نصر المجالي من لندن: أكدت مصادر كويتية وبحرينية في اتصال مع "إيلاف" أن لا محادثات سياسية كانت على أجندة زيارة عاهل البحرين الملك عيسى بن سلمان آل خليفة التي قام بها لساعات اليوم إلى الكويت، مشيرة أنها كانت "ودية لا بل عائلية"، وزادت المصادر أن أية قضية لم تبحث خلال اللقاءات التي أجراها الملك حمد مع كل من أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد وولي عهده الشيخ سعد العبد الله ورئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد.

وكانت بعض المعلومات أشارت إلى أن الجانبين البحريني والكويتي سيبحثان في العلاقات الخليجية الراهنة، على ضوء ما كان تواترت عنه الأنباء في الأسابيع الأخيرة عن توتر في العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، بعد توقيع هذه الأخيرة اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمر الذي أزعج السعودية لكن الأوضاع عادت إلى حالها الودي السابق، خصوصا وأن الملك حمد زار في نهاية الأسبوع الماضي الدمام واجتمع هناك مطولا مع ولي العهد السعودي الذي افتتح مشاريع بترولية عملاقة في منطقة القطيف.

وعلى هذا الصعيد، اكد مصدر بحرينى مسؤول ان موضوع ابرام الدول الاعضاء فى مجلس التعاون لدول الخليج العربية اتفاقيات منفردة تم مناقشته خلال الاجتماع السادس والستين للجنة التعاون المالى والاقتصادى بدول المجلس الذى عقد فى البحرين فى 18 ديسمبر 2004 حيث اوصت اللجنة بموافقة خمس دول اعتبرت اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الامريكية استثناء نظرا لعدم قبول الجانب الامريكى لمبدأ التفاوض الجماعى على ان يتم المضى فى المفاوضات الثنائية على النحو الذى يحقق المصلحة المشتركة لدول المجلس مجتمعة.

وكان المصدر يرد فى تصريح لوكالة انباء البحرين على ماورد فى بعض الصحف العربية حول مخالفة قانونية تنطوى عليها اتفاقية التجارة الموقعة بين مملكة البحرين والولايات المتحدة ، وقال المصدر بأن التوقيع على الاتفاقية لا يمثل أية مخالفة قانونية بأى حال من الاحوال .

وأشار الى ان المادة الحادية والثلاثين من الاتفاقية الاقتصادية الموقعة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تنص على أنه لا يجوز أن تمنح دولة عضو أية ميزة تفضيلية لدولة اخرى غير عضو تفوق تلك الممنوحة فى هذه الاتفاقية أو أن تبرم أى اتفاق يتعارض مع احكام هذه الاتفاقية الامر الذى يتبين منه ان الاتفاقية الاقتصادية لا تمنع أى دولة عضو من الدخول فى اتفاقيات مع دولة غير عضو شريطة عدم منح أى ميزة تفضيلية تفوق تلك الممنوحة للدول الاعضاء وفى هذا السياق فقد تم التأكيد فى عدد من اجتماعات لجنة التعاون المالى والاقتصادى بمجلس التعاون على ان الالتزامات المنصوص عليها فى اتفاقيات التجارة الحرة بين أى من الدول الاعضاء والولايات المتحدة الامريكية سوف تمنح الى جميع دول المجلس .

وكانت المملكة العربية السعودية أكدت أمس، أنه لا توجد أية خلافات بينها وبين البحرين بسبب اتفاق التجارة الحرة الذي وقعته المملكة مع الولايات المتحدة في أيلول (سبتمبر) الماضي. وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي فؤاد الفارسي - في بيان عقب الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء – نقلته وكالة الأنباء الألمانية (دب ا) أن "وجهة نظر المملكة تجاه الاتفاق الاقتصادي الذي وقعته مملكة البحرين لا تعتبر بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية من قبيل الخلاف الثنائي، ولا حتى الجماعي، بل هو حرص منها على جدية وصدقية قرارات مجلس التعاون الخليجي وما يتعلق بوحدته الاقتصادية ومسيرة التكامل الاقتصادي بين دوله".

وكان وزير المال السعودي إبراهيم العساف قال في تصريحات صحافية مساء الأحد إن السعودية قد تلجأ إلى اتخاذ إجراءات قانونية وعملية في حال مضي أية دولة خليجية في تنفيذ اتفاقات تجارة حرة ثنائية بشكل انفرادي، في إشارة إلى اتفاق التجارة الحرة بين البحرين والولايات المتحدة.

وإليه، عاد الملك حمد إلى بلاده بعد زيارة استغرقت خمس ساعات فقط على الكويت، حيث اصطحب معه أنجاله في الزيارة التي اطمئن خلالها على صحتي أمير الكويت وولي العهد الشيخ سعد، وتناول الغداء على مائدة أقامها الشيخ جابر في قصر دسمان احتفاء به.

وأضافت مصادر في الكويت والمنامة لـ"إيلاف" أن الحديث بين الجانبين كان وديا "ولكن جرى فيه عرض عام للعلاقات الأخوية المتميزة القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين والسبل الكفيلة بتطويرها وتنميتها لكل ما فيه خير وصالح البلدين وضرورة ترسيخ هذه العلاقات المتميزة"، وتابعت "كما تم خلال اللقاء استعراض نتائج الدورة الخامسة والعشرون للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ( قمة زايد) التي استضافتها مملكة البحرين في العشرين من الشهر الماضي، إضافة إلى استعراض للقضايا السياسية التي تشهدها المنطقتان الإقليمية والدولية والقضايا موضع اهتمام البلدين .

وأخيرا، أعرب الملك حمد بن عيسى آل خليفة خلال اللقاء عن خالص تمنياته لأخيه أمير دولة الكويت وولي عهده "بوافر الصحة والسعادة وطول العمر لمواصلة مسيرة الخير والنماء التي تشهدها دولة الكويت، داعيا الله أن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه".