بهية مارديني موفدة ايلاف الى موسكو:اعربت سورية وروسيا الاتحادية عن تاييدهما لوحدة وسيادة العراق وسلامته الاقليمية ودعمهما للعملية السياسية الجارية في هذا البلد والهادفة الى تحقيق الوفاق والمصالحة الوطنية وضمان حقوق ومصالح جميع العراقيين بغض النظر عن انتمائهم القومي والديني ووفقا لقرار مجلس الامن الدولي ذي الرقم 1546 والذي يوفر تنفيذه الظروف المناسبة لانسحاب القوات الاجنبية من العراق .
واعلن الجانبان السوري والروسي في بيان مشترك بعد مباحثات الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر الكرملين بعد ظهر اليوم ، اعلنا عن معارضتهما لسياسة المعايير المزدوجة في التعاون الدولي المناهض للارهاب .
واكد الرئيسان في القمة السورية الروسية عن استعدادهما للتعاون في مجال مكافحة الارهاب الدولي بما في ذلك تمويله وعمليات اختطاف الرهائن والتستر على الارهابيين ومموليهم .
واوضح البيان "ان الجانبين الروسي والسوري واثقان ان استئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة على المسارات الفلسطيني والسوري واللبناني سيساعد على التقدم في اتجاه تحقيق التسوية الشاملة والعادلة التي تتضمن انسحاب اسرائيل من جميع الاراضي العربية التي احتلتها في حزيران (يونيو) 1967 واقامة دولة فلسطينية مستقلة وتحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين وفقا للقرارات الدولية ".
وتجاوزت القمة السورية الروسية الموعد المقرر لها للانتهاء باكثر من نصف ساعة بعد ظهر اليوم .
وظهرت في موسكو اجواء الحميمية التي نقلت الدفء الى قاعات الكرملين ،متجاوزة ثلوج موسكو في الخارج ،وبعد توقيع الاسد و بوتين في نهاية المباحثات على البيان المشترك حول مواصلة التعاون بين سورية وروسيا الاتحادية قال الرئيس الروسي انه على يقين ان المباحثات بينه وبين الرئيس الاسد تسبق تعاونا واسعا وتفتح فصلا جديدا في العلاقات الثنائية بين البلدين ، مشيرا الى العلاقة الودية بين الشعبين وهذا ما اعتبره يشكل" شراكة حقيقية تقوم على الحقوق المتساوية والثقة المتبادلة " ، موضحا ان الجانبين اجريا" مفاوضات غنية وذات نتائج ملموسة" ، لافتا الى ان التوقيع على البيان المشترك سيفتح فرصا وامكانات جديدة للتبادل التجاري والثقافي وتطوير الاتصال المباشر بين مواطني البلدين .
وحدد بوتين ان المباحثات تطرقت قبل كل شيء الى تطوير العلاقات الاقتصادية بين روسيا وسورية والى التعاون المشترك الذي يحمل الطرفان الرغبة الايجابية المشتركة في تحسينه ، كما لفت بوتين الى ان التعاون طال مجالات الطاقة والغاز والنفط والطرق ، معتقدا ان مجلس الاعمال الذي تم تشكيله سوف يغني المشاريع الجديدة ، مؤكدا ان الجانبين تمكنا من حل مشكلة الديون على اساس مقبول للطرفين لتطوير المستقبل في العلاقات التجارية ، مشددا ان دمشق وموسكو تدعمان تشكيل نظام عالمي مستقر ونظام دولي مبني على اعتراف باحكام القانون الدولي دون استخدام القوة والتدخل القسري للدول ذات السيادة .
ورحب بوتين بالسعي السوري للحوار مع اسرائيل واستعداد سورية لاستئناف المفاوضات دون شروط مسبقة معلنا اتفاق الاراء حول السلام في الشرق الاوسط وانه لايمكن الا ان يكون شاملا ويعتمد على قرارات الامم المتحدة ذات الصلة ومؤتمر مدريد .
واضاف الرئيس الروسي "لقد كرسنا اهتماما جديا على الاوضاع السياسية على المسار الفلسطيني "، مضيفا ان "دمشق وموسكو مع توجه محمود عباس نحو البحث عن الحلول السلمية مع اسرائيل" ، موضحا ان خريطة الطريق هي السبيل لتحقيق هذا الهدف , موقنا ان احترام والتزام كل الاطراف لهذه الخريطة يشكل خطوة حقيقية في استئناف العملية السلمية .
وحول العراق اوضح بوتين ان على المجتمع الدولي ان ينشط مساعيه الرامية للحياة السلمية في هذا البلد ، معتبرا ان من اهم الاولويات اعادة اعمار الاقتصاد العراقي وبنيته التحتية .
من جانبه قال الرئيس الاسد انه تم الاتفاق على تطوير العلاقات بين البلدين ، لافتا الى ان حل مسالة الديون العالقة سيدفع العلاقات الاقتصادية قدما .
وكشف الرئيس السوري عن طرح موضوع منطقة التجارة الحرة بين البلدين للدراسة وامكانية تنفيذها في المستقبل و"سيناقش هذا الموضوع من قبل الفنيين في الوزارات المعنية" .
واكد الاسد ان "البيان المشترك حدد المبادىء والاطار للعلاقات بين البلدين وجرى بحث موسع للقضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك وعملية السلام المتوقفة" .
ولفت الاسد الى ان الجمود الذي يعتري عملية السلام ينعكس سلبا على منطقة الشرق الاوسط وسيؤدي الى ازدياد العنف وعدم الاستقرار فيها ، مؤكدا على مرجعية مدريد والقرارات الدولية ومبدا الارض مقابل السلام ومبادىء السلام العربي التي تبنتها قمة بيروت عام 2002 ، مشددا على استئناف المفاوضات على المسارات الثلاثة دون شروط ومن حيث انتهت بما يعني الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي التي احتلتها 1967وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ، اضافة الى التاكيد على جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل .
وحول العراق اكد الاسد على دعم الجانبين للعملية السياسية الجارية وضرورة مشاركة العراقيين بكل اطيافهم في الانتخابات .
ونوه الاسد الى ضرورة الدور المحوري للامم المتحدة للحفاظ على السلم والامن الدوليين ، وعبّر عن رغبة الجانبين بضرورة اصلاحات هيكلية على هذه المنظمة ، لافتا الى ادانة الجانبين للارهاب والعمل على محاربته.