الياس توما من براغ : حمل قانون الدفاع الجديد عن الجمهورية الذي بدأ العمل به في تشيكيا مطلع هذا العام تغييرا نوعيا بالنسبة لوضع النساء التشيكيات، فعلى خلاف القانون السابق الذي كان يجيز استدعاء النساء للخدمة في القوات المسلحة في حال الضرورة القصوى لكن فقط في إطار الخدمات الطبية والإنسانية فان القانون الجديد قد ألغى هذه الفقرة ،مما يعني حسب العاملين في الإدارة القانونية لوزارة الدفاع بأن النساء سيتم استدعائهن للخدمة في القوات المسلحة في حال تعرض البلاد إلى الخطر بشكل متساوي مع الرجال وبالتالي يمكن زجهن في أي قطاع عسكري حسب إمكانياتهن وحاجة الجيش .
ويقول رينيه كوخارج من الدائرة القانونية في الوزارة بان القانون الجديد يأخذ بعين الاعتبار المساواة في التعامل مع الرجال والنساء ويمنع التمييز بينهم .
وينص قانون الدفاع الجديد الذي تم بموجبه إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية في تشيكيا وتحويل الجيش إلى جيش محترف على انه في حال تعرض سيادة البلاد أو وحدة أراضيها للخطر أو في حال تعرض الأسس الديموقراطية للبلاد بشكل جدي للخطر فسيتم تعبئة كافة المواطنين من رجال ونساء الذين تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والستين .
وتحدد الحكومة في مثل هذه الأوضاع حجم التعبئة العامة والتدريج الذي سيتم في هذه المسالة وحسب الأوساط العسكرية فان الزج سيكون أولا بقوات الاحتياط النشطة ثم يتم استدعاء العسكريين الاحتياط ثم بعد ذلك الرجال بين سن الثامنة عشرة والستين وفي حال عدم كفاية كل هؤلاء سيتم استدعاء النساء .
وقد دفع زج النساء في الحرب بشكل متساوي مع الرجال وفق القانون الجديد ببعض الأوساط النسائية التشيكية ولاسيما اللواتي ينشطن في الحزب النسائي التشكي الجديد الذي يحمل تسمية حزب " تساوي الفرص " إلى التعبير عن دهشتهن من ذلك والى وصف الأمر بأنه جنون ،غير أن نساء أخريات أبدين تفهما لهذا الأمر انطلاقا من وجود مساواة بين الرجال والنساء في الحرب والسلم وانطلاقا من أن حياة الرجال والنساء متساوية .
وتؤكد الأوساط العسكرية أن العمل بالقانون الجديد لن يكون شاقوليا لأنه يتضمن استثناءات فعلى سبيل المثال لن يتم استدعاء النساء الحوامل ولا الرجال الذين يربون طفلا أو أكثر لوحدهم .
وعلى الرغم من رد الفعل السلبي الذي صدر عن بعض الأوساط النسائية التشيكية تجاه القانون الجديد باعتباره يتجاهل طبيعة المرأة وخصوصيتها إلا أن اهتمام التشيكيات بالعمل في الجيش التشيكي المحترف يبدو كبيرا ويؤكد لودييك شفيهليك نائب مدير الوكالة التي تقوم بتجميع واختبار المتقدمين للعمل بشكل احترافي في الجيش التشيكي أن مئات التشيكيات تقدمن للتطوع في الجيش وانه يوجد الآن 2000 امرأة في الجيش التشيكي المحترف الذي يضم الآن 35000 جندي وضابط ومتطوعين مدنيين وان من بين النساء اللواتي يخدمن في القوات المسلحة طيارات يطرن على طائرات الهيلوكبيتر العسكرية وسائقات دبابات وعربات مصفحة إضافة إلى وجود راميات على الأسلحة الرشاشة الثقيلة .
وحسب رأيه فان النساء في الجيش يتحملن بشكل أفضل الأعباء الناجمة عن المهام الموكلة لهن كما أنهن أكثر دقة في تنفيذ المهام .
يذكر أن اغلب دول العالم تستدعي فقط الرجال للخدمة العسكرية الإلزامية فيها باستثناء ست دول تستدعي النساء أيضا أما هذه الدول حسب المصادر التشيكية فهي انغولا وتشيلي وإسرائيل وليبيا والبراغواي وشكليا الصومال .