فالح الحمراني من موسكو: في مؤشرعلى توسيع روسيا شبكة الدول التي تتعاون معها في المجال النووي، جرى اليوم الاعلان عن تسليم موسكو مفاعل نووي للهند.

ويثير تعاون روسيا مع عدد من الدول بما في ذلك ايران ردود فعل لدى اميركاوعدد من الدول خشية من الافادة منه لتطوير برامج اسلحة نووية. وتقول روسيا ان هناك قوى دولية تسعى لمنعها من الدول الطاقة النووية وتلقي الظلال على العقود التي تبرمها مع دول اجنبية. وكانت اميريكا قد احبطت في وقت سابق عقدا لانتاج محرك صاروخي للهند، بحجة انه من النماذج المحظورة الدولية. وترتبط الهند بروسيا بعلاقات تصفها موسكو بالشراكة الاستراتيجية تشمل كافة الاصعدة الاقتصادية والسياسية، وتزامن تسليم المفاعل النووي مع عقد اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون بين الهند وروسيا في مكافحة الارهاب جلسة دورية لدراسة افاق النشاط في هذا المجال.

وقالت وسائل اعلام روسية ان روسيا وفي اطار الاتفاقية الموقعة بين البلدين سلمت اليوم الجانب الهندي مفاعلا هو واحد من مفاعلين لتشغيل محطة الكهرذرية الجاري تشييدها في كودانكولام (ولاية تاميلناد). وانتجب المفاعل شركة "إيجورسكييه زافودي" في مدينة سانت بطرسبورغ.

ويلغ وزن المفاعل النووي 320 طن . وصدرت روسيا للهند سابقا معدات بوزن 27 ألف طن لمشروع كودانكولام.ووفقا للمعطيات الرسمية، فان الخبراء الروس بشاركون في بناء مرحلتين من مشروع كودانكولام بقدرة 1000 ميغاوات لكل منهما. وطبقا للجدول سيتم تشغيل المرحلة الأولى في عام 2007 والمرحلة الثانية في عام 2008. وافادت بان ميخائيل مغيلادزه القنصل الروسي في مدينة تشيناي بدوره اكد خلال مراسيم تسليم المفاعل النووي، دعوة روسيا لتطوير التعاون مع الهند في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية مع تنفيذ كل الالتزامات الدولية بحذافيرها.

من ناحية اخرى أعرب المشاركون في جلسة لجنة العمل الروسية الهندية المشتركة لشؤون مكافحة الإرهاب الدولي عن القلق من الإرهاب العابر للحدود بين الدول. وتقول روسيا والهند ان مسلحين من يتسللون عبر حدودهما مع الدول المجاورة للمشاركة في الحركات الانفاصلية المسلحة في الشيشان وفي اقليم كشمير.

وقالت وكالة نوفستي ان اللجنة المذكورة عقدت جلستها الثالثة في موسكو في يومي التاسع عشر والعشرين من هذا الشهر. وترأس الجانب الروسي فيها المندوب الخاص لرئيس الدولة لشؤون التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة اناتولي سافونوف، بينما ترأس الجانب الهندي نائب وزير الخارجية ميرا شانكار.

وجاء في البيان المشترك للجنة والذي نشر على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الروسية على الإنترنت: "لقد تبادل الجانبان الآراء حول الإجراءات التي تتخذها روسيا والهند على المستويين الوطني والدولي من أجل تعزيز جهود مكافحة الإرهاب، وبحثا العلاقة المتبادلة بين الإرهاب وتجارة المخدرات غير الشرعية كأحد التحديات الجديدة كالتهديدات المتعلقة بوقوع أسلحة الدمار الشامل في أيدي الإرهابيين".

وأكد المشاركون في الجلسة على ضرورة قيام جميع الدول باتخاذ خطوات فعالة من أجل منع تقديم الملاذ للجماعات الإرهابية، وأعضائها. وشددوا أيضا على أهمية توسيع آليات التعاون الثنائي، ومواصلة تبادل المعلومات، والخبرات في مسائل مجابهة الإرهاب الدولي.

واتفق الجانبان الروسي والهندي على إقامة تعاون وثيق في اتجاه تحريك مشروع المعاهدة الدولية التي تقدمت به روسيا بشأن مكافحة الإرهاب النووي، ومشروع المعاهدة الشاملة الذي طرحته الهند حول الإرهاب الدولي. وقد رفع البلدان في وقت سابق مشروعي المعاهدتين إلى الأمم المتحدة للنظر فيهما.

وتقرر أن تعقد الجلسة القادمة للجنة العمل الروسية الهندية المشتركة لشؤون مكافحة الإرهاب الدولي في نيودلهي في النصف الثاني من هذا العام