بشار دراغمه وخلف خلف من رام الله: أكدت مصادر فلسطينية لـ"إيلاف" أن وزيرة الخارجية الأميركية الجديدة، كونداليزا رايس ستجتمع في شهر آذار (مارس) المقبل بالرئيس الفلسطيني الجديد، محمود عباس ( أبو مازن) في مقر الرئاسة في بمدينة رام الله، كما وستجتمع أيضا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، أرييل شارون، في تل أبيب.
وحسب المصادر فإن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كلا منهما معني أن يكون الأقرب للولايات المتحدة الأميركية قبل وصول رايس للمنطقة، وتحقيق شيء إيجابي بمسألة المفاوضات بين الجانبين وذلك على اعتبار أن رايس صاحبة نفوذ كبير ولديها خبرة كبيرة بممارسة الضغوطات، وبالتالي فان الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يسعيان الى تجنب هذه الضغوطات وتحقيق شيء ما على أرض الواقع قبل وصول رايس.
هذا في وقت أطلق فيه شارون يد العنان لجيشه لفعل ما يشاء في قطاع غزة ردا على عملية معبر كارني التي قتل فيها ستة إسرائيليين، ويعتبر شارون أن الأيام القريبة المقبلة هي بمثابة فترة اختبار لمحمود عباس، بينما دعا عباس من يومه الأول لترؤس السلطة الى ضرورة وقف العمليات المسلحة ضد إسرائيل.
من جهتها قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن إسرائيل تتوقع خطوات فلسطينية حازمة ضد الفصائل الفلسطينية و تمارس الضغط على محافل خارجية مثل الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي لتنتزع أفعالا، أو على الأقل وعودا، من قيادة السلطة.
وتضيف الصحيفة: " الأحلام هذه المرة أيضا ستتبدد وخيبة الأمل من الفلسطينيين ستدفع الجيش الإسرائيلي إلى خطوات هجومية واسعة في قطاع غزة، وأجهزة أمن السلطة، حتى لو لم تكن الهدف الأساس للهجوم، فإنها ستكون من المتضررين".
وتشير هآرتس إلى انه في الأسابيع الأخيرة علقوا في إسرائيل آمالا كبيرة حول محمود عباس حيث تأثروا بتصريحاته الواضحة المنددة بالانتفاضة المسلحة، والنقل السلس للصلاحيات بعد وفاة عرفات، وبالجنازة الهادئة للرئيس والنصر الحاسم لابو مازن في الانتخابات. ولكن نافذة الفرص، التي أملت إسرائيل في العثور عليها في ضوء تبادل السلطة لدى الفلسطينيين، لم تفتح حاليا بأكثر من شق ضيق.على حد وصف الصحيفة
وتؤكد أيضا أنه على فرض أن أبو مازن يخطط للوصول إلى وقف للنار، فانه يرغب في عمل ذلك بطريقته وبوتيرته من خلال محادثات إقناع واتفاقات هادئة، من دون خطوات قوة.
والمشكلة حسب الصحيفة انه لا يوجد تحت تصرف إسرائيل ما يكفي من الوقت كي ترى في ما إذا كان سينجح في ذلك. وإنه في حال استمرار عمليات إطلاق النار، والراجمات والعبوات الناسفة، فان إسرائيل ستكتفي بالإعراب عن القلق وردود الفعل المحلية.
وتقول الصحيفة الإسرائيلية: " من خلال العملية في كارني وجهت المنظمات الفلسطينية (اثنتان من الثلاثة التي نفذتها تنتميان بشكل عام إلى فصائل فتح) إصبعا في عين السلطة، وبالتالي فان هذه الإحداث بدأت العد التنازلي. ليس نحو خطة فك الارتباط، التي ستبدأ فقط في بداية تموز(يوليو)، بل نحو العملية الكبرى في القطاع. الجيش الإسرائيلي يستعد لهذه الإمكانية منذ زمن بعيد. وعندما يقول رئيس الوزراء ارييل شارون إن فك الارتباط لن ينفذ تحت النار، فهو لا يقصد فقط إمكانية (وهي المفضلة في نظره) انسحاب بالتنسيق مع الفلسطينيين، بل والخطة البديلة أيضا: احتلال مناطق فلسطينية واسعة يتيح للجيش الإسرائيلي منع الهجمات من مسافة قريبة من المستوطنات وطرق الوصول إليها، فيما تشغل باله المواجهات مع رافضي الإخلاء الإسرائيليين".
وتعتبر الصحيفة أن مثل هذه الخطوة كفيلة بأن تضم شمال القطاع (منطقة بيت حانون)، أجزاء من خانيونس وكذا مناطق تلاصق محور فيلادلفيا في رفح.
مؤكدة أنه وخلال المشاورات التي أجراها في نهاية الأسبوع وزير الأمن شاؤول موفاز اتفق على خطوات بحجم أصغر، تتمثل في إغلاق كل المعابر في حدود القطاع (كارني وايرز، إضافة إلى رفح المغلق على أي حال منذ الانفجار في الموقع)، رد فعل محلي، موضعي، على كل عملية ضد إسرائيليين واستئناف الاغتيالات بحق المقاومين الفلسطينيين.
مشيرة إلى أن استمرار التصعيد الحالي كفيل بان يؤدي إلى تطبيق الخطوة الأوسع، بجدول زمني اقصر بكثير. ومنذ أمس دخل الجيش الإسرائيلي إلى حي الزيتون في جنوب مدينة غزة، وبادر إلى مواجهات مع نشطاء مسلحين واستشهد خمسة فلسطينيين، وكذلك فإن استمرار النار على سديروت كفيل بان يدفع إسرائيل إلى مزيد من الخطوات.
أما بالنسبة الى الجانب الفلسطيني وحسب رأي الصحيفة التي تنقل الكلام عن لسان القيادة الفلسطينية فان السلطة أضعف مما ينبغي، وبحاجة إلى وقت وتجد صعوبة في العمل بينما يواصل الجيش الإسرائيلي إلحاق الخسائر الفلسطينية في القطاع.
وفي القيادة العسكرية الإسرائيلية يأخذون انطباعا مغايرا، حيث يعتقدون أن تحت تصرف الزعيم الفلسطيني قوة أكثر مما يعرض وان بعضا من كبار مسؤولي الأجهزة في القطاع كان يسرهم أن يتلقوا تعليمات بالعمل ضد حماس، إن لم يكن بوساطة موجة اعتقالات، فعلى الأقل في إصدار تعليمات تحظر حمل السلاح على الملء.