سمية درويش من غزة: تولد الذعر الشديد في أوساط المستوطنين ،بعد إصابة ما يزيد عن اثني عشر جنديا إسرائيليا بجروح، جراء قصف قاعدتهم العسكرية داخل الخط الأخضر بصاروخين من طراز "قسام" ، لاسيما في بلدة "أسديروت" اليهودية جنوب النقب.
وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد طورت صواريخها ،التي تشكل حالة من القلق على الصعيد الشعبي والرسمي الإسرائيلي، بعد ان أصبحت مجموعات القسام تدك بشكل يومي المستعمرات اليهودية وغالبا ما توقع جرحى وقتلى في صفوف الإسرائيليين.
وقد أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعليماتها إلى سكان "أسديروت" بالهروب الى الملاجئ عند سماعهم صفارات الإنذار التي تنبههمالى سقوط الصواريخ ،بينما اتخذت اليوم إسرائيل تعليمات جديدة تمنع بموجبها سكان "اسديروت" من إخراج أطفالهم من المدارس في ساعات الظهر، والتقليل من تجولهم في البلدة، إلى أن تصدر تعليمات مغايرة من قبل الجيش.
أزمة سياسية وعسكرية،
وشكل تصعيد المقاومة الفلسطينية لعمليات قصفها الصاروخي والمدفعي على المستعمرات اليهودية في قطاع غزة وبلدة "أسديروت" في النقب منذ أكثر من أسبوعين، أزمة سياسية وعسكرية، لا سيما في ظل الضغوط التي يمارسها المستوطنون لوقف عمليات القصف التي أصبحت توقع قتلى وجرحى وتدميرا كبيرا أكثر من ذي قبل، حيث خرجوا مؤخرا في تظاهرة كبيرة في القدس مطالبين بوقفها.
أصبحنا رهينة
كما ولد استمرار سقوط الصواريخ الانتقادات من قبل سكانها إلى الحكومة، حيث دعا رئيس بلدية المدينة حكومته إلى القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، لوقف إطلاق الصواريخ على النقب الغربي ،ونقلت الإذاعة الإسرائيلية، عن أحد المستوطنين من سكان "أسديروت" قوله "إن السكان يعجزون عن ممارسة حياتهم الاعتيادية".
وأضاف لقد أصبحنا رهينة بيد مخربي حماس، على حد تعبيره.
وكانت بلدة "أسديروت" قد تعرضت، صباح اليوم، الىالقصف ثلاث مرات بصواريخ "القسام" ،كما أمطرتها المقاومة الفلسطينية، خلال الأسبوعين الماضيين تحديدا، بالعشرات من الصواريخ، أسفرت عن إصابة ما لا يقل عن 20 مستوطنا، ودمرت العديد من منازل المستوطنين ومصانعهم وسياراتهم .
ابتكارات المقاومة
وأصبحت سلطات الاحتلال عاجزة وعديمة الجدوى في مواجهة ابتكارات المقاومة الفلسطينية المتتالية، إن كان في تصنيع الصواريخ المحلية أو بعمليات الأنفاق المفخخة، بل إن الخارجية الإسرائيلية بدأت عملية استجداء لمساعدة دولية، من خلال حملة دبلوماسية تقوم بها هذه الأيام لوقف إطلاق صواريخ "القسام".
وقالت كتائب القسام، لقد وصل معدل القصف اليومي في بعض الأحيان إلى أكثر من 30 صاروخا وقذيفة "هاون"، على الرغم من العدوان الإسرائيلي المتواصل على شمال قطاع غزة وجنوبه لوقف عمليات القصف.
وأوضحت القسام في تقرير لها على شبكة الانترنت، لقد بلغ عدد الصواريخ والقذائف التي أطلقتها "كتائب عز الدين القسام"، خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 300، بينها 100 صاروخ من طراز "قسام"، وأكثر من 200 قذيفة "هاون".
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن إطلاق صواريخ القسام وقذائف الهاون من قطاع غزة باتجاه المستوطنات في القطاع، والبلدات اليهودية شمال قطاع غزة لا يزال مستمرا وبوتيرة متصاعدة، مشيرة إلى استحالة منع هذه الصواريخ 100 في المئة.
وأصبحت صواريخ القسام التي طورها مهندسو كتائب القسام بين الحين والآخر، إضافة إلى قذائف "الهاون"، على الرغم من أنها استخدمت منذ العام الثاني للانتفاضة التي هي الآن في عامها الخامس على التوالي، توقع خسائر وأضرارا بشرية غير مسبوقة وهو ما يشير إلى تطور أداء المقاومة في هذا الجانب من حيث التصنيع، علما بأن كل هذه القذائف والصواريخ مصنعة محليا، أو من خلال التطور في عمليات القصف والإطلاق والتسديد من قبل المجاهدين.
واكدت القسام أن عمليات القصف تتم في ظروف غاية في التعقيد والخطورة في ظل التحليق المتواصل لطائرة الاستطلاع والمروحيات الحربية الإسرائيلية.
إجراء تحسينات
وتقول مصادر المقاومة الفلسطينية إن قدرة قذائف "الهاون" على الإصابة زادت بشكل كبير بعد إجراء تحسينات عليها، لاسيما في مادة "الكرودايت" الدافعة وصقل الجسم الخارجي للقذيفة وتحسين قدرة القاذف من خلال المقاييس والزوايا التي تزيد من دقة الإصابة.
وكان أكثر من فصيل فلسطيني قد أعلن تطوير صواريخه ليبلغ مداها ثمانية عشر كيلومترا، حيث باستطاعتها الوصول إلى عسقلان، مع الإشارة إلى أنه قد تم قصف مدينة "المجدل" القريبة منها.
كما تؤكد مصادر استخبارية إسرائيلية أن "كتائب عز الدين القسام"، تواصل تطوير صواريخها لتصبح ذات مدى أبعد وقوة أكبر، كما ترجح هذه المصادر بأن حركة حماس لن توقف عملياتها بقصف أهداف يهودية بصواريخ من طراز "قسام" باعتباره سلاحا استراتيجيا، بإمكانه تهديد إسرائيل، على حد قولها.