بشار دراغمه وخلف خلف من رام الله: أكد مائير داغان رئيس جهاز الإستخبارات الإسرائيلي "الموساد" أن هناك مؤشرات واضحة جدا بان سورية تطور مخططات في المجال النووي، مما يشكل خطرا على امن المنطقة بشكل عام وإسرائيل بشكل خاص.
وأضاف داغان: " مصر أيضا لها قدرات في المجال النووي لكنها تقول باستخدامها في المجالات المدنية فقط ومن المتوقع أن تكون للسعودية اتفاقيات مع دول أخرى للحصول على معلومات علمية في المجال النووي".
وخصص داغان حديثه حول البرنامج النووي الإيراني وقال إن "إيران وصلت إلى نقطة اللا عودة" في برنامجها النووي.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن داغان قوله انه "خلال فترة قصيرة لن تكون إيران بحاجة الى مساعدة خارجية من اجل تخصيب اليورانيوم ومن هذه النقطة فان الطريق الى (انتاج) قنبلة نووية اصبحت قصيرة".
وأكد رئيس الموساد أن "تصريحات (نائب الرئيس الأميركي ريتشارد) تشيني التي حذر فيها إسرائيل من تنفيذ هجوم في إيران كانت موجهة إلى آذان أوروبية من اجل أن تقوم أوروبا بعمل ضد تسلح إيران بأسلحة نووية".
وأضاف داغان أن "التهديد النووي الإيراني هو تهديد حقيقي وإيران تحاول خداع المنظومة الدولية بخصوص تسلحها النووي".
واعتبر أن "إيران قلقة من الهدوء النسبي الناشىء في أعقاب انتخاب (محمود عباس) أبو مازن" رئيسا للسلطة الفلسطينية.
ومضى داغان أن "إيران تشجع حزب الله والمنظمات الإرهابية (ويقصد الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرا لها) على مواصلة النضال ضد العدو الصهيوني" على حد تعبيره.
واتهم رئيس الموساد روسيا بمساعدة إيران قائلا إن "الروس يقدمون المساعدة لإيران من اجل إقامة المفاعل النووي في بشهار لكن الروس فرضوا قيودا كبيرة على إيران".
وأردف أن "الروس لم يقرروا بعد في ما إذا سينقلون إلى إيران المواد الحارقة للمفاعل النووي".
على الرغم من ذلك قال داغان ان "الروس سيؤيدون الموقف الاوروبي الذي يشكك في نوايا ايران".
هذا وقد كشفت تقارير إستخباراتية عن اقتراب موعد الحرب الأميركية الإسرائيلية على إيران وحسب تلك التقارير فان عددا من الساحات القريبة من ايران والمحيطة بها تشهد لقاءات وتحركات وتعزيزات استخبارية تشارك فيها عدة دول تحضيرا واستعدادا لتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد الاراضي الايرانية.
وقالت مصادر صحافية إن هذه المشاورات الواسعة تتم بهدوء وسرية في الساحات المحيطة بايران لوضع اللمسات الاخيرة لخطة عسكرية تستهدف ايران، وهي عملية عدوانية واسعة ضد اهداف ايرانية عديدة تتم بوسائل مختلفة ومن جهات متعددة تشرف عليها وتحركها الولايات المتحدة واسرائيل.
وقالت صحيفة المنار الفلسطينية الصادرة داخل إسرائيل، إن مندوبين اسرائيليين أمنيين كبار يشاركون في هذه المشاورات والاجتماعات التي تعقد في شمال العراق وتركيا وافغانستان وباكستان وبعض الدول الاسلامية التي انفصلت عن الاتحاد السوفياتي (سابقا) والعديد من الدول المشاركة ليست لها علاقات دبلوماسية مع تل ابيب.
وحسب الصحيفة فان التقرير الاستخباراتي يؤكد ان هذه الاتصالات والمشاورات تتم في وقت تتزايد فيه النشاطات الاستخبارية والامنية التي تقوم بها جهات عدة في مقدمتها الولايات المتحدة واسرائيل، وهناك حالة تأهب قصوى داخل المحطات الاستخبارية الاميركية والاسرائيلية المقامة في دول عديدة تحيط بايران ومنها دول اسلامية وخليجية وفي شمال العراق وجنوبه.
ونقلت مصادر خاصة للصحيفة ذاتها ان الرئيس الاميركي جورج بوش على وشك اتخاذ القرار النهائي بشأن المسألة النووية الايرانية خلال الفترة القريبة المقبلة، وعلى الاغلب سيكون قرارا يقضي باستخدام الحل العسكري لحل هذه المسألة.
وتقول المصادر ان غالبية الدول الاوروبية موافقة على ضرورة انهاء اي خطر نووي ايراني وباي طريقة عسكرية، وهذا الموقف الاوروبي نقل بالفعل الى ادارة الرئيس جورج بوش في واشنطن، وتضيف المصادر نقلا عن جهات استخبارية ان الحدود الايرانية مع افغانستان وايران ستكون احد المعابر الرئيسة المهمة التي سيعبر منها المهاجمون الاميركيون.
وتتابع المنار قولها: "تشير التقارير الى ان الموضوع الايراني في العام 2005 على رأس اولويات الادارة الاميركية واسرائيل وان اتصالات بين واشنطن وتل ابيب بهذا الشأن لم تنقطع منذ أن بدأت ايران في مساعيها وان الزيارات التي يقوم بها رئيس جهاز الموساد الاسرائيلي مائير دغان الى العاصمة الاميركية وبعض الدول الأخرى لمناقشة ومتابعة هذه المسألة لم تنقطع، ويقول التقرير ان مسؤولا كبيرا في جهاز الموساد ان الجهاز أقر ميزانية اكبر من تلك في العام الماضي لسبع محطات استخبارية تابعة للموساد في دول قريبة من ايران وان المعلومات التي تجمع من الساحة الايرانية بوساطة هذه المحطات تنقل الى غرفة عمليات خاصة اقامها الموساد في مقره الرئيس في اسرائيل حيث يتم تحليلها ودراستها على ايدي طواقم استخبارية تابعة للموساد ومتخصصة في الشأن الايراني".
مشيرة إلى أنه وفي اطار تعزيز النشاط والقدرة التكنولوجية لمحطات الموساد المذكورة نقلت في الايام الأخيرة سرا الى محطة للموساد في احدى الدول الاسلامية القريبة من ايران معدات ووسائل تكنولوجية متطورة تستخدم لأول مرة في حرب الموساد ومساعيه الى جمع اكبر قدر من المعلومات عن الترسانة الايرانية.
وينقل التقرير عن مصادر استخبارية قولها ان المخاوف الاسرائيلية والاميركية تتركز على معرفة في ما اذا كانت طهران قد نجحت في ابتياع قنبلة نووية جاهزة لردع أي هجوم عليها مستقبلا، وبحيث تعلن في اللحظة المناسبة عن حقيقة امتلاكها لهذه القنبلة، وهذا الاعلان في حال حصوله سيتسبب في قلب موازين القوى، ودفع جميع الجهات المعادية لطهران الى اعادة التفكير بخطواتها العسكرية.
وتعلق المصادر على اعلان وزير الدفاع الايراني شمخاني بما يتعلق برفع حالة التأهب القصوى في صفوف سلاح الطيران الايراني بأن السبب يعود الى ازدياد اختراقات طائرات التجسس من دون طيار للمجال الجوي الايراني في الأسابيع الأخيرة منذ بداية العام،حيث تشير المصادر الى ان اسرائيل لوحدها قامت خلال الاسابيع الاخيرة ب32 طلعة نفذتها طائرات التجسس المتطورة فوق الاراضي الايرانية، واعترفت المصادر ان اعلان شمخاني هذا أخذفي الاعتبار ازدياد مثل هذا النشاط الاستخباري الذي كما هو معروف تزداد كثافته عشية الهجوم او العملية العسكرية المرتقبة ضد ايران.
وتؤكد صحيفة المنار على المصادر التي تنقل عن مسؤول في جهاز الموساد الاسرائيلي ان رئيس الجهاز المذكور مائير دغان قام بتطوير قسم (العمليات الخاصة) في جهاز الموساد وان حجم هذا القسم وعدد أفراده ازداد عشرات المرات عما كان عليه الوضع قبل تولي دغان مهام منصبه، ويضيف المسؤول الاستخباري ان هذا القسم افرز مجموعة يتراوح عدد اعضائها بين 60 ـ 80 عنصرا مدربا تدريبا عاليا على كل انواع القتال والعمل وراء خطوط العدو، وان الساحة الايرانية هي الهدف الاساسي لعمل تلك المجموعة القتالية التابعة للموساد، وتؤكد المصادر ان المقر الرئيس لهذه المجموعة هو في محطة الموساد في شمال العراق.
ويؤكد التقرير ان مسؤولا رفيع المستوى في جهاز الموساد اصبح يتولى منذ بداية العام مسؤولية
هذه المحطة التي تعتبر اكبر المحطات التجسسية القريبة من ايران، وان عمل تلك المجموعة يتم بتنسيق ومشاركة مع المليشيات الكردية المختلفة التي لها علاقات تعاون وتنسيق وثيقة مع اسرائيل، كما ان هناك فرقا عسكرية اسرائيلية تشرف على تدريب عناصر كردية في معسكرات خاصة شمال العراق.
وينقل التقرير عن المسؤول الاستخباري ان رئيس جهاز الموساد دغان التقى في مقر الموساد في اسرائيل قبل عشرة ايام مسؤولا كرديا رفيع المستوى يشرف على الجهاز العسكري في حزب جلال طالباني، ويشير المسؤول الى ان هذه اللقاءات لم تنقطع منذ سقوط نظام صدام حسين، وترى اسرائيل في الاكراد عنصرا مهما لتشكيل صورة الشرق الاوسط الجديد وان اسرائيل والقيادات اليهودية في العالم تدعم الاكراد في مطالبهم للحصول على استقلالهم في المناطق الشمالية الكردية وترى بان قيام دولة كردية مستقلة في شمال العراق يعني ان اسرائيل سوف تمتلك قاعدة لنشاطاتها الامنية والاستخبارية وستكون الاكبر في المنطقة، وتقيم تل أبيب علاقات متطورة مع مختلف الاجنحة الكردية التي تدرك جيدا حجم المساعدات والدعم الذي تقدمه اسرائيل لها سياسيا وعسكريا وصولا الى انتزاع استقلالها.
اما المحطة الثانية من حيث أهميتها كمحطة ومركز لجمع المعلومات الاستخبارية بعد المنطقة الكردية فهي منطقة تركيا التي ينشط فيها جهاز الموساد وله مكاتب فوق الاراضي التركية، منذ استانف هذا النشاط بعد انقطاع لفترة من الوقت بعد عمليات استنبول التفجيرية ضد اهداف يهودية، ثم تليها اوزبكستان وداغستان.
التقرير يقول ان طهران لا تقف مكتوفة الايدي امام هذا النشاط الاستخباري وان وحدات الموساد او الاستخبارات الاميركية التي تعمل على اجتياز الحدود تلاقي صعوبات في تخطي وتجاوز وحدات حرس الحدود الايراني التي اعلنت حالة التأهب القصوى في صفوفها منذ عدة أشهر، ويضيف التقرير انه حتى الآن لم يقع في ايدي السلطات الايرانية سوى خلايا تجسسية غالبية اعضائها ليسوا من الاجانب وان عمليات الملاحقة التي كانت تتم ضد وحدات ومجموعات التجسس التي كانت تجتاز الحدود الايرانية عند اكتشافها اوقعت في بعض الحالات والحوادث باجهزة استخبارية وتجسسية متطورة بعضها من صناعات المؤسسة الأمنية الاسرائيلية كما حدث في السابع من شهر كانون الثاني(يناير) الجاري في احدى القرى الحدودية على الحدود العراقية الايرانية.
ولا تتوقف نشاطات ايران فقط على مكافحة المحاولات التجسسية الغربية، بل تجاوزتها الى القيام بعمليات تجسسية في مناطق توجد فيها مصالح استراتيجية اميركية واسرائيلية وفي ساحات قريبة من اسرائيل.
وآخر التقارير الاستخبارية الموجودة في حوزة الاجهزة الاستخبارية الاميركية والاسرائيلية تؤكد ان ايران ستعلن عن امتلاكها للقنبلة النووية اذا ما بقيت الامور على ما هي عليه اليوم في النصف الاول من العام المقبل 2006، وان هناك ضرورة للقيام بعمل عسكري يحبط هذه المساعي الايرانية عبر توجيه ضربات عسكرية مركزة على 263 موقعا عسكريا داخل الاراضي الايرانية، ويشير التقرير الى ان طهران اقامت مدينة ضخمة تعمل تحت الارض في صناعة السلاح النووي وان هذه القرية مقامة تحت قرى في مكان وسط ايران.