نبيل شرف الدين من القاهرة: بعد نحو 14 عاماً قضاها في المنفى الاختياري، يكتمل عقد أركان الحكم التقليديين في السودان، بوصول السيد محمد عثمان الميرغني، زعيم الحزب الاتحادي (أكبر أحزاب السودان التقليدية)، ورئيس التجمع الوطني الديمقراطي، قادماً من القاهرة إلى الخرطوم يوم 12 من شباط (فبراير) المقبل، وأكمل الحزب وهيئته الختمية "الطائفة الدينية للحزب" استعداداته لاستقبال الميرغني الذي تشارك فيه حشود جماهيرية كبيرة وممثلون للحكومة السودانية. وعرفت القاهرة خلال الأيام الماضية نشاطا سودانيا مكثفا تمثل بعقد سلسلة لقاءات واتصالات بين قادة تجمع المعارضة الشمالية وممثلي حكومة الخرطوم، فقد أعلن الحزب الاتحادي عزمه تنظيم استقبال شعبي بين المطار و"حديقة السيد علي"، حيث يلقي السيد عثمان الميرغني خطابا شاملاً يبين أهداف العودة ويشكر مستقبليه، قبل ان يحط الركب العائد الرحال في الخرطوم بحري حيث ديار أسرة الميرغني العريقة التي تتزعم طائفة الختمية في السودان .
وقبيل مغادرته القاهرة بعد المشاركة في التوقيع على اتفاق السلام بين تجمع المعارضة وحكومة السودان، قال فتح الرحمن إبراهيم شيلا الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي السوداني إن الميرغني سوف يعود إلى الخرطوم بعد التوقيع النهائي على اتفاق المصالحة بين الحكومة السودانية والتجمع في القاهرة يوم 12 من شهر شباط (فبراير) المقبل .
وقال إن اتفاق المصالحة في القاهرة يفتح صفحة جديدة للسلام في السودان، مشيرا الى أن الحزب الاتحادي أصدر بيانا أكد فيه دعمه وتأييده لهذا الاتفاق، لافتاً إلى أن كوادر وقواعد الحزب رحبت بهذا الاتفاق، واستعدت للمرحلة الجديدة التي ستدخل فيها القوى السياسية السودانية شريكاً في عملية السلام مع حكومة الخرطوم .
وأصدرت الحكومة السودانية قرارا بتشكيل لجنة للاتصال بجميع القوى السياسية السودانية بما فيها حزب المؤتمر الشعبي المعارض الذي يتزعمه حسن الترابي للوصول الى اتفاق يحقق الإجماع الوطني، كما أبلغت الخرطوم الاتحاد الإفريقي استعدادها للانسحاب من بعض المناطق في ولايات دارفور الثلاث، والتي كان الاتحاد الافريقي قد طلب الانسحاب منها وبعد عودة الصادق المهدي وحزبه الى الخرطوم، سعت اريتريا الى لعب دور في التسوية السياسية في السودان، واستطاع الرئيس اسياس أفورقي للمرة الأولى جمع الرئيس عمر البشير وزعيم التجمع محمد عثمان الميرغني في أسمرا في تموز (يوليو) العام 2002، ثم تواصلت الاتصالات حتى وقع النائب الأول للبشير، علي عثمان طه وعثمان الميرغني اتفاقاً في جدة نهاية العام 2003 وضع قواعد عامة لحل الأزمة السياسية في البلاد، ثم تبنت القاهرة استضافة محادثات بين الجانبين، بعدما فشلت مبادرتها المشتركة مع ليبيا لأسباب عدة، وأسفرت الوساطة المصرية الأخيرة عن توقيع اتفاق مبدئي للمصالحة يقضي بالمشاركة في الحكم ضمن الحصة المقررة للأحزاب الشمالية 14% ضمن بنود اتفاق السلام بين الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان الموقع في نيروبي يوم التاسع من شهر كانون الثاني (يناير) الجاري .
- آخر تحديث :
التعليقات