أسامة العيسة من القدس: أصبح محمود عباس (أبو مازن)، رئيس السلطة الفلسطينية الجديد، شخصية إشكالية في المجتمع الإسرائيلي يجري حولها النقاش والاختلاف، بعد الإنذارات الشديدة التي وجهها له ارييل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وشن حملة دولية لعزله.
ويشمل النقاش حول شخصية أبو مازن المستوطنين والصحافيين والسياسيين، ويتمحور حول إذا كان مختلفا عن سلفه ياسر عرفات أم انه، شبيهه وامتداد له.
وشبهت بعض الأوساط الإسرائيلية أبا مازن بالحاسوب ذو شاشة جديدة لكن قرصه الصلب قديم لم يتغير، بينما تطالب أوساط أخرى بإعطائه فرصة مؤكدين ثقتهم بان برنامجه يختلف عن عرفات.
وسيتوجه أبو مازن إلى قطاع غزة يوم الأربعاء عشية عيد الأضحى، ليبدأ في وضع حد للعمليات الفلسطينية التي تنفذها فصائل وأفراد وجماعات فلسطينية متنوعة تجمعها أشياء وتفرقها أشياء أخرى.
وحسب رصد أولي فان أبا مازن سيواجه غابة من البنادق في قطاع غزة وسيعمل في وضع ليس سهلا أبدا مع أمراء الأمن هناك.
وتوجد في قطاع غزة أجنحة عسكرية على مستوى عال من التنظيم، مثل كتائب الشهيد عز الدين القسام، وجناح حركة حماس العسكري، والتي طورت قدراتها القتالية خلال انتفاضة الأقصى، والمسؤولة بشكل رئيسي عن إطلاق صواريخ محلية الصنع على المستوطنات الإسرائيلية، وأيضا كانت المبادرة إلى تفجير الإنفاق تحت نقاط ومعسكرات جيش الاحتلال في القطاع، ورغم هذه الميزات العسكرية التي جعلت كتائب القسام قادرة على إثارة المشاكل لشارون، فإنها قد تكون الأسهل ضمن مهمة أبي مازن، لأنها ستلتزم بشكل تام وبدون خرق لأي اتفاق يعقده أبو مازن مع قيادتها السياسية.
والأمر مشابه بالنسبة لسرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وان كان يعتقد أن التزام أفرادها بأي قرار مع قيادتها السياسية لن يكون تاما، وسيتم خرقه بين الوقت والآخر.
وستكون مهمة أبو مازن أصعب بكثير مع مجموعات مسلحة كثيرة تابعة لحركة فتح متشعبة وممتدة العلاقات، مع الأجهزة الأمنية المحلية ومع قيادات عسكرية فلسطينية في لبنان وأيضا مع حزب الله.
ولكل مجموعة من هذه المجموعات مطالب خاصة بها، لا تتعلق فقط بما تقول انه خيارات استراتيجية تتعلق بالمقاومة والدفاع عن الأرض.
وقال أفراد من هذه المجموعات، إنها يمكن أن تصعد هنا وتخفف هناك من اجل إظهار قدرتها أمام أبو مازن، ورفع سعر صمتها أو فعلها لديه، وهو سعر لا يشمل فقط متطلبات مالية ولكن أيضا تنفيذ مطالب أخرى وظائفية وخدماتية.
وتتقاطع الأهداف والوسائل والغايات، لدى هذه المجموعات بما هو مقاوم مع مصالح ذاتية وعائلية أيضا.
وتتبع بعض المجموعات مناطق وعائلات معينة مما سيعقد مهمة محمود عباس.
وسيواجه أبو مازن أيضا مصاعب مشابهة أيضا مع الأجهزة الأمنية التابعة لسلطته وعددها يصل إلى 11 جهازا، يسعى أبو مازن إلى توحيدها في ثلاثة، ولكن لن يتم ذلك إلا بالاستغناء عن عدد كبير ووافر من حملة الرتب العالية، مما يعقد من مهمته.
وهذا يعني أن أبا مازن يواجه عددا غير معروف من أمراء الأمن، يتعين عليه إرضاءهم جميعا.
وحسب مصادر أولية فان عدد مسلحي هذه الأجهزة يصل إلى نحو 35 ألف مسلح، يشكلون غابة بنادق حقيقة يتحتم على أبي مازن قطعها بكثير من الحذر والسير بين نقاط المطر الموسمي الذي تتحكم في موعده رياح السموم الإسرائيلية.