى البرغوثي على نسبة تأييد مرتفعة نسبيًّا تمثلت بـ28.5%. ويظن 69% من المستطلعة آراؤهم أن رئيس السلطة الفلسطينية الجديد سينفذ إصلاحات شاملة كما تظن نسبة متساوية أنه سيكون بإمكانه محاربة الفساد. كذلك تبين نتائج الاستطلاع أن 75% من الفلسطينيين يظنون بأن الرئيس الجديد سينجح في توحيد أجهزة الأمن، كما عبر 55% عن اعتقادهم بأنه سيضع حدًّا لفوضى انتشار السلاح في السلطة.
عمرو: إسرائيل لا تريد أبو مازن
عدد نبيل عمرو، النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني والمقرب من محمود عباس أبو مازن، ما وصفها بأنها ميزات الأخير والتي جعلته مرشحا مناسبا لقيادة السلطة الفلسطينية، قائلا أن شارون والقيادة الإسرائيلية لا تريد انتخاب أبو مازن.وقال عمرو خلال محاضرة له عن تحديات المرحلة المقبلة، "بان أبو مازن هو مرشح خيارنا السياسي الواضح".
وأضاف "نريد أن يقول الشعب الفلسطيني كلمته بعد أن زورت كثيرا، وصندوق الاقتراع سيظهر حجم القوى الفلسطينية على الساحة، وعندما نقول أن خيارنا أبو مازن علينا أن نعرف أننا لا نقول ذلك كتعصب لحركة فتح التي نحبها، إنما نختار رجلا تجتمع فهي صفات نحتاجها في هذا الوقت".
وأشار عمرو أن من بين هذه الصفات تاريخ أبو مازن قائلا "هو مؤسس في حركة فتح والى جانب التأسيس العام هو مؤسس لنفق تم حفره تحت الأرض ليصل إلى البيت الأبيض، وأبو مازن هو توأم أبو عمار وهذا ليس توصيف ساذج، فكل مبادرة طرحها أبو مازن كانت منسقة مع عرفات ومع باقي القيادة التاريخية من خالد الحسن إلى أبو جهاد".
أما الصفة الثانية فحددها عمرو بالجدية قائلا أنها تعني "التصميم والتأكد من صحة ما يتم عمله، ولمست هذه الصفة في أبو مازن طوال سنوات، وجديته هي سر استقالته المبكرة لأنه لم يقبل أن يظل رئيس وزراء دون سلطة، وكان بامكانه أن يظل حاملا صفة رئيس الوزراء إلى ما لانهاية ولكنه رفض ذلك، واستقال".
وأضاف عمرو "شكرا لابي مازن لأنه خرق قاعدة التشبث بالكرسي في الساحة الفلسطينية"
وقال بان حركة فتح من خصائصها قسوة الصراع الداخلي فيها، وكان لأبي مازن دور مشهود في قيادتها.
وكشف عمرو بان البعض نصح أبو مازن بعدم طرح شعارات صريحة مثل وقف عسكرة الانتفاضة كي يكسب أصوات مزيد من الجماهير فكان رد أبو مازن بالرفض قائلا "أنا لن أتحول إلى جامع للأصوات كيفما اتفق وانأ أحب أن ينتخبني شعبي كما أنا وعندما يحدث هذا سأحمل تفويضهم وامضي قدما".
وعلق عمرو على ذلك بالقول انه موقف يحسب لأبي مازن.
وأشار عمرو إلى أن قائد الشعب الفلسطيني هو عمليا قائد لأعقد قضية في التاريخ الإنساني حيث تجتمع التناقضات في كلمة فلسطين، قائلا أن "من يتصدى لقيادة شعبنا هو فعليا يتصدى لحالة، ويجب أن يكون الرئيس المقبل مؤمنا بالمؤسسات، والمؤسسة هي ليست كلمة تقال، ولكنها تعبير عن قوى الشعب، وتقاس فعاليتها بمدى قدرتها على حشد الجماهير لهدف معين".
وأضاف "يعترف أبو مازن انه لا يمتلك الخصائص التي كان يمتلكها أبو عمار وهو ليس بحاجة لذلك، لأنه أن الأوان لترسيخ المؤسسة".
وقال "نجحنا في بناء مؤسسات رغم الاحتلال، مثل الجامعات، التي انشاناها في ظل الاحتلال وأفضل انتخابات في تاريخنا المعاصر حدثت أيضا رغم الاحتلال عام 1976، أن لدينا عندما نتحدث عن المؤسسة رصيدا فعليا عن هذا الجانب في حياتنا، يجب أن نستثمره".
وأضاف بعد أن ننجز انتخاب الرئيس ويحصل أبو مازن على ما يستحق من أصوات نريد عندما يجتمع أبو مازن مع شارون يقول له أن لديه تفويض اكبر مما معك.
وقال "لقد ألغينا من قاموسنا نجاح الرئيس بنسبة التسعات الثلاث الشهيرة، ولكننا نطمح لان يحصل أبو مازن على نسبة مريحة من الأصوات".
وحول مؤتمر حركة فتح الذي تقرر أن يعقد في شهر آب (أغسطس) المقبل قال عمرو انه لا يجب على الحركة أن تجعل منه فقط مناسبة انتخابية، ولكن مؤتمرا تجديديا بعد 14 عاما من عقد آخر مؤتمر، والتجديد يكون على مستوى البرنامج السياسي والحياة التنظيمية.
وأضاف "نريد أن نرى فتح تتجدد ليس فقط عبر مؤتمرها ولكن عبر المؤسسات الوطنية مثل البلديات، فالانتخابات هي نوع من عملة تجديد لحركة فتح نفسها بهذه الوسيلة الشعبية العريضة".
وقال "ألان نحن مقبلون على مؤتمر وما زال لدينا وقت كي نستعيد حركتنا ونذهب إلى المؤتمر ببرنامج نأمل أن يقر في المؤتمر، فيه وضوح في البرنامج السياسي، ولا نريد أن يكون المؤتمر مجرد حفلة انتخابات".
وأعرب عمرو عن اعتقاده بان الاسرائيلين يقفون ضد أبو مازن، ولا يحبذون انتخابه وبرأيه ليس لأنه صرح بأنه متمسك بالثوابت الوطنية ولكنه لأنه يريد أن يحرجهم بخيار السلام.
وقال عمرو "الرئيس الراحل عرفات وجميع القيادات أعلنوا تمسكهم بهذه الثوابت، ولكن خيار السلام يضع الاسرائيليين في الزاوية، كان عرفات يعلن وهو محاصر انه مع خارطة الطريق ومع المبادرات السلمية، فكان شارون يزيد من حصاره له".
مجزرة إسرائيلية في غزة
وعلى الصعيد الميداني ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي ، صباح اليوم ، مجزرة جديدة راح ضحيتها ثمانية فلسطينيين على الأقل بينهم أطفال ، و إصابة عشرة آخرين ، وصفت جراح أربعة منهم بأنها بالغة الخطورة ، جراء قصف الدبابات الإسرائيلية لمجموعة من المزارعين في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة .
و قال شهود عيان ، أن مجموعة من المزارعين الفلسطينيين تواجدوا في مزرعتهم بمنطقة فدعوس في بيت لاهيا ، قبل أن تستهدفهم الدبابات الإسرائيلية بقذائفها ، مما أدى إلى مقتل ثمانية منهم على الفور ، و قد وصلت جثثهم عبارة عن أشلاء مقطعة إلى مستشفى كمال عدوان في بيت حانون ، بالإضافة إلى إصابة عشرة آخرين جراح أربعة منهم بالغة الخطورة .
و قالت مصادر طبية فلسطينية لـ " إيلاف " ، أن العديد من المصابين يخضعون حالياً لعمليات جراحية عاجلة ، فيما تم تحويل حالات أخرى إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة ، إضافة إلى أن ثلاجات الموتى في المستشفى قد امتلأت بأشلاء الشهداء الذين من بينهم أطفال ، ومزارعين يصعب التعرف عليهم .
و أضافت المصادر ذاتها أنه تم التعرف على أربعة شهداء و هم محمد حسين غبن ، و هاني كامل غبن ، و راجح غبن ، و راجح كسيح ، فيما يصعب التعرف على الباقين لتمزق جثثهم جراء القصف الاسرائيلي .
و قال ناطق عسكري باسم الجيش الاسرائيلي إن الدبابات أطلقت قذائفها على مجموعة من المسلحين حاولوا إطلاق صواريخ محلية الصنع على مستوطنات اسرائيلية ، لكن مصادر فلسطينية كذبت هذه الأنباء كون القتلى هم من الأطفال و المزارعين .
التعليقات